العدد 1789 - الإثنين 30 يوليو 2007م الموافق 15 رجب 1428هـ

«معلومات خيرية» وصناعة المعلومات العربية (1/3)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يعمل حوالي 100 ناشر على تمكين الباحثين العلميين في الدول النامية، من الحصول على المعلومات عبر الانترنت. وليس بالأمر الجديد أن نقول إن البلدان النامية في حاجة ماسة إلى المعلومات العلمية من أجل الدفع باقتصاداتها إلى الأمام ومواجهة الكوارث والأوبئة والمجاعات. ويؤكد تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، مدى أهمية أن تتمكن الدول النامية من الوصول إلى هذه المعلومات. ويغطي المشروع توفير معلومات في مجالات الصحة، والبيئة والزراعة.

يسمى المشروع رسميا «معلومات خيرية»، وقد بدأ في العام 2002 بفتح المجال أمام هذه الدول للاستفادة من المنشورات العلمية المتعلقة بالصحة. وفي العام 2003، تلت مبادرة مماثلة، في مجال المنشورات الزراعية. وفي العام الماضي، أضيفت البيئة إلى الزراعة والصحة. ومددت هذا العام، مبادرة الناشرين العلميين والأمم المتحدة هذه، إلى غاية 2015.

لم يأت اختيار هذا بمحض الصدفة، ففي العام 2000، حدد زعماء الدول ثمانية أهداف، لتحسين حياة الإنسان في العام 2015. وقد كان يدفعهم إلى ذلك شعار يقول: «مجاعة أقل، فقر أقل، وعالم أنقى، بالإضافة إلى المعرفة التي لا يمكن الاستغناء عنها».

وتعتبر دار النشر «ريد السيفير» (Read Sphere) واحدة من الشركات التي تحاول أن تغلق فجوة المعرفة، بفتح مصادرها المعرفية للباحثين من الدول النامية. ويقول مدير عام الدار مارتن تانكه: «إن المبادرة مفيدة أيضا للعلماء الراغبين في جعل أعمالهم بالمتناول على نطاق واسع. يجعل الانتشار عن طريق الانترنت إمكانية انتشار المعلومات رخيصة الثمن».

ويضيف تانكه قائلا: «بدأت الثورة الرقمية منذ ما يقارب 10 سنين... ولدينا الآن قاعدة بيانات للنشريات الالكترونية تجعلنا قادرين على التوزيع في بلدان جديدة وبثمن أرخص وغير مرهق».

ويردف تانكه قائلا: «تمثل هذه الخطوة للباحثين في الدول النامية مبادرة مهمة وفي الاتجاه الصحيح. لكنها بالتأكيد هناك حاجة إلى المزيد... وإذا ما نجحت الخطوة في العالم الثالث فإنها خطوة مهمة في الاستثمار في مجال التعليم والتعليم ثم التعليم.. على جميع المستويات التعليمية».

هذه الخطوة الجريئة من بعض العلماء في الدول الأوروبية تضع العالم العربي أمام مسئولية الالتفات نحو صناعة المعلومات في المنطقة العربية التي لاتزال في مراحلها الجنينية. ولكي نقرب أهمية صناعة المعلومات ودورها في التنمية تكفي الإشارة إلى أن الإمكانات المادية والثروات الطبيعية يمكن أن تنفذ مع طول الاستهلاك، بينما الإمكانات البشرية تزداد من كثرة الاستهلاك وطول الاستعمال.

وعلى سبيل المثال لو كان معك دينار ومعي دينار آخر، فأعطيتك ديناري لأصبح معك ديناران، وليس معى أي شيء ، بينما لو كانت لديك معلومة، ولدي معلومة، وتبادلناهما لأصبح لدى كل منا معلومتان.

وتاريخيّا، كانت صناعة المعلومات في النصف الثاني من القرن العشرين تمثل المصدر الخامس من مصادر دخل الأمم المتقدمة، لكنها في مطلع القرن الواحد والعشرين بدأت تزحف باتجاه المصدر الثاني من مصادر الدخل، وغدا الترتيب على النحو الآتي : -1 الـزراعـة 2 - المعلومات -3 الصناعة 4 -التجارة 5 - السياحة.

ويتكون مصطلح صناعة المعلومات من شقين: صناعة ومعلومات. وتكمن الصعوبة في تعريف الشق الثاني، نظرا إلى تعقد لفظ «المعلومات» وتشعب طبيعتها وغموض معناها وسعة مدلولها. ولهذا ذهب البعض إلى القول بوجود أكثر من 400 تعريف للمعلومات. بل إن هناك من الباحثين من يرى أن المعلومات شيء غير محدد المعالم، بمعنى أنه لا يمكن رؤيته أو سماعه أو لمسه.

وتتوزع صناعة المعلومات على 3 وحدات رئيسية، هي: صناعة المحتوى الرقمي، وصناعة إيصال المعلومات، وصناعة معالجة المعلومات. كما يمكن تقسيم صناعة المعلومات إلى أربعة قطاعات كبيرة، أولها صناعة مهتمة بتوزيع المعلومات وتشمل النشر وخدمات المعلومات العلمية والتقنية وغيرها، وثانيها صناعات مهتمة بإنتاج المعرفة وتتضمن البحث والتطوير والتعليم، وثالثها صناعات تهتم بالجانب الإعلامي وتشمل الإذاعة والتلفزة والاتصالات، ورابعها صناعات تركز على الجوانب المالية وتشمل المصارف وشركات التأمين والكفالة والعقار.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1789 - الإثنين 30 يوليو 2007م الموافق 15 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً