العدد 1791 - الأربعاء 01 أغسطس 2007م الموافق 17 رجب 1428هـ

«حكاية بحرينية»... فيلم عن نساء أكثر تحررا ورجال قساة مهزومين

بين ما يعتبره بحرينيون فجيعتين في الفترة من حرب 1967 إلى وفاة الرئيس المصري جمال عبدالناصر العام 1970 تبدو نساء من البلد الصغير الذي يشبه نقطة في الخليج أكثر جسارة في اختيار مصائرهن في حين كان الرجال قساة أو مهزومين كما يذهب إلى ذلك فيلم (حكاية بحرينية).

فباستثناء الطفل خليفة الحالم بالحرية والطيران كان الرجال سلبيين متخاذلين وإذا فعلوا شيئا فلا يكون إلا قهر النساء؛ مرة بمنع زواج منيرة من محمود بحجة أنه شيعي وأخرى بإجبار فاطمة على الاستمرار في زيجة لا تحبها من ابن عمها يعقوب. أما النساء فيتحايلن على الحياة أو سرقة البهجة كما فعلت شريفة حين أدخلت الطفلين دار السينما تحت عباءتها ليشاهدا فيلما.

والفيلم الذي أخرجه المخرج بسام الذوادي عرض يوم الأربعاء الماضي ضمن الدورة التاسعة لمهرجان (أوشيان سيني فان للسينما الآسيوية والعربية) في نيودلهي، الذي أصبح ابتداء من هذا العام مخصصا للسينما الآسيوية والعربية، ويعرض خلال عشرة أيام أكثر من 140 فيلما من 35 دولة.

وتنظم المهرجان مؤسسة أوشيانس للفنون برئاسة نيفل تولي أما مؤسسة المهرجان ورئيسته فهي الكاتبة السينمائية أرونا فاساييف.

ويختتم المهرجان الأحد المقبل ويتنافس في مسابقته الرسمية 11 فيلما منها ثلاثة أفلام عربية هي: التونسيان (عرس الذيب) لجيلاني السعدي و(آخر فيلم) لنوري بوزيد واللبناني (فلافل) لميشال كمون.

كما يشارك في مسابقة العمل الأول فيلما (هي وهو) للتونسي إلياس بكار و(عبور الغبار) وهو إنتاج عراقي-كردي من إخراج العراقي شوكت أمين كوركي.

ويبدأ فيلم (حكاية بحرينية) ومدته 96 دقيقة قبيل حرب يونيو/ حزيران 1967 على خلفية أغنيات (الله أكبر فوق كيد المعتدي) و(أصبح عندي الآن بندقية) و(صورة) التي تطلب الأم لطيفة سماعها عبر رسالة إلى الإذاعة وتهديها «لزعيم الأمة جمال عبدالناصر».

والأم التي تحب عبدالناصر تعاني قسوة زوجها وتدافع عن الابنة فاطمة وحقها في عدم الاستمرار في الزواج من ابن عمها يعقوب الذي لا تحبه، لكن الأب يجبرها على العودة إلى يعقوب الذي يحتاجها فقط جسدا في السرير ولا تجد مهربا إلا أن تنتحر حرقا أمام عينيه.

وتتوازى قسوة الرجال مع تواكلهم فهم لا يفعلون شيئا، فالشاب حمد المهزوم في حبه لفاطمة يكتفي بقراءة كتاب (رأس المال) لكارل ماركس ثم لا يجد عزاء إلا في اللجوء إلى الخمر لينسى. وهناك رجل آخر يرى أن «العرب من غير الرئيس (عبدالناصر) لا شيء». وتصلهم أخبار الحرب التي استولت فيها إسرائيل على شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية الفلسطينية وعند ذلك يقول أحدهم «مستحيل. جمال وعدنا بالنصر».

وتأتي نقطة النور في الفيلم في علاقة محمود بمنيرة أخت فاطمة.

وأمام رفض الأب هذه العلاقة؛ لأن الشاب شيعي تقترح الفتاة الهرب وتكون القاهرة المقصد الذي يمكن أن يحتوي هذه العلاقة وتتحرّك بهما السيارة في حين كان الجميع يشاركون في جنازة رمزية لعبدالناصر.

وللذوادي ثلاثة أفلام روائية هي مجمل إنتاج السينما البحرينية إلى الآن وهي (الحاجز) 1990 و(الزائر) 2003 و(حكاية بحرينية) الذي شارك في مهرجانات منها دبي ونيويورك وروتردام للفيلم العربي ومومباي كما سيشارك في مهرجان سينمائي بالجزائر في مدينة وهران.

العدد 1791 - الأربعاء 01 أغسطس 2007م الموافق 17 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً