أعلن نائب رئيس كتلة الوفاق ممثل الدائرة الثانية في محافظة العاصمة النائب خليل المرزوق أن أهالي منطقة المنامة «لن يتأقلموا مع الشقق على حساب البيوت، ولن يعيشوا في أقفاص دائمة»، كما كشف عضو مجلس بلدي العاصمة صادق رحمة عن مقترح سيرفع للمجلس البلدي بتأسيس صندوق إسكاني مشترك بمساهمة ثلاثية لتأجير الشقق على شباب المنامة.
وشهدت الندوة الجماهيرية التي نظمها «ملتقى الوفاق» بديوانية الخلف حضورا كثيفا من الأهالي الذين دخلوا في سجال حاد مع ممثلي المنامة في المجلسين البلدي والنيابي، وواجه النواب والبلديون انتقادات بسب ضعف التواصل مع الأهالي، إلا إنهم نفوا ذلك ووعدوا بتحرك أوثق في المرحلة المقبلة.
وأضاف المرزوق في رد غير مباشر على تصريح النائب جواد فيروز: «بصراحة شديدة نقولها للجميع إن أهالي المنامة يرفضون العيش في أقفاص دائمة، ولن يقبلوا بالشقق طالما توزع البيوت والوحدات السكنية على غيرهم، وهم ليسوا أقل شأنا من الآخرين، ولن نرضى أن نكون كذلك».
واستدرك المرزوق قائلا: «يمكن أن يكون خيار الشقق مقبولا لفترة مؤقتة بالنسبة إلى شباب المنطقة، بحيث يحصلون في فترة انتظارهم على سكن، وبهذه الطريقة سنحافظ على النسيج المستمر الذي نضمن فيه وجودا دائما لأهالي المنطقة، بدل أن تتغير تركيبة المنطقة للأجانب».
وأضاف المرزوق «نحتاج إلى أن نضغط على الدولة، فهذه ليست عاصمة، ويجب أن نتعاون لإحياء المنامة، وعلينا مسئولية في التواصل مع القيادة السياسية والوزراء، ولا يمكن أن نحرق المراحل، ولكن يجب أن تكون خطواتنا واثقة برؤية واضحة، المنامة تحتاج إلى إعادة تخطيط ويمكن شراء الأراضي في المنطقة».
من جانبه، ركز رئيس المجلس البلدي لبلدية المنامة ممثل الدائرة الثانية مجيد ميلاد حديثه على المشكلات الأخلاقية، موضحا «مطلوب من الأهالي التعاون مع ممثلي المنطقة في محاربة التجاوزات الأخلاقية وفق القنوات القانونية (...) وهناك تعاون جيد من وزارة الداخلية في هذا الجانب، ورصدت حالات كثيرة».
وتساءل ميلاد: «نحن نسمع أسبوعيا عن كبش الأطنان من المخدرات، وهذه الجهود مشكورة ومقدرة، ولكن لماذا لم تصل وزارة الداخلية إلى أي رأس من الرؤوس الكبيرة»، مؤكدا أن الأهالي مسئولون أيضا على الحفاظ على أمن المنطقة، وهناك حاجة لتضافر الجهود وقدر كبير من التضحية من أجل المنامة».
وأكد ميلاد أن الملف الإسكاني يمثل مشكلة أساسية، وكان لدينا اجتماع مع مدير التخطيط العمراني ضمن مهمة مع وكيل وزارة الإسكان لتقديم مشروع متكامل لإنهاء أزمة المنامة، وقدمت مجلة «الخير» مقترحا لمؤتمر إسكاني في محافظة العاصمة، وهذه التحركات تأتي بعد جولة مكوكية من التحركات قام بها ميلاد ومنها اطلاع جلالة الملك على الأزمة الإسكانية، وكذلك سمو رئيس الوزراء ورئيس لجنة الإسكان والإعمار سمو ولي العهد، ووزير الأشغال والإسكان.
إلى ذلك، تعرض عضو المجلس البلدي ممثل الدائرة الثالثة صادق رحمة إلى مشكلات الإسكان وحال الشوارع والطرق والبيوت الآيلة للسقوط وهجرة الأهالي إلى مناطق أخرى وعدم وجود متنفس للأهالي داخل المناطق.
وكشف رحمة أنه قدم مقترحا بمنع دخول الشاحنات المناطق السكنية. كما كشف رحمة عن مقترح سيقدم إلى المجلس البلدي في الدورة المقبلة، وهو عن تأسيس صندوق إسكاني لتأجير المباني في المنطقة لدعم الشباب، على أن تساهم فيه جهات مختلفة منها: وزارة الإسكان والمجلس البلدي والأهالي»، مضيفا «الشقق التي تؤجر على الأجانب لابد أن نستأجرها لتسكين الشباب الموجودين في المنطقة بسعر مخفض».
وحذّر رحمة أيضا من خطورة تغيير النسيج الاجتماعي في منطقة المنامة «بسبب غزو الأجانب والوافدين بصورة غير طبيعية»، وذكر أن « كل بحريني يقطن في المنامة يقابله أربعة أجانب على أقل تقدير»، مؤكدا أن «الأولوية الملحة هي الحفاظ على الأهالي الموجودين في المنطقة، وتهيئة بيئة سكنية واجتماعية وخدماتية ملائمة لهم». وبدوره أشار ممثل الدائرة الثالثة النائب الشيخ جاسم المؤمن إلى هيمنة الأجانب وأكثرهم من العزاب على المنطقة، وذكر أن البرلمان اقترح التشريعات التي تتعلق بتحديد أماكن سكن الأجانب»، موضحا أن «هذا المشروع بحاجة إلى مزيد من الجهد والضغط والمساندة من المواطنين والزخم الإعلامي لتفعيله». ودافع المؤمن عن اتهام بعض الأهالي للنواب بعدم التواصل وقال: «نحن كنا ننتظر هذه اللقاءات باستمرار، وسنفتتح المكتب المشترك مع النائب المرزوق قريبا».
العدد 1795 - الأحد 05 أغسطس 2007م الموافق 21 رجب 1428هـ