فقد منتخبنا الوطني للناشئين فرصة الوصول للمربع الذهبي من بطولة كأس العالم للناشئين وخسر ثاني مبارياته في الدور الثاني من البطولة أمام المنتخب السويدي، والخسارة كانت قاسية وكبيرة على المنتخب إذ انتهت المباراة بنتيجة (37/21)، وكان شوط المباراة الأولى قد انتهى بفارق 4 أهداف لصالح السويد بنتيجة (16/12)، وأقيمت المباراة على صالة بيت التمويل الخليجي بحضور جماهيري جيد العدد آزر المنتخب بحرارة حتى استسلم لاعبو المنتخب للأمر الواقع، وآزر السويد عدد من الجالية السويدية في البحرين.
ولم يقدم المنتخب الوطني المستوى المأمول منه في المباراة، والأخطاء الفنية والفردية التي حدثت في مباراة مصر السابقة حدثت في مباراة السويد، ولم يختلف الوضع تماما وإذا كانت الأخطاء قد تكررت فإن الروح العالية التي ظهر عليها المنتخب في المباريات السابقة لم نشهدها تماما، والسويد كان الأفضل بكل المقاييس في المباراة والفوز بهذا الفارق الكبير في النتيجة جاء عن جدارة واستحقاق، ولا نملك إلا أن نقول للاعبي المنتخب «أديتم الواجب يا رجال».
وسر خسارة المنتخب في المباراة هو قليلة الحيلة الهجومية والأخطاء الهجومية المتكررة من جلّ اللاعبين مما يؤكد أن المنتخب يلعب على فرديات لاعبيه بالدرجة الأولى ومن دون أية استراتيجية فنية مرسومة، وانحصرت عمليات المنتخب الهجومية على ثلاثي الخط الخلفي الذي صار يحاول التصويب والاختراق أمام البنية الجسمانية الكبيرة للاعبي المنتخب السويدي، وباعتقادي أن ذلك سهل مهمة السويديين الذين عرفوا كيفية التعامل مع أسلوب هجومنا ونجحوا في ترجمة الأخطاء الهجومية أهدافا في مرمانا عبر الهجوم الخاطف السريع (الفاست بريك)، واستسلم المنتخب للخسارة مع حلول منتصف الشوط الثاني ؛أي في وقت مبكر، ووصل الفارق إلى 15 هدفا مع الدقيقة 20، وأدى المنتخب بقية الدقائق لتأدية الواجب فقط، وفي الدقائق الأخيرة بادرت الجماهير السويدية بالتصفيق للاعبي منتخبنا الوطني، فيما رابطة المنتخب صفقت للاعبينا بعد نهاية المباراة.
وبدأ المنتخب المباراة بتشكيلة مكونة من محمد عبدالحسين في الحراسة بالإضافة إلى حسام مدن وأحمد عباس وعلي حسين وعلي ميرزا والسيد أمين الدعام بالإضافة إلى حسن شهاب فيما يشارك أكبر المرزوق بدلا من أحمد عباس في الدفاع الـ 4/2 الذي لعب به المنتخب، والسويد بكر بالتسجيل في المباراة، وعادل المنتخب بهدف رائع لأحمد عباس في الدقيقة 3، وقدم المنتخب أداء مميزا في الهجوم وخصوصا أحمد عباس، فيما على مستوى الدفاع وإن لعب المنتخب بعد ذلك بطريقة 4/0/2 إلا أنه لم يتمكن من القوة السويدية في الخط الخلفي، وفي الدقيقة 8 صارت النتيجة التعادل (4/4)، ثم تقدمت السويد في النتيجة (6/4) نتيجة خطأين هجومين متتاليين لمنتخبنا الوطني، قبل أن يقلص الفارق إلى هدف قبل أن يعادل النتيجة في الدقيقة 11 (6/6) مستفيدا من نقص السويد للاعبه أوسكار، وعاب على لاعبي المنتخب في الدقائق التالية التسرع في إنهاء الهجمة، ولا نفهم لماذا يصر المنتخب على التسجيل من ثلاثي الخط الخلفي فقط، ذلك سهل مأمورية السويديين في القضاء على هجوم المنتخب وبالفعل نجحوا في التقدم بفارق هدفين (9/7) في الدقيقة 13، وأجاد لاعبو السويد الانطلاق السريع من الدفاع للهجوم (الفاست بريك) في الوقت الذي عاب على لاعبي المنتخب العودة البطيئة للمنطقة بعد فقدان الكرة.
