قلب المنتخب الكرواتي معطيات مباراته مع المنتخب البولندي الذي كان متقدما غالبية أوقات اللقاء المثير الذي انتهى لصالح الكروات في نهاية المطاف بفارق هدفين وبنتيجة 27/25 بعد أن كان متفوقا في نهاية الشوط الأول بفارق 3 أهداف 13/10، غير أن المعطيات كانت تسير لصالح البولنديين الذين تسلموا زمام المباراة منذ منتصف الشوط الثاني، لكن الدقائق الأخيرة كانت كفيلة بقلب المباراة لصالح الكروات والتأهل كأول المجموعة الأول إلى الدور نصف النهائي وانتظار الثاني من المجموعة الثانية.

لم يعط المنتخبان فرصة لجس النبض في بداية المباراة التي جاءت سريعة بان فيها الاستعجال واضحا في رغبة واضحة للاعبي الفريقين لفرض السيطرة وأخذ المبادرة في التسجيل؛ ليبدأ اللاعبون في سلسلة طويلة من تضييع الفرصة المحققة نتيجة الاستعجال والتسديد غير المركز، حتى تمكن الكروات من تهدئة أجواء اللقاء بعد أن فرض سيطرة نسبية على المباراة بدأ من الدقيقة الخامسة.

وعلى رغم اعتماد البولنديين على الدفاع المتقدم 5/1 لمراقبة أفضل لاعبي كرواتيا دوماغو، إلا أن الكروات تمكنوا من مباغتة المرمى البولندي والتسجيل مرارا بفضل اعتماده على الهجمات الخاطفة السريعة التي استغلها بشكل جيد وسط ضياع لاعبي بولندا الذين تفننوا في التسديد غير المركز والأخطاء الهجومية الكثيرة، التي عمل على استغلالها الكروات غير استغلال ورفع الفارق من خلالها إلى 3 أهداف 6/3 في الدقيقة 10.

في المقابل بدأ المنتخب الكرواتي بدفاع متأخر 6/صفر تتحول إلى 5/1/صفر في محاولة لإبعاد مكمن الخطورة البولندي بوتير الذي يتميز بالتسديد والتمريرات الجميلة، وهذا ما أوجد نوعا من الصعوبة للاعبي بولندا الذين فشلوا طوال الفترة الماضية من التعامل مع الدفاع الكرواتي الذي واصل تماسكه وتجانسه.

لكن الفريق البولندي ونظير تألق حارسه في صد الكثير من الكرات الحاسمة التي ساعدت فريقه على العودة إلى أجواء اللقاء، وفعلا حقق البولنديين عودة قوية وفي ظرف 10 دقائق، حينما تمكن من تقليص الفارق إلى هدف واحد 9/8 بعد نجاحه في التسديد الخارجي كشكل جيد للتعامل مع الدفاع الكرواتي المتقدم بعض الشيء والغالق للمنافذ على الدائرة، غير أن العودة البولندي لم تدم طويلا إذ تمكن الكروات من استغلال العمق الدفاعي الضعيف واختراقه ومن ثم التسجيل بنجاح وخصوصا من قبل اللاعب توكتش والمهارات الفنية الجيدة للاعبي الأطراف وبالتالي إعادة الفارق إلى ما كان حتى نهاية الشوط الأول لصالحه بنتيجة 13/10.

الشوط الثاني بدأ برغبة بولندية في تقليص سريع للفارق، وهو ما جعله يغير من طريقة دفاعه إلى 4/2 في محاولة لإيقاف المتألق توكتش إلى جانب دوماغو، لكن الدفاع البولندي لم يكن قادرا على التعامل مع الفنيات الجيدة للاعبي كرواتيا الذين استغلوا بشكل جيد السلبية الكبيرة لمهاجمي بولندا الذين يفشلون كثيرا في التعامل مع الدفاع الكرواتي عندما يكون متكاملا، ولذلك بقي الكروات متقدما بفارق أهدافه الثلاثة، لكن هذا الأخير أصبح غير قادرا على مواصلة العمل من دون أبرز مفاتيحه توكتش ودماغو المراقبين، ليكون هجومه سلبيا جدا، ليستغل ذلك بولندا الذي تمكّن من تقليص الفارق سريعا في الدقيقة العاشرة وبنتيجة 17/17، ومن ثم التقدم لأول مرة في المباراة، ، وذلك بفضل تسديداته القوية الخارجية التي استغلت الضعف الواضح للحراسة الكرواتية، ووسط تألق حارسه أيضا، ومستغلا النقص الكرواتي نتيجة استبعاد أحد لاعبيه لمدة دقيقتين، لتدخل المباراة في جو الإثارة المتوقعة وفي سلسلة طويلة من التعادلات التي انتهت لمصلحة البولنديين الذين وسعوا الفارق لصالحهم بفارق 3 أهداف 23/20 في الدقيقة 18.

إثر ذلك طلب مدرب المنتخب الكرواتي سلوفاك وقتا مستقطعا لإيقاف التحسن البولندي، الذي بدا فيه التركيز في الانحدار تدريجيا مع مرور الوقت وليبدأ سلسلة متواصلة من إضاعة الفرصة السهلة المحققة أمام المرمى الكرواتي ليستفيد منها هذا الأخير في العودة إلى أجواء اللقاء وقلب النتيجة في الدقيقة 25 إلى 25/24 خصوصا أنه سيكون الخاسر الأكبر في حال خسارته، ولاسيما إن الأرجنتين كان متفوقا في المباراة الثانية، وهذا يعني أن بولندا والأرجنتين هما المتأهلان إلى الدور نصف النهائي، لكن للكروات كلمة أخرى مع تألق واضح للكرواتي دوماغو الذي هرب من المراقبة، ليوسع الكروات الفارق قبل دقيقتين من النهاية خصوصا مع الأخطاء الهجومية المتكررة للاعبي بولندا الذين فشلوا في استغلال أي كرة وبالتالي انتقلت الاستفادة فيها إلى الكروات الذين وسعوا الفارق إلى هدفين قبل دقيقة من النهاية التي جاءت لصالح الكروات بنتيجة 27/25؛ ليعلن الكروات تأهلهم إلى الدور نصف النهائي كأول المجموعة الأول.