قال نادر حويلة الذي مثّل لبنان في مهرجان الشباب الأوروبي المتوسطي في برلين في الفترة من 28 مايو/ أيار إلى 3 يونيو/ حزيران الماضيين: «عندما سألنا الأوروبيين عن إذا ما كانوا يعرفون أي شيء عن لبنان؟ قالوا: نعم، إنه دائما في حال حرب. ولكننا أثبتنا لهم أن لبنان يتمتع بأمور كثيرة أخرى، من خلال مهاراتنا اللُغوية ومعرفتنا والتزامنا المواعيد»، وأدلى حويلة بتعليقه وهو واحد من خمسة أعضاء في الوفد اللبناني إلى الحدث، أثناء مؤتمر صحافي عقد لمراجعة نتائج المشروع والتجارب الشخصية لممثلي لبنان. وحضر حويلة مع نورا المقداد وراندي نحلة وسارة مراد وبرنارد صدقة.
ويرتكز البرلمان الأوروبي المتوسطي على إعلان برشلونة 1995 الذي ألزم السلطات البلدية القيام بأعمال واسعة النطاق من أجل التغيير. وتم تنظيم نشاطات البرلمان بالتعاون مع معهد غوته.
واجتمع 103 شبان يمثلون 38 دولة في برلين لبحث قضايا تقليدية تؤثر على المجتمعات اليوم مثل الهجرة وفرص العمل والعولمة والطاقة.
ويسعى هذا الحدث السنوي إلى التغلب على التعصب وإيجاد تفهم يعمل على بناء جسور التواصل بين الدول على البحر الأبيض المتوسط وأوروبا.
وبحثت الوفود قضايا سياسية واجتماعية راهنة وقامت بوضع عشرة قرارات غير ملزمة تفصّل كيفية مجابهة المشكلات العالمية.
يقول حويلة: «كان الأمر مثيرا للاهتمام بشكل كبير لأنه كانت هناك إمكانات واسعة والكثير من الناس الذين أرادوا دعم الحدث. أشعر أن الأمر بداية للكثير من الأمور، ولكن مازال هناك الكثير مما يجب القيام به».
ووصف المشاركون اللبنانيون البرلمان الأوروبي المتوسطي للشباب بأنه تجربة مغنية وفرت لهم الفرصة لأن يثبتوا لزملائهم الأوروبيين أن لبنان ليس فقط بلد «حرب».
وأبرز المشاركون - في معرِض حديثهم عن القرارات التي قاموا بتطويرها - الجو الحميم الذي ساد المؤتمر، والذي ساعدهم على الاستمتاع، على حين تعلموا الكثير عن الشعوب المختلفة وثقافاتها. أضاف حويلة «كان هناك رابط قوي بين المشاركين اللبنانيين وبعض الأوروبيين». وتابع «لم نكن نتوقع ذلك، وخصوصا مع الأوروبيين، وهذا أمر له أهميته».
وتعد القرارات التي يضعها المشاركون إحدى أهم مميزات برلمان الشباب، إلا أنها ليست الهدف الأساسي منه.
قالت نورا المقداد: «لم يكن الحدث عن النتيجة أو القرارات، وإنما عن العملية برمّتها»، وأضافت «القرارات هي الإطار للمشاركة في حوار». كما تعرّض البرلمان لعدد من القضايا الحساسة، بما فيها الاستعمار الأوروبي في الشرق الأوسط والنزاع العربي - الإسرائيلي والتمييز ضد اللباس الإسلامي في الاتحاد الأوروبي وتصوير الإرهاب على شكل شرق أوسطي.
فقال حويلة: «على رغم أن المشاركين أتوا من 38 دولة، فإنه كان هناك المزيد من التسامح والتفاهم».
قالت المقداد، وهي المنسقة الأنثى الوحيدة من منطقة الشرق الأوسط: «نحن بحاجة إلى المزيد من المؤسسات الثقافية والمزيد من التبادل بين الطلبة حتى يتسنى أن تكون هناك روابط أقوى بين المناطق والأقاليم».
قد لا يكون العمل الذي تم كافيا لإنقاذ العالم، إلا أن المشاركين اتفقوا على مقترحات عدة للمنظمات غير الحكومية يمكن أن تتعامل مع مشكلات تواجه الأوروبيين ومواطني منطقة البحر الأبيض المتوسط.
فأوروبا - على سبيل المثال - تواجه مشكلات تتعلق بالهجرة؛ لأن «هناك الكثير من المهاجرين الذين يأخذون فرص العمل من الأوروبيين؛ لأنهم يعملون بأجور أقل» بحسب قول حويلة. وتابع «وقد يكون الحل هو علاقة أفضل بين الذين يريدون العمل والمكان الذي يريدون العمل فيه؛ لئلا تشعر أوروبا أنها مهددة».
كما ذكرت نورا المقداد أن أي تقدم قد تكون له أهميته. وقالت: «اقترحنا إيجاد منظمات غير حكومية تخلق المزيد من فرص العمل في المناطق المختلفة». وتابعت «حتى لو كانت موجهة نحو قطاع صغير إلا أنها تساعد».
كما اقترح الكثير من الأعضاء إنشاء بنك أوروبي متوسطي قد يساعد على تمويل المنظمات غير الحكومية وتيسير القروض للمشروعات الأهلية والمجتمعية.
وتساءلت المقداد: «مازال الأمر حلما حتى الآن، ولكن لماذا لا يكون هناك مصرف أوروبي متوسطي على نسق البنك الدولي يستطيع مساعدة منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية؟».
انتهى مؤتمر هذه السنة، ولكنه بدأ لتوه من نواحٍ معينة. قالت المقداد: «استمراريته تأتي من مشروعات المتابعة التي اقترحها المشاركون التي سيتم تنفيذها».
قالت المقداد: «نحن نركز على شراكات الدول. لدى لبنان مشروع عن تراث المرأة المتوسطية، ولكننا سنشارك كذلك في جميع المشروعات الأخرى». وأضافت «كذلك سنطبق برلمان البحر الأبيض المتوسط للشباب»؛ ما يجعل لبنان اللجنة المؤسسة. شرحت ذلك بقولها: «سنجنّد مشاركين لبنانيين وسنرسلهم إلى برلمان البحر الأبيض المتوسط للشباب».
هذا وسيعقد البرلمان الأوروبي المتوسطي للشباب مرة أخرى السنة المقبلة للعمل على تفهم أفضل بين المجتمعات والسماح للشباب بالتعبير عن أنفسهم على مستوى أوسع وأكثر مهنية.
* كاتبة تشيلية تعيش في بيروت والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»
إقرأ أيضا لـ "Common Ground"العدد 1794 - السبت 04 أغسطس 2007م الموافق 20 رجب 1428هـ