العدد 1794 - السبت 04 أغسطس 2007م الموافق 20 رجب 1428هـ

الجوال قناة فساد في إفريقيا

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أظهرت دراسة أجرتها منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية أن قطاع الهاتف النقال في إفريقيا سجل نموا بنسبة 39 في المئة منذ العام 2000. وأشارت الدراسة التى جاءت بعنوان «التوقعات الإقتصادية لإفريقيا 2005-2006» إلى أن هناك 15 مشتركا في خدمات الهاتف النقال بين كل 100 إفريقي، ما يشكل نسبة تغطية أعلى من خدمات الهاتف الثابت (6 خطوط هاتف لكل 100 شخص). ولاحظت الدراسة وجود تفاوت كبير بين الدول الإفريقية . موضحة أن التقدم في هذا القطاع في إفريقيا جنوب الصحراء يعتبر أقل أهمية، إذ بلغت نسبة نمو قطاع الهاتف النقال في بنين 4,5 في المئة، وفي بوركينا فاسو 3,5 في المئة، وفي أثيوبيا 0,35 في المئة.

ويرى تقرير منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية أن هذا التطور الكبير في قطاع الهاتف النقال في إفريقيا جاء نتيجة للحملة القوية لشركات الهاتف النقال «في مجال العلاقات العامة»، ونتيجة لتحرير الحكومات الإفريقية الكامل لهذا القطاع.

وذكر التقرير أن التقدم الحقيقي في قطاع الهاتف النقال نتج كذلك عن التحسن العام للوضع الإقتصادي في القارة الذى توج بنسبة نمو دائمة تصل إلى 5 في المئة، وإلى استقرار نسبة التضخم في حدود 7 في المئة. وقال التقرير إنه إضافة إلى ذلك، مكنت زيادة مساعدات التنمية العامة، ووصول المستثمرين الأجانب الدول الإفريقية من تحديث بناها التحتية، وخصوصا في قطاع الإتصالات.

وشهدت السوق الإفريقية توسعا ملحوظا من قبل شركات الإتصالات الخليجية، وخصوصا الكويتية منها. فقد أعلنت شركة الاتصالات المتنقلة الكويتية أن شركة «سلتل» التابعة لها اتفقت على شراء 65 في المئة من شركة «فيموبايل» النيجيرية مقابل نحو مليار دولار.

وقالت شركة الاتصالات المتنقلة إن الصفقة تشمل خيار شراء حصة الـ35 في المئة المتبقية في «فيموبايل». وأضافت أنها تتوقع الانتهاء من المفاوضات في غضون شهر. وتعد «سلتل» ثالث أكبر شركة لخدمات الهاتف النقال في إفريقيا، في حين تمثل «فيموبايل» ثالث أكبر شركة للهاتف النقال في نيجيريا. واشترت شركة الاتصالات المتنقلة «سلتل» العام الماضي مقابل 3,36 مليارات دولار.

ومن جانب آخر دفعت شركة مبادلة للتنمية، الذراع الاستثمارية لحكومة أبوظبي 400 مليون دولار رسوما لترخيص اتصالات موحد في نيجيريا.

وكانت لجنة الاتصالات النيجيرية المسئولة عن تنظيم قطاع الاتصالات في نيجيريا وافقت قبل أسبوعين على تقديم الرخصة للشركة الإماراتية. وأقرت نيجيريا العام الماضي نظام الرخصة الموحدة الذي يلغي الحواجز بين مختلف خدمات الاتصالات بهدف فتح السوق أمام منافسة أكبر. وستقدم الشركة خدمات الهاتف النقال في سوق يشهد نموا متسارعا يقدر عدد المشتركين فيه بأكثر من عشرين مليونا.

وأظهرت دراسة لمجموعة بيراميد لدراسات السوق أن نيجيريا ستتعادل مع جنوب إفريقيا لتصبحان أكبر سوقين لخدمة الهاتف النقال في القارة السمراء بحلول نهاية هذا العام، إذ يتوقع أن يبلغ عدد المشتركين 43 مليون مشترك في كل منهما.

الملفت للنظر هو تحول خدمات الهاتف النقال إلى إحدى قنوات الفساد الإداري في إفريقيا. فلم يعد ما يثير الإنتباه أو الإستغراب طلب شرطي مرور في إفريقيا رشوة مباشرة وآنية هي عبارة عن رصيد المكالمات الذي تملكه بهاتفك النقال. فقد أصبح رصيد مكالمات النقال سلعة ثمينة حتى صار يستخدم مثل النقود تقريبا.

وحين أوقف شرطي رئيس ثاني أكبر شركة للهاتف النقال في السنغال «سنتل» فيم فانيلبوت على جانب أحد الطرق في العاصمة دكار سأله الشرطي عن مهنته ثم طلب منه فورا الحصول على رصيد من المكالمات الهاتفية المجانية.

وقال فانيلبوت في مؤتمر عن الهاتف النقال في دكار هذا الاسبوع «رصيد المكالمات أصبح يستخدم كبديل للنقود... بل وربما تختفي الرشاوي النقدية أمام أرصدة المكالمات قريبا».

وفي دول لا تملك فيها الا قلة ثرية حسابات في المصارف، ويعيش كثير من الناس على أقل القليل فإن رصيد المكالمات يمثل وسيلة سريعة وآمنة وسهلة لتحويل مبالغ صغيرة من المال.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1794 - السبت 04 أغسطس 2007م الموافق 20 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً