الدوريات الأوروبية وبعد اقتراب منتصفها من الانتهاء تبدو مشتعلة إلى أبعد الحدود وخصوصا في إنجلترا وإيطاليا في الوقت الذي تبدو الأمور فيه تسير الى مصلحة برشلونة تماما في الدوري الإسباني في ظل تراجع ريال مدريد المريع وعدم قدرته الحقيقية على إظهار الكثير من القوة إلى جانب هزيمة المنافس الآخر فالنسيا في آخر مبارياته.

برشلونة حقق يوم أمس الأول فوزه التاسع على التوالي، بعد أن هزم في أولى مبارياته وتعادل في الثانية إلا أنه انتفض سريعا بشكل أذهل جميع المتابعين الذين باتوا منشغلين بتوقع عدد الأهداف التي سيسجلها الفريق في كل مباراة بدل توقع فوزه من خسارته.

فالفوز أصبح شبه محسوم للفريق الكتالوني في مواجهاته في الدوري الإسباني في ظل عقلية هجومية للمدرب الشاب غوارديولا الذي تمكن من إدماج اللاعبين في فريق متجانس يقدم المتعة والإثارة والأهداف والانتصارات.

في الطرف الآخر فإن فريق ريال مدريد يمر في أصعب ظروفه منذ موسمين تقريبا، وأساس المشكلات التي يعاني منها الفريق ليست النتائج فقط وإنما المستوى الضعيف والدفاع المهزوز الذي بات يتلقى أكثر من هدفين في كل مباراة.

ويبدو أن الريال سيكون خارج المنافسة على بطولة الدوري هذا الموسم إذا استمر على مستوى الأداء نفسه في الوقت الذي ستنحصر فيه المنافسة بين برشلونة المرشح الأكبر للقب وفالنسيا وإلى حد ما فياريال.

وإذا كان هذا حال الدوري الإسباني، فإن الأمور مختلفة تماما في الدوريين الإنجليزي والإيطالي، إذ إن المنافسة على أشدها والفرق القوية جميعها حاضرة في هذين الدوريين هذا الموسم بشكل دفع مدرب أرسنال الفرنسي أرسين فينغر إلى وصف منافسات الدوري الإنجليزي هذا الموسم بأنها الأقوى في تاريخ الدوري.

فرق تشلسي وليفربول ومانشستر وأرسنال كلها حاضرة بقوة هذا الموسم من أجل المنافسة على اللقب الذي سيظل حائرا بين الفرق الأربعة، في الوقت الذي تعزز فيه الفرق الأخرى في الدوري قوتها وخصوصا مانشستر سيتي الذي يعد مسئولوه بمفاجآت في الانتقالات الشتوية.

المباريات في الدوري الإنجليزي تشدك بحق فالفرق جميعها قادرة على مفاجأة الفرق الكبيرة والفوز عليها كما حدث لأرسنال في مباراته الأخيرة أمام استون فيلا على ملعبه وبين جماهيره.

ويتميز تشلسي عن بقية المنافسين بالزاد البشري الكبير الذي يمتلكه الفريق بوجود البدلاء الأقوياء جدا والقادرين وحدهم على المنافسة على اللقب.

ويبدو أن هذا الرباعي الإنجليزي سيواصل نجاحاته أيضا على المستوى الأوروبي مثل المواسم الأربعة الماضية في ظل سيطرة الفرق الإنجليزية مع منافسة قوية من برشلونة في هذا الموسم، وكذلك من انتر ميلان في إيطاليا الذي استعان بالمدرب البرتغالي الشهير والمشاكس مورينهو من أجل عيون دوري الأبطال فقط وليس لشيء آخر.

في إيطاليا هذا الموسم يبدو مختلفا عن المواسم الماضية في ظل العودة القوية لميلان ويوفنتوس الأقطاب الكبرى للدوري الإيطالي لمنافسة الانتر على لقب الاسكديتو واقتراب لاسيو ونابولي أيضا من المنافسة.

الموسمان الأخيران حسم الانتر البطولة مبكرا في ظل تفوقه الواضح على الجميع غير أن الأمور اختلفت في الموسم الجديد فالميلان حاضر بكتيبته البرازيلية واليوفنتوس عائد بقوة عن طريق المخضرم دل بييرو والبرازيلي الجديد أموري ووسط متمكن ودفاع صلب.

الدوري الإيطالي يستحق المشاهدة في هذا الموسم وخصوصا أن الكبار حاضرون والنجوم موجودون ما يعطي الدوري متعة اضافية نتمنى استمرارها حتى النهاية كما كانت المنافسة في السابق.

عدوى اشتعال الدوريات نتمنى أن تصل إلى دورينا المحلي من خلال وجود منافسة حقيقية وليس تكملة مشوار فقط بعد حسم اللقب مبكرا كالعادة