وأجرى بيتر سول بعض التغييرات على مستوى العناصر لا التكتيك، فأشرك ياسر الملاح وحسين الصياد لتنشط الجانب الهجومي وبالتحديد في الخط الخلفي، وتناوب أكبر المرزوق ثم ياسر الملاح على مراقبة الخطير أوسكار إلا أنه غالبا ما يهرب من الرقابة، وأشرك سول الحارس محمد عباس بدلا محمد عبد الحسين لتقوية الحراسة في المنتخب خصوصا أن غالبية أهداف السويد من الخط الخلفي وعبد الحسين لم يوفق في التعامل مع تلك التصويبات، وقلص المنتخب الفارق إلى هدفين مع الدقيقة 19 (12/10)، إلا أن إيقاف علي ميرزا في هذه الدقيقة عطل إنطلاقة المنتخب المتوقعة خصوصا بعد تقليص، وأستثمر السويد ذلك النقص وأعاد الفارق إلى 3 أهداف لصالحه (14/11) في الدقيقة 23، وطلب مدرب منتخبنا بيتر سول وقتا مستقطعا في الدقيقة 24 بعد أن وصل الفارق إلى 4 أهداف (15/11) لإيقاف التفوق السويدي في المباراة، ولم يكن لاعبو المنتخب خلال الدقائق الماضية في المستوى المطلوب في الناحية الدفاعية فضلا عن الهجوم ذو الطابع الفردي.
وأوقف باك من جانب السويد في الدقيقة 25 وتبعه زميله جون في الدقيقة 26 ولكن لاعبي المنتخب لم يسثمروا ذلك بسبب العجلة في الهجوم في الوقت الذي نجحوا في حرمان السويد من التسجيل، وأوقف حسن شهاب مع الدقيقة 27 لمدة دقيقتين، وصارت النتيجة في الدقيقة 28 (15/12) قبل أن ينتهي الشوط الأول بعد ذلك بفارق 4 أهداف لمصلحة المنتخب السويدي بنتيجة (16/12).
وفي بداية الشوط الثاني لعب المنتخب في الدفاع بطريقة 3/3، وتألق محمد عباس في الحراسة خلال الدقائق الأولى إلا أن لاعبي المنتخب لم يستثمروا ذلك في الهجوم لإضاعة الفرص، وبقي الفارق 4 أهداف في النتيجة (17/13) في الدقيقة 5، ومع هذه الدقيقة خرج السويدي جونذان للإيقاف لمدة دقيقتين، إلا أن المنتخب لم يستغل ذلك مجددا والسبب أن المنتخب يلعب على فرديات وإمكانات لاعبيه وليس على تكتيك مرسوم لذلك الأخطاء زادت والتبديلات في الخط الخلفي زادت معها ولم يستقر سول على تشكيلة معينة، وأوقف علي حسين من جانب منتخبنا في الدقيقة 8، ورفع السويد الفارق في النتيجة إلى 6 أهداف (19-13) عبر الهجوم الخاطف السريع (الفاست بريك) الذي تألق فيه السويدي جوان، والفارق وصل بعد ذلك إلى 7 أهداف وطلب وقتها مدرب المنتخب سول وقتا مستقطعا لإعادة لاعبيه لأجواء المباراة من جديد في الدقيقة 10.
وبعد توقف عن التسجيل لخمس دقائق متتوالية سجل علي حسين هدف المنتخب رقم 14، وفي تلك الدقائق الخمس وسع المنتخب السويدي الفارق في النتيجة وأمن المباراة لصالحه حين وصل الفارق إلى 8 أهدف ثم 9 أهداف بعد ذلك في الدقيقة 12 (23-14) ثم إلى 10 أهداف في الدقيقة 13، وسط سيطرة تامة للسويديين على المباراة، ومدربنا بيتر سول لم يكن يملك ما يفعله سوى التغييرات في صفوف المنتخب ونكرر في الخط الخلفي في التحديد، والمشكلة أن اللاعبين تبدلوا والأخطاء بقت مما يؤكد أن المنتخب يلعب من دون استراتيجة واضحة، وكان الأجدر بسول أن يبدل التكتيك الهجومي بأن يلعب بلاعبين على الدائرة على أقل تقدير في الوقت الذي عجز فيه اللاعبين عن التسجيل ولم يسجلوا طوال 15 دقيقة سوى هدفين فقط في الوقت الذي قبل مرمى المنتخب 10 أهداف كانت قابلة للزيادة لولا تألق محمد عباس في الدقائق الأولى وإضاعة الفرص السهلة بالنسبة للسويديين أنفسهم.
ووصل الفارق إلى 15 هدفا مع الدقيقة 20، واستسلم لاعبو المنتخب وفقد أمل العودة للمباراة وصارت الدقائق التالية مجرد دقائق لتأدية الواجب أستغلها السويديون من أجل الإستغراض، واللافت أنهم لعبوا الدقائق المتبقية على الرغم بجدية ولم يكترثوا بالفارق الكبير في النتيجة لمصلحتهم، والمباراة إنتهت فيما بعد بفارق 16 هدفا (37/21) لصالح السويد.
العدد 1790 - الثلثاء 31 يوليو 2007م الموافق 16 رجب 1428هـ