حقق المنتخب الدنماركي ما كان متوقعا منه وهو الفوز على المنتخب المصري ليصعد إلى الدور نصف النهائي بعد الفوز المستحق على مصر بنتيجة 33/31، بعد أن أنهى الشوط الأول لصالحه أيضا 17/15، ليعود من بعيد وهو الذي دخل الدور الثاني من دون أية نقطة، ليفوز على السويد في مباراة تدخل عنها الجميع بأنها كانت «ملعوبة» ويحقق الفوز الثاني أمس على المنتحب المصري.
بداية مصرية قوية سعى من خلالها للضغط على المنتخب الدنماركي، ليلعب منذ البداية بالدفاع المتقدم الذي يتميز به المنتخب المصري ولمعرفته بأن المنتخبات الأوروبية أظهرت شبه تعامل ضعيف مع الدفاعات المتقدمة، ليلعب بدفاع 3/3 في محاولة لإبعاد أبرز اللاعبين الدنماركيين عن المنتخب نظرا الى تسديداته القوية، لينجح في ذلك ويوسع الفارق، لكن الدنماركيين أبدوا تعاملا جيدا مع هذا التقدم المصري ليحققوا التعادل 3/3 بفضل تحركات لاعبيه وتنويع المراكز التي تشكل للدفاع المصري مشكلة، وليعمل لاعبو الأطراف والدائرة على استغلال الفرص المتاحة.
في المقابل لعب المنتخب الدنماركي بالدفاع المعتاد 6/صفر الذي لم يشكل أي تأثير أو صعوبة للهجوم المصري الذي تمكن من استغلال هذا الضعف من خلال الاستفادة من فنيات لاعبيه الجيدة التي تمكنت من المرور مرارا من العمق الدنماركي الذي بدا ضعيفا وسهل الاختراق، ليواصل المصريون تصعيد الفارق لصالحهم حتى الدقيقة 15 من الشوط وبنتيجة 10/7، ليطلب المدرب الدنماركي وقتا مستقطعا لتصحيح الأخطاء وخصوصا أنه كان ناقصا للاعبين نتيجة الاستبعاد، وهو ما استفاد منه الدنماركيون الذين تمكنوا من تقليص الفارق على رغم أنهم كانوا ناقصين، ما استدعى تدخلا من المدرب المصري عصام السعدني الذي طلب وقتا مستقطعا للتعامل مع هبوط أداء مستوى لاعبيه.
إثر ذلك غير الدنمارك لطريقة دفاعه إلى 5/1 في محاولة لإبعاد أبرز مفاتيح اللعب المصرية علاء السيد عن القيام بالتمريرات الحاسمة ومراقبته، ليدخل لاعبو مصر في سلسلة من الأخطاء الهجومية والتركيز السلبي عند التسديد وخصوصا مع تغيير الحراسة الدنماركية التي كان لها الدور الجيد في تحقيق التعادل للدنمارك 11/11 في الدقيقة 19 وسط 3 دقائق من ضياع الهجوم المصري الذي فشل في تسجيل أي هدف طوال 4 دقائق أي بعد الوقت المستقطع الدنماركي.
وواصل الدنمارك تحسنه في الدفاع الأمر الذي سمح له بالتقدم لأول مرة في المباراة واستغلال الثغرات التي أوجدها الدفاع المصري المتقدم والذي كان غير متجانس بشكل كبير ما أوجد غيابا كاملا للتجانس ليتقدم الدنماركيون ويوسعون الفارق أيضا إلى هدفين 14/12 في الدقيقة 24.
وعمل المصريون على تقوية الدفاع من خلال الزج بعناصر بديل سريعة لكن الثغرات تواصلت فيه ما أوجد نوعا من الأريحية للفريق الدنماركي الذي واصل التسجيل والتقدم حتى إنهاء الشوط لصالحه بفارق هدفين 17/15.
الشوط الثاني
وكما كانت البداية المصرية قوية في الشوط السابق جاءت كذلك في بداية الثاني التي تمكن من خلالها من تحقيق تعادل سريع في الدقيقة السادسة بنتيجة 20/20 مستغلا النقص الحاصل في صفوف المنتخب الدنماركي وكذلك نجاح دفاعه في إحداث الترابط المطلوب الذي كفل وقوع لاعبي الدنمارك في أخطاء هجومية سمحت للاعبي مصر بالعودة السريعة لأجواء اللقاء والتعادل الذي تواصل لدقائق طويلة.
وتدخل المباراة وسط ذلك في سرعة فائقة، إذ حاول المنتخبان نقل الكرة والهجمة سريعا إلى ملعب الآخر، لكن تألق الحارسين المصري والدنماركي كان له الدور الكبير في إبقاء التعادل، غير أن الدنماركيين أعادوا الفارق لصالحهم بنجاحهم التام في التعامل مع الدفاع المصري المتقدم على طول ملعبه بالتحرك الدائم وفتح الثغرات التي سمحت له بتوسيع الفارق كلما سمحت له الظروف ومعطيات المباراة، حتى بات الفارق 4 أهداف 27/23 في الدقيقة 19، ليطلب حينها مدرب مصر وقتا مستقطعا لإيقاف المد الدنماركي وتصحيح الأخطاء الهجومية التي بدأت بالكثرة وإضاعة الكثير من الكرات التي سمحت للدنماركيين بتوسيع الفارق الذي وصل إلى 5 أهداف 29/24.
وحاولت مصر عمل شيء مع مرور الوقت، فعلى رغم المستوى الهجومي الجيد الذي نجح من خلاله في إعادة الفارق إلى 3 أهداف قبل دقائق وخصوصا من جانب الجناح الأيمن عوني مصطفى، لكن الدفاع المتحرك الذي واصل من خلاله المصريون الشوط كانت له الأثر في إيجاد الثغرات التي سمحت للاعبي الدنمارك التسجيل ومن كل المراكز مع التحرك الجيد للاعبي الدنمارك الذين عملوا على إبعاد مدافعي مصر عن منطقة الدفاع وكانت خطة جيدة مكنت اللاعبين من التسجيل مرارا وبسهولة شديدة وخصوصا مع التحركات الجيدة لأبرز المفاتيح الدنماركية التي سمحت لبقية اللاعبين بالتسجيل، ورفع الفارق حتى ما قبل دقيقتين من النهاية.
ووسط الفارق الكبير حصل تراخ للاعبي الدنمارك الذين أحسوا بالفوز ما أضاع على الفريق الكثير من الفرص ليستغل ذلك لاعبو مصر الذين تمكنوا من تقليص الفارق، لكن الوقت كان الأسرع على المنتخب المصري الذي لم يتمكن من تقليص الفارق أكثر لتنطلق الصافرة معلنة فوز المنتخب الدنماركي بفارق هدفين 33/31، وليتأهل للدور نصف النهائي مع رفقة المنتخب السويدي الذي اكتسح منتخبنا الوطني على صالة بيت التمويل الخليجي.
العدد 1790 - الثلثاء 31 يوليو 2007م الموافق 16 رجب 1428هـ