عندما نشيد بأي تجربة من التجارب في أي دولة من الدولة ونقيم عملها ونمدحها بالنعوت المرضية ونقول انها نموذج يجب يحتذى به كما هي التجربة التونسية في ضوء نجاحها من خلال تلبية المتطلبات الأساسية لعملية التطوير في توفير المنشآت الحديثه وايجاد النظم والتشريعات الدقيقة التي تحكم المنظومة الكروية إلى جانب توفر قاعدة عرضية من الممارسين من خلال الاكاديميات المتخصصة في الأندية ووجود كفاءات تدريبية مؤهلة علميا وعمليا لصقل المواهب.
هذه الأمور نقلتها لنا في الصحافة عضو لجنة التطوير المنبثقة عن اتحاد الكرة محمود شبر في تقييمه لهذه التجربة.
لا أدري هل الاتحاد الكروي عندما ارسل محمود شبر وفهد المخرق إلى تونس للوقوف على تجربة تونس هل لديه القدرات والامكانات في تحويل هذا التقييم من الجانب النظري إلى العملي حتى نستطيع فعلا الاقتداء والاحتداء بالتجربة التونسية أم هو كلام معسل فقط ليقال نحن في اتحاد الكرة نحاول ونحاول لكي نصل إلى المطلوب ولكن ما باليد حيلة.
نحن نعلم جيدا بالأمور التي يتطلب تحقيقها لتكون البحرين مع الدول المتقدمة وتحدثنا عنها سابقا وبح الصوت ولا أعتقد نحن نحتاج لمن نرسلهم إلى الخارج لمعرفة التجارب الأخرى لأن الأساس لدينا معدوم فكيف نقوم بدراسة التجارب الأخرى ونحن ليس لدينا الجانب العملي في تحقيق ما نشاهده هناك.
نحن نعرف أن الرياضة في البحرين تحتاج إلى البنية التحتية الصالحة من خلال المنشآت الكاملة بمرافقها للم شمل المواهب والحفاظ عليها وفتح الموازنة الكافية لتطبيق نظام الاحتراف والذي لا فرار عنه ولابد منه اذا أردنا أن نصل إلى الهدف المطلوب، فالكلام لا يغني ولا يشبع من جوع.
نقول لاتحاد الكرة عندما أنشأ لجنة التطوير ماذا بعد الحال النظرية في تقييم التجربة التونسية؟ اذ لم نقرأ في تقييم شبر بأن هذه النظرية من التجربة التونسية بأنها ستنتقل إلى الجانب العملي، فالذي نريده من اتحاد الكرة ان يعلمنا بالخطوات المقبلة بعد هذا التقييم النظري.
الأندية لدينا معدومة الوجود من حيث المباني فمعظمها الاكبر آيلة للسقوط وغيرها معدوم والقليل منها صالح بشكل نسبي.
لا نظن بأن التقييم النظري سيعطي أكله من دون أن تكون الأمور العملية موجودة.
الملاعب المزروعة بالعشب الطبيعي أمر مطلوب جدا وملح وهي التي تحفظ المواهب وترعاها وتنقلها إلى الجانب النجومي بعكس العشب الاصطناعي وان كان من الجيل الثالث المعتمد من الفيفا فهذا النوع لا يرقى بالكرة إلى الحال المتطورة. والنظم والتشريعات لا تفعل إلا بعد ايجاد كل الأساسيات من البنية التحتية القوية وغير ذلك فلا نفكر في مثل هذه الامور مادمنا نعيش الهم والغم جراء هذه البنية التحتية المعدومة.
لا نحتاج الى عبقري لتشخيص حالتنا الرياضية الواضحة للعيان... انما بحاجة الى بناء المنشآت من الملاعب الصالحة والصالات المغلقة والمرافق الأساسية في الاندية النموذجية بالأضافة إلى فتح موازنة ضخمة لتطبيق نظام الاحتراف وبعدها نضع نقاط التطوير في الحال العملية وغير ذلك نحن لسنا بحاجة اليه كثيرا.
منتخب الكرة وملف الاخفاق
الإخفاق المتكرر من منتخباتنا الوطنية من الصغار إلى الكبار لم نر ولا مرة واحدة قيام اتحاد الكرة بفتح الملف لدراسة اسباب هذه الاخفاقات وصرنا نواصل التخبط والتأخر بمكابره وغروره وكأننا الوحيدون فقط الموجودون على الساحة من دون أن نرضى لانفسنا التعرض للانتقادات المدروسة بأمور علمية وفنية بحتة.
المؤتمر الصحافي الذي عقده اتحاد الكرة مع المدرب ماتشالا خرج كما هو متوقع له من مبررات غير واقعية ولا منطقية ساقها المدرب ماتشالا وخرجنا جميعا من دون أن نسمع كلمة تحمل المسئولية لهذا الخروج المر والمبكر.
نحن نقول ليس من العيب أن تخرج من البطولة مبكرا ولكن العيب أن ندس رؤوسنا في التراب ونبتعد عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الخروج.
سألنا نائب رئيس اتحاد لكرة من يتحمل المسئولية في خروج الأحمر من البطولة الآسيوية بهذا الشكل المأساوي؟ فأجاب: نحن جميعا يتحمل المسئولية ولا ادري هل لأنه لا يريد أن يحمل جهة المسئولية لكيلا يفتح باب النقاش والحوار عنه ومساءلته.
ولذلك نحن نقول ونؤكد اذا كانت المسئولية من الجميع فعلينا فتح الملفات لجميع المتسببين لهذا الخروج وعدم غلق الملف لنقع في المحظور مستقبلا.
في مقالات سابقة طالبنا بتشكيل لجنة فنية مختصة تضم المدربين والنجوم السابقين الذين لديهم القدرة على التحليل الفني والخبراء المحليين وبعض الصحافة الرياضية تكون مهمتها مراقبة عمل المدرب والجلوس معه لمناقشته طريقة اللعب ولابد من مبررات مقنعة عدم ترك المدرب يخيط فنيا من دون أن تكون لدينا أية كلمة.
الفريق السعودي الذي وصل إلى نهائي كأس آسيا دائما نشاهد رئيس الوفد نواف بن فيصل يجتمع مع المدرب لتدارس الأخطاء وعلاجها وبث روح الحماس في نفوس الجميع بما فيهم الجهاز الفني.
واليوم نحن بأمس الحاجة إلى هذه اللجنة الفنية التي نأمل تطبيقها مستقبلا.
نحن في «الوسط الرياضي» نقترح على اتحاد الكرة بعقد مؤتمر مغلق يضم الشخصيات الرياضية المرموقة يتدارس فيه الكثير من الأمور السلبية ومناقشة الاخفاق الأخير بعيدا عن الأضواء الاعلامية وأن تكون المناقشة سريعة وشفافة وبكل صراحة ومن دون مجاملات... فحينها نستطيع أن نصل إلى ما نخطوا إليه وبعدها نعلن النتائج في مؤتمر صحافي.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1788 - الأحد 29 يوليو 2007م الموافق 14 رجب 1428هـ