العدد 1788 - الأحد 29 يوليو 2007م الموافق 14 رجب 1428هـ

«الجمعة الأسود» في أسواق المال

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

تعود عمليات التداول في أسواق المال العالمية اليوم بعد عطلة نهاية الأسبوع. بيدَ أنها سوف لن تكون الأمور عادية على خلفية تسجيل تراجع نوعي في مؤشرات الكثير من البورصات الدولية يوم الجمعة الماضي.

فقد حدث تراجع قدره 2.36 في المئة في مؤشر (نيكاي) لأسهم 225 شركة كبرى في طوكيو. يعد هذا التراجع كبيرا مع الأخذ في الاعتبار أن بورصة طوكيو تعد ثاني أكبر البورصات العالمية.

تراجعات بالجملة

تم تسجيل نمو سلبي في الكثير من البورصات الآسيوية الأخرى: 4.4 في المئة في تايوان, 8.3 في المئة في الفلبين, 4.1 في المئة في كوريا الجنوبية فضلا عن 2.76 في المئة في بورصة هونغ كونغ. بدورها سجلت بورصة (بومباي أو مومبي) بالهند تراجعا قدره 3.25 في المئة. أيضا حدثت تراجعات في بورصات أخرى: 2.8 في المئة في سيدني باستراليا و 1.88 في المئة في ويلنغتون في نيوزيلندا.

وأوعز تحليل لوكالة «رويترز» الأسباب إلى مخاوف من انتقال مشكلات القطاع العقاري الأميركي إلى بقية أسواق العالم، فضلا عن تراجع سعر صرف الين الياباني مقابل الدولار إضافة إلى مخاوف من أزمة سياسية في اليابان بعد انتخابات مجلس الشيوخ أمس (الأحد).

أسعار الفائدة والنفط

ويلاحظ وجود قلق في أسواق المال من تسجيل ارتفاع في معدلات الفائدة بسبب استمرار أزمة التضخم (ارتفاع الأسعار وبقاؤها مرتفعة). يؤدي ارتفاع معدلات الفائدة إلى زيادة في كلفة الاقتراض وبالتالي حدوث تداعيات أخرى، مثل انخفاض أرباح المصارف والشركات الأمر الذي ينعكس سلبا على أسعار الأسهم ما يدفع بعض المستثمرين إلى التخلص من بعض الأسهم التي في حوزتهم. كما أن ارتفاع معدلات الفائدة يترك أثره السلبي على الرغبة في شراء العقارات نظرا إلى ارتفاع كلفة التمويل.

أيضا هناك تخوف من حدوث المزيد من الارتفاع في أسعار النفط وبالتالي تعزيز حال التضخم. تتأثر أسعار النفط بعوامل متنوعة سياسية واقتصادية وأخرى نفسية. في هذه المرحلة التاريخية, تشمل العوامل السياسية تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط (العنف في العراق والملف النووي الإيراني) وأميركا اللاتينية (تهديدات فنزويلا بقطع الإمدادات النفطية عن الولايات المتحدة) وحالات عدم الاستقرار في إفريقيا (تعرض أنابيب نقل النفