بروح ملأى بآلام وعذابات الشعب الفلسطيني المحترق بنار العدوان الصهيوني، لصراخ ودموع الحزن الممتزجة بابتسامات الفخر وحب التضحية والشهادة؛ أحيى الشاعر الفلسطيني رجا أبو طه أمسية شعرية في أسرة الأدباء والكتاب، وطبع بكلماته صورا للبطولة، صورا للآلام، صورا للتحمل، رافقت الحاضرين طوال الأمسية التي كانت تفوح منها روائح الحرائق، وتعلو فيها أصوات التفجيرات.
كانت مستهلة قصائد أبو طه هي قصيدة بلاغات من جثث تحت الرجم، التي يصوّر فيها حالة من الخجل عن البعد عن ميادين القتال وساحات المعارك في الوطن، والتي قال فيها:
وعرفنا في سنه
أن دمع السوسنة
وعصير الحب فوق الألسنة
كان فخا حول ساقيك
وقيدا حول زندي
ونعشا جاهزا للسير نحو المقبرة
سامحيني وامنحيني المعذرة
واطلبي لي المغفرة
إن تأخرت طويلا في دخول المجزرة
وفي سيل قصائده، عرج أبو طه من خلال قصيدة أخرى إلى ذكر العمليات الاستشهادية التي يمارسها المقاومون الفلسطينيون، فيصوّر من خلال المقطع التالي العمليات بالقول:
بتذكرة أو هدية
يتم الدخول إلى الحفلة العائلية
بقنبلة أو شظية
يتم احتجاز القتيل لتزوير شكل الضحية
أيعقل أن الحمام ينام بحضن الجوارح
دون قتال أو معركة دموية
دعونا نناقش كيف سحقنا المحبين بالمدفعية
وكيف قلبنا المفاهيم في الأبجدية
فصار اللطيف/ العفيف/ الشريف
عدوّ الجماهير والأكثرية
وصار الكفيف/ المخيف/ العنيف
حبيب الجماهير والغالبية
دعونا ننكر كيف تنظف ماسورة البندقية
وكيف نحيل الحجارة
بين الأصابع قنبلة يدوية
كما ألقى الشاعر الفلسطيني قصيدة بعنوان «عناقيد الحصرم»، والتي كتبها في الاستشهادية الفلسطينية الأولى وفاء إدريس من مخيم اللامعري، والتي قسمها إلى عدّة أقسام جاء في الأول منها:
كتبت على ورق القلب
أحلى أغاني الغرام
رضعتُ كثيرا من الحب بين الخيام
شربتُ طويلا من الحقد قبل بلوغي الفطام
نقشتُ على الجرح أقس الكلام
يحق لكل الجياع بشرب دماء الكلاب
وأكل لحوم الخنازير حين يشح الطعام
يحق لكعب المسدس بالضرب تحت الحزام
ثم ينتقل من خلال مقطع آخر لتصوير اللحظات الأخيرة قبل استشهادها، إذ يقول:
وأعلم ماذا سيحدث ما بعد موتي
ستبكي علي النساء
وتبكي على القبر أمي وأختي
ويهطل يوم من البيلسان
ويوم من الأقحوان لتجميل بيتي
ويعلو على مجلس الأمن صوتي
ويزداد موج الزغاريد والأغنيات
ليعلن للاجئين نهاية صمتي
العدد 1791 - الأربعاء 01 أغسطس 2007م الموافق 17 رجب 1428هـ