العدد 1793 - الجمعة 03 أغسطس 2007م الموافق 19 رجب 1428هـ

المرأة في رمضان... عالم من المتناقضات!

تجمع بين المحبة والتضحية وخفة الظل والغرور والعصبية

وقف عظماء التاريخ من رؤساء وأباطرة وعلماء وفلاسفة حائرين أمام طبيعة المرأة، فلم يستطع أعظم علماء النفس والاجتماع أن يقدّم وصفة سحرية لكسب رضاها، فهي حنونة محبة تحمل بين أجنحتها كما غير محدود من العطاء، ولكن هذا لا يمكن أن يجعلك تأمنها، فإذا ما أخفقت في معاملتها سترى الجانب الآخر من شخصيتها.

«لا أستطيع أن أعيش معك، ولا أستطيع أن أعيش من دونك» وفي ظل هذه المعطيات، ومع هذه المقولة نجد أنفسنا غير قادرين على الاستغناء عنها، وتلك هي الحقيقة الثابتة الوحيدة التي لا يمكن لأحد أن يشكك فيها، فهي حواء بحلوها ومرها، بفرحها وحزنها، بعفويتها ودهائها، بحنيتها وصلابتها، هي باختصار معنى الحياة.

جميع هذه الصفات والمتناقضات التي تحملها المرأة بين طيّاتها سنشاهدها مجسّدة أمامنا على شاشة قناة دبي وسما دبي من خلال الدورة البرامجية الخاصة لشهر رمضان هذا العام، فمع باقة من ألمع النجوم من المحيط إلى الخليج يجد المشاهد نفسه سابحا بين تيارات متضاربة من المشاعر والأحاسيس تجاه حواء، فعلى مدار 30 يوما سنتعاطف معها ونأسف عليها وسنغضب منها ونضحك معها أيضا.

نتابع عبلة (الفنانة يسرا) طبيبة الأطفال والأستاذة الجامعية، هي امرأة متزوجة ولديها أولاد وتعيش حياة مستقرة إلى أن يحدث ما يزلزل كيانها ويقلب حياتها رأسا على عقب حين تتعرض للهجوم والاغتصاب من قبل ثلاثة شبّان، وهنا تفجر عبلة من خلال المسلسل (قضية رأى عام)، حين تفاجأ برفض المجتمع كونها عارا يجب التخلّص منه على رغم أنها الضحية؛ لترسل صرخة إلى المجتمع مفادها المرأة يجب أن تحترم حتى لو تم تعرضها لمثل هذه الحالة.

الحيرة وغموض المرأة في مسلسل (شاهين) الذي تدور أحداثه حول شخصية أم شاهين (سعاد عبدالله)، تلك المرأة ذات الشخصية القوية التي تعاني آثار فقدانها لولدها الكبير شاهين، الذي خرج في رحلة غوص ولم يعد، مما أثّر على شخصيتها عندما يصل تعلقها بابنها للشكل المرضي وهذا التعلّق تصدره للآخرين، فتارة تلتمس العذر لأم شاهين كونها أم فطر قلبها على ولدها وتارة أخرى تنتقضها على تصديرها الوهم للآخرين من حولها.

وللمرأة الجميلة التي تستخدم أنوثتها وجمالها بذكاء؛ لتصل إلى مبتغاها نصيب كبير من الدورة البرامجية لشهر رمضان تجسّدها شخصية «نوراي» (غادة عادل)، إذ ستتمكن نوراي ذات الجمال التركي التي ورثته من أمها التركية وخفة الظل المكتسبة من والدها المصري، من الإيقاع بالعمدة (هشام سليم) في حبال غرامها، هذا الذكاء الفطري وشخصيتها المرنة تثير استياء نسوة الأسرة من حولها مما دفعهم إلى نشر الأقاويل حول وجهها المكشوف... وتعاملها مع الرجال بلا حرج... ثم تحوّل الاستياء بمرور الوقت إلى إعجاب مقرون بالاحترام... وتحوّلت رنة السخرية والتهكم في تلقيبها «بالمصراوية» (وهو اسم المسلسل) إلى رنة إجلال تقرب حد الافتخار.

وفي نموذج أمثل للمرأة التي نبحث عنها جميعا، نتابع «حياة الفهد» في مسلسل (الخراز) إذ تلعب دور زوجة الخراز وتجسّد المعنى الحقيقي للمرأة الخليجية التي تنظر للأمور وتعالجها بمنظور الزوجة المثالية والأم الحريصة على مصلحة بيتها وأولادها، فهي إنسانة محبة مطيعة لزوجها الوفي تسانده وتوافقه الرأي في أغلب الأحيان. هي امرأة خليجية نموذجية، تعيش بالماضي الجميل والوفي، مضحية ومسالمة لا أطماع لديها، دائما زوجها بالنسبة لها فوق الكل وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة. تحاول لم شمل الأسرة، وإن تخفف من همومهم، نراها تقف ضد أطماع أبنائها القساة.

وإذا رغبت في أن تشاهد كيف يمكن للرجل أن يؤثر سلبا على شخصية المرأة ويجعل منها ضحية فيجب أن تتابع مسلسل «وجه آخر» فستكتشف أن نوار (فاطمة عبدالرحيم) هي ضحية الحب والدلال غير المحدود من والدها. فكل ما تأمر به ينفذ، ما يجعلها هشة الشخصية لا تقبل بالرفض وعلى قناعة تامة بحتمية حصولها على مبتغاها ولكنها تقع في حب مدرب الخيول المتزوج، وتبوء محاولاتها في إيقاعه في حبها بالفشل، فإنها تشعر بمرارة الرفض الذي لا تقوى على تحمله، وتسوء حالتها النفسية، وتدخل المستشفى، أمّا عمتها فاطمة (سميرة أحمد) فلا تسلم أيضا من أثار والدها السلبية فهي امرأة قاربت العنوسة بسبب أخيها الذي يريد أن يزوجها لشخص من عائلة مرموقة، لظنه بأن من دون مستواه هو طامع في ثروته.

ويجسّد لنا مسلسل «أزهار مريم» نموذجا لشخصيتين نسائيتين متباينين على رغم أنهن أخوات، فـ «نورة» (هيفاء حسين) هي المرأة المضحية التي تخلت عن دراستها وحبّها من أجل مصلحة أفراد أسرتها، من أخوتها؛ لأنّ طموحاتهم تفوق قدراتها، وكمرآة عاملة ستعكس نورة المشاكل والضغوطات التي تتعرض إليها المرأة حين تنوى خوض معترك الحياة العملية، أما الأخت الوسطى «أمل» (لمياء طارق) فهي فتاة تشعر بسيطرة نورة عليها كونها تعيل الأسرة، كما تسوء علاقتها مع أختها الصغرى لشعورها أنها تنغص على الأسرة بسبب خلافاتها مع زوجها، وتظهر في المسلسل الدكتورة سارة (يلدا) الطبيبة الشابة التي تؤمن بأن العلاج لا ينتهي لدى مغادرة المريض المستشفى. بل إن واجب الطبيب هو الاستمرار في الاهتمام بمرضاه للاطمئنان على تماثلهم للشفاء والأخذ بيدهم. فهي تعالج الشباب من الإدمان، فتأخذ بيد راشد أخ نورة وصديقه سالم اللذين أدمنا على المخدرات.

ولن تخلو الشخصيات النسائية على شاشة قناة دبي في رمضان هذا العام من المرأة خفيفة الظل التي تضفي البهجة والمرح أينما حلت، ففي قالب بدوي جميل تلعب (هيا الشعبي) دور شيخة في مسلسل غشمشم 2، لنمضي معها أوقاتا ممتعة مليئة بالضحك والمرح.

قناة دبي وسما دبي هذا العام في شهررمضان يجسدان مدرسة نتعلم ونتابع من خلالهما النماذج المختلفة لشخصية المرأة، قد نتخرج منها بشهادة المرور إلى قلب المرأة وعقلها.

العدد 1793 - الجمعة 03 أغسطس 2007م الموافق 19 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً