يلتقي الشعب الفلسطيني مع نظيره العراقي في كثير من النقاط المشتركة، فهما يرزحان تحت الاحتلال، فالأول تحت الاحتلال الإسرائيلي والثاني تحت الاحتلال الأميركي - وإن كانا وجهين لعملة واحدة في الواقع - كما يعانيان من القتل المستمر والتشريد القسري والسجون المملوءة عن بكرة أبيها، كذلك يعانيان من الحصار والتجويع والفقر وإن اختلفت الطرق، وكلاهما خاضع إلى انتخابات شعبية أفرزت حكومة وبرلمانا يمثلان الغالبية وهما تحت الاحتلال، فلم يرقيا إلى محبي المصالح الشخصية ومبغضي هذه الديمقراطيات والحرية - الناشئة وسط الظروف القاسية - من النمو والاستمرار، فسعت إلى عرقلتهما بشتى السبل غير الشرعية.
ويشترك الشعبان أيضا في استفحال الانشقاق الداخلي وتقاتل بين الأخوة وأبناء الوطن الواحد.
ولكن هاتين المحنتين على رغم النقاط المشتركة فإن كل واحدة لها معاناتها الخاصة، فالأولى بلغت من العمر عتيا إذ شارفت على الستين، أما الأخرى - وإن كانت مثل أختها - إذ كان البعث يعيث فيها فسادا، إلا أنها مازالت في عمرها الخامس. ومن المؤسف على رغم ذلك المشتركين فإن التعاطي معهما أصبح مختلفا، إذ دخلت الطائفية البغيضة في هذا التعاطي فأفسدته، بل ساهمت إلى حد كبير في تفشيه بشكل سلبي على الشعوب العربية والمسلمة.
كما نرى أن أشد من ذلك خوض أطراف من هذه الشعوب في صراع لا نهاية له وتبادل مستمر للاتهامات وسط تصفيق من القوة المحتلة. فالسؤال الذي يطرح نفسه: هل هذه الحال تنفع القضيتين والشعبين؟
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1789 - الإثنين 30 يوليو 2007م الموافق 15 رجب 1428هـ