العدد 1791 - الأربعاء 01 أغسطس 2007م الموافق 17 رجب 1428هـ

«معلومات خيرية» وصناعة المعلومات العربية (3/3)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

على المستوى العربي أفادت مصادر بيانات رقمية بأن عدد مستخدمي الإنترنت العرب وصل في نهاية العام2002 إلى نحو 5 ملايين، وتخالف ذلك الرأي جهات أخرى مؤكدة أن العدد لم يتجاوز3 ملايين، ويرفع آخرون العدد إلى 8 ملايين، وفي جانب مهم أيضا تشير مؤسسات دراسات مختلفة إلى أن المحتوى العربي المنشور على الإنترنت يشكل وسطا فقيرأو بسيطا. إزاء هذه الصورة القاتمة التي ترسمها المعطيات، ثمة غياب لوجود خطة منظمة لرفع مستوى العرض والطلب على النشر الإلكتروني العربي، فالعرض المنخفض سببه الطلب المنخفض، وتخلي المؤسسات الحكومية عن مشروعات نشر خدماتها على الإنترنت يؤثر في مجمل حركة استخدام الإنترنت باللغة العربية، ومع ان هذه الأسباب لاتعتبر السبب المباشر للمشاركة المنخفضة للناطقين باللغة العربية على الإنترنت، إلا أنها من أبرزها. وقد أظهرت إحصاءات نشرت حديثا أن هناك نحو 320 مليار صفحة معلومات منشورة على الإنترنت، ومن أصل الرقم الإجمالي تتسيّد اللغة الإنجليزية، ويتوزع الباقي على اللغات اليابانية والألمانية والصينية والفرنسية والإسبانية والروسية، وفي منزلة ثانوية تأتي اللغات الإيطالية والبرتغالية والكورية وغيرها. أما اللغة العربية، وعلى رغم أن نحو 300 مليون شخص ينطقون بها فقد جاء مركزها متدنيا جدا، وبين اللغات الأقل استخداما على الإنترنت.

وفي دراسة حديثة ورد تأكيد جديد بأن معظم مواقع الإنترنت العربية هي لمؤسسات اقتصادية وتجارية، وأكثر من خمسها يرتبط بتسويق المنتجات والخدمات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتليها المواقع الخاصة بالتسلية والرياضة والدين والعقائد والمؤسسات المختلفة والأفراد والصحف والمجلات.

وكانت المفاجأة في توزيع حجم صناعة المحتوى، ما جاءت به دراسة أعدها الخبير في استراتيجيات المعلومات نبيل علي، انه في العام 1994 كان حجم صناعة المعلومات في الولايات المتحدة يشكل من حيث «المحتوى» 255 مليار دولار، بينما بلغ في أوروبا 186 مليارا، أما «توزيع المعلومات» في الولايات المتحدة فوصل إلى 160 مليارا، بينما بلغ 165 مليارا في أوروبا. واتت «معالجة المعلومات» بنحو 151 مليارا في أميركا و 193 مليارا في أوروبا، وبهذا فإن المجموع الكلي لهذه الصناعة بين أوروبا والولايات المتحدة وصل الى 544 مليارا، وعلى هذه الخريطة لم يتم ذكر البلدان العربية ولا مؤسساتها ولا توزيع قطاع صناعة المعلومات بين محتوى المعلومات وتوزيعها ومعالجتها.

وفي الاجتماع القطاعي للجامعة العربية والامم المتحدة بشأن استخدام تكنولوجيا المعلومات، ألقي الأمين العام للجامعة عمرو موسي كلمة خلال ذلك الاجتماع بعنوان «العالم العربي في عصر المعرفة»، اكد فيها أن «الثورة في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات نتجت عنها العديد من التحديات ومن بينها التحدي المتعلق بتضييق الفجوة الرقمية بين الدول النامية ومن بينها الدول العربية والدول المتقدمة».

وذهب عمرو إلى القول «نعم. تم احراز بعض التقدم فعلا، فقد نما حجم قطاع تكنولوجيا المعلومات بحوالي 25 في المئة في العالم العربي في العامين الماضيين، وتضاعف حجم مستخدمي الانترنت ولكن لازالوا يمثلون حوالي 1 في المئة من إجمالي عدد السكان في الدول العربية... نعم إن استخدام الكمبيوتر والانترنت في معظم الأقطار العربية أخذ في الانتشار ولو ببعض البطء مع التفاوت في وتيرة الانتشار».

واستشهد عمرو بما قاله نائب رئيس البنك الدولي، جان فرانسوا ريشار «إن نمو اقتصاد المعرفة في العالم العربي بلغ 4,1 في المئة خلال السنوات الخمسة عشر الماضية، وهو معدل يقل عن معدل نمو اقتصاد المعرفة في دول جنوب الصحراء الإفريقية الذي بلغ 5.1 في المئة، وهو ما يعني أن وضع تكنولوجيا المعلومات في العالم العربي وضع غير سليم». وأضاف: «إن الوقت عنصر حاسم في اقتصاد التكنولوجيا الرقمية، والمطلوب هو عقلية جديدة وليس مجرد مواصلة الانفاق على البنية التحتية في قطاع المعلوماتية».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1791 - الأربعاء 01 أغسطس 2007م الموافق 17 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً