العدد 1795 - الأحد 05 أغسطس 2007م الموافق 21 رجب 1428هـ

سر نجاح الخطوط الجوية البريطانية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حققت الخطوط الجوية البريطانية، التى تعتبر من أكبر الأساطيل الجوية فى دول الاتحاد الأوروبى، أرباحا أفضل مما كان متوقعا خلال ثلاثة أشهر، على رغم عدم زيادة أو نقصان مجمل العائدات. وارتفعت الأرباح قبل احتساب الضريبة في الفترة من أبريل/نيسان وحتى يونيو/حزيران بنسبة 51 في المئة وصولا إلى 588 مليون دولار. غير أن الخطوط البريطانية حذرت أيضا من أن ارتفاع كلف الوقود، وضعف سعر الدولار، ومخاطر تحميل مطار هيثرو بلندن أكثر من طاقته قد تؤدي إلى الإضرار بالعائدات هذا العام.

لكن يبدو أن هذا الإنجاز هو إحدى نتائج الخطة التي وضعها وأعلن عنها مدير الخطوط الجوية البريطانية ويلى والاش في مارس/آذار من العام الماضي لتوفير النفقات المالية خلال العامين المقبلين، مبينا احتمالات تسريح عدد جديد من كوادر الخطوط البريطانية. وأوضح بيان صدر عن الشركة حينها يشير إلى أنها بصدد انتهاج خطة ترمى الى توفير نحو 450 مليون جنيه استرلينى فى العامبن الماليين 2006 و2007، وذلك لتعويض زيادة النفقات الطارئة جراء ارتفاع أسعار المحروقات فى الأسواق العالمية.

وجاءت تلك الإجراءات في أعقاب التحذير الذي أطلقته الشركة في الربع الأول من العام 2005 من أن خسائرها للربع الأخير من سنتها المالية تضاعف ثلاث مرات إلى 217 مليون دولار، فيما انخفضت المبيعات بنسبة 14 في المئة إلى 1,68 مليار جنيه إسترليني في الثلاثة أشهر المنتهية بأواخر مارس 2005. واعتبرت الشركة حينها، أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة والحرب على العراق وتفشي فيروس سارس (SARS) تقف جميعها وراء هذه الخسارة. وبدأت الشركة بالتعافي عقب إلغاء آلاف الوظائف وتوقيف العديد من الرحلات من بينها رحلات طائرات الكونكورد التي بدأت حينها إجراءات سحبها من أسطول الشركة.

لكن بعيدا عن الأرقام والخطط، يبدو أن السر الكامن وراء ما تحققه الشركة من إنجازات يرجع، وإلى حد بعيد، إلى السياسات العامة التي تأخذ بها الشركة تجاه المسافرين الذين يستقلون طائراتها والعاملين فيها.

ففي رحلة بين جوهانسبرج بجنوب إفريقيا إلى لندن بإنجلترا .. و في مقاعد الدرجة السياحية كانت هناك امرأة بيضاء تبلغ من العمر حوالى الخمسين عاما تجلس بجانب رجل أسود. وكان من الواضح أنها كانت متضايقة جدا من هذا الوضع، لذلك استدعت المضيفة وقالت لها من الواضح أنك لاترين الوضع الذي أنا فيه، لقد أجلستموني بجانب رجل أسود، و أنا لا أوافق أن أكون بجانب شخص مقرف. يجب أن توفروا لي مقعدا بديلا.

قالت لها المضيفة: اهدئي يا سيدتي، كل المقاعد في هذه الرحلة ممتلئة تقريبا، لكن دعيني أبحث عن مقعد خال. غابت المضيفة لعدة دقائق ثم عادت و قالت لها سيدتي، كما قلت لك ، لم أجد مقعدا واحدا خاليا في كل الدرجة السياحية. لذلك أبلغت الكابتن فأخبرني أنه لاتوجد أيضا أي مقاعد شاغرة في درجة رجال الأعمال .. لكن يوجد مقعد واحد خال في الدرجة الأولى وقبل أن تقول السيدة أي شيء، أكملت المضيفة كلامها ليس من المعتاد في شركتنا أن نسمح لراكب من الدرجة السياحية أن يجلس في الدرجة الأولى .. لكن وفقا لهذه الظروف الإستثنائية فإن الكابتن يشعر أنه من غير اللائق أن نرغم أحدا أن يجلس بجانب شخص مقرف لهذا الحد، لذلك، والتفتت المضيفة نحو الرجل الأسود وقالت سيدي، هل يمكنك أن تحمل حقيبتك اليدوية وتتبعني، فهناك مقعد ينتظرك في الدرجة الأولى.

وقبل حوالى عشرة أيام تأخرت رحلة تابعة للخطوط الجوية البريطانية لعدة ساعات بعد أن اعترضت ثلاث زوجات لأحد أفراد الأسرة المالكة العربية على الجلوس قرب رجال لايعرفنهم. وقد رفضت الزوجات الثلاثة اتخاذ مقاعدهن على متن الرحلة 563 من مطار ليناتى بميلانو إلى مطار هيثرو بلندن.

وتدخل رجال الشرطة فضلا عن دبلوماسيي تلك الدولة في المشكلة قبل أن يطالب قائد الطائرة الزوجات الثلاث بالنزول من الطائرة. وفي النهاية واصلت النساء الرحلة على متن طائرة تابعة لشركة «أليطاليا» إلى لندن.

وقد تراجعت الشركة عن سياستها فيما يتعلق بالزي الرسمي في أعقاب النزاع الذي اندلع بشأن الأوامر التي صدرت لموظفة تعمل بها بعدم ارتداء صليب. يذكر أن الخطوط البريطانية تسمح لموظفيها بارتداء الحجاب الإسلامي وعمامة السيخ.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1795 - الأحد 05 أغسطس 2007م الموافق 21 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً