العدد 1795 - الأحد 05 أغسطس 2007م الموافق 21 رجب 1428هـ

ارتدادات أميركية وعواقب محلية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

السياسة الأميركية الخارجية عادت (أو ارتدت) إلى الاستراتيجية القديمة التي تركز على حفظ الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط من خلال التحالف مع الوضع القائم لحماية المصالح الحيوية الأميركية (تدفق النفط وحفظ أمن «إسرائيل»)...

هذا ما يتردد طرحه في الأوساط التي تشير إلى أن مشروع أميركا بشأن إصلاح ما أسمته «الشرق الأوسط الكبير» في 2004، أصبح من التاريخ، والتجربة الانتخابية في فلسطين جاءت على غير ما رغبت به الإدارة الأميركية عندما وصلت «حماس» إلى السلطة، وما جرى في العراق منذ مطلع 2006 أيضا لم يعطِ «الأنموذج الديمقراطي» الذي كان الحديث يزداد بشأنه.

بدأت أميركا تتراجع بسبب الأزمات المتتالية، ولكن الحماس الذي انطلق من واشنطن في 2004 أدى إلى ظهور قوى مضادة للديمقراطية، وساهم ذلك الحماس الديمقراطي المؤقت في تهييج مجموعات نافذة في بلداننا، وهذه المجموعات شرعت في تنفيذ مخططات احترازية لمواجهة استحقاقات الديمقراطية فيما لو وصلت أمواجها إلى المنطقة. وعليه، تحول وضعنا حاليا إلى واقع غير جيد، إذ أصبحت بعض القوى الخائفة من الديمقراطية تتحرك بجنون وكأنها في دفاع مستميت عن وجودها. وهذا ما نشاهده في عدة أمور في الفترة الأخيرة.

في البحرين مثلا، وخلال الأشهر الماضية، بدأنا نقرأ عن أسماء تقول إنها بحرينية وهي ذات أعمار ليست صغيرة، ولكنها لم تكن موجودة في دنيا البحرين من قبل... أما الآن فهي المتحدثة باسم البحرين هنا وهناك، على رغم أنها لا تعرف كيف تتحدث بإحدى لهجات أهل البحرين، ولاتعرف شيئا عن البحرين.

كما شاهدنا خلال الأشهر الأخيرة أمورا غريبة لا يمكن تفسيرها بسهولة، سوى أنها ضمن استعدادات، على ما يبدو أنها تجري على قدم وساق، لمواجهة «احتمال» انتشار موجة من الديمقراطية في المنطقة في يوم من الأيام.

عدد من الذين يقولون إنهم بحرينيون الآن لا يعرفون عن البحرين سوى المعاشات والامتيازات المخصصة لهم مع عوائلهم، والبعثات الغالية الثمن التي خصصت لأبنائهم (بينما تحرم منها فئات محددة من أهل البحرين)... الأخطر ان بعض هؤلاء أتوا من بلدان مملوءة بالأحقاد والأمراض الاجتماعية والسياسية،وتبعات ذلك لن تكون حميدة على مجتمعنا.

المخاطر التي تواجهنا لا يمكن الاستهانة بها، ففي بلدان مثل أميركا ينصهر من يحصل على جنسية ذلك البلد في ثقافة وطنية جديدة، ولكن ما نخشاه ان يحدث العكس في بلادنا.

البحرينيون معروفون بالطيبة والأريحية، أما بعض الأشخاص الذين أتوا من الخارج فمعروفة عنهم التوجهات الإقصائية والتكفيرية، وهي توجهات لاتصلح لبلادنا. لقد أضرتنا أميركا عندما تحدثت عن الديمقراطية، ونحن أيضا نتضرر من عواقب ارتدادها عن الديمقراطية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1795 - الأحد 05 أغسطس 2007م الموافق 21 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً