العدد 1795 - الأحد 05 أغسطس 2007م الموافق 21 رجب 1428هـ

تداعيات مغادرة دوزيه

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

عطفا على مقال أمس (الأحد) بخصوص استقالة أندريه دوزيه, يناقش مقال اليوم تداعيات هذه المغادرة غير المتوقعة على شركة طيران الخليج.

المؤكد هناك نقاط إيجابية وأخرى سلبية لهذا التطور المفاجئ. فيما يخص الجوانب الايجابية فربما أراد مجلس الإدارة أن يرسل رسالة قوية إلى كل مكان يهمه الأمر بأن مصلحة الشركة أهم من كل شخص آخر بما في ذلك الرئيس التنفيذي.

ولوحظ أن تحرك مجلس الإدارة بقبول استقالة دوزيه جاء بعد أيام فقط من اعتقال ومن ثم إطلاق سراح رئيس الخدمات داخل الطائرات مايكل كنت. وكان كنت، تعرض للاعتقال في 12 يوليو/ تموز الماضي بتهمة الفساد فيما يخص التزود بالخدمات المقدمة داخل الطائرات.

لكن ربما لتبديد أية شكوك في أن الأجانب هم المستهدفون من وراء الحملة قرر مجلس الإدارة تعيين أجنبي آخر هو رئيس العمليات بالشركة بيورن ناف رئيسا تنفيذيا بالوكالة إلى حين اختيار رئيس جديد.

يشار إلى أن ناف من رعايا سويسرا (موطن الرئيس التنفيذي السابق دوزيه). وقد يستمر ناف في عمله لفترة غير قصيرة إذ إنه لايزال في مقتبل عمره الذي لا يتجاوز 42 ربيعا.

استراتيجية جديدة

والأهم من ذلك, يعتبر ناف مسئولا عن تنفيذ استراتيجية جديدة منذ مطلع يوليو/ تموز تركز على مواطن القوى لدى طيران الخليج، يركز البرنامج على عدة مناطق تعتبر حجر الزاوية بالنسبة إلى عمل الشركة. وهذه المناطق عبارة عن: 1) دول مجلس التعاون الخليجي 2) الشرق الأوسط 3) شبه القارة الهندية 4) بعض المدن الأوروبية.

تتضمن الجدولة الجديدة للرحلات ضمان تسيير رحلتين يوميا على الأقل إلى المدن الرئيسية في دول مجلس التعاون (وأكثر إلى بعض المدن والجهات الأخرى مثل دبي). كما عززت الخطة من عدد الرحلات إلى بعض الوجهات القريبة نسبيا في منطقة الشرق الأوسط مثل العاصمة الأردنية (عمان)، كما تقرر تسيير رحلات متكررة إلى شبه القارة الهندية (مومبي ودلهي وكراتشي وداكا) نظرا إلى وجود العمالة الآسيوية التي بدورها تمثل الأكثرية في سوق العمل. أيضا قررت الشركة تعزيز الرحلات إلى بعض المدن الأوروبية الحيوية مثل العاصمة البريطانية (لندن) من رحلتين إلى ثلاث رحلات يوميا في وقت لاحق.

في المقابل, أوقفت الشركة تسيير رحلات إلى بعض الوجهات منها دبلن بإيرلندا إذ ليس بمقدور طيران الخليج المنافسة على هذا الخط بشكل مباشر من البحرين والاكتفاء بخط مطار هيثرو بلندن. كما تقرر إغلاق خط جاكرتا على رغم وجود عدد كبير من الجالية الاندونيسية التي تعمل في قطاع العمالة المنزلية، وتكمن المشكلة في أن ذوي الشأن يبحثون عن أرخص الأسعار عند ترتيب سفر العمالة المنزلية الاندونيسية. كما تم إغلاق خط جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا نظرا إلى طول المسافة وبالتالي الكلفة العالية. والحال نفسها تنطبق على خط سيدني والذي تم إغلاقه.

سلبيات مختلفة

من جهة أخرى, لا يمكن إغفال بعض الأمور السلبية المرتبطة بالمغادرة المفاجئة للرئيس التنفيذي. فهناك موضوع سمعة الشركة أمام الشركات المنافسة الإقليمية الأخرى وما أكثرها (السعودية والكويتية وطيران الإمارات والقطرية والاتحاد) فضلا عن العربية والجزيزة وغيرهما.

كما أن هناك قضية المواقف المحتملة للجهات التي تتعامل مع طيران الخليج إذ تضم هذه الشريحة المؤسسات المالية. وقبل كل شيء هناك موضوع روحية العاملين في الشركة الذين بدورهم يخشون على مستقبلهم الوظيفي في ظل تنامي المتغيرات والتحديات في العام الجاري والتي شملت خروج سلطنة عمان من ملكية الشركة.

ختاما يبدو لنا أن طيران الخليج مقبلة على المزيد من التطورات في العام الجاري التي قد تشمل طرح جانب من أسهم الشركة في اكتتاب عام.

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1795 - الأحد 05 أغسطس 2007م الموافق 21 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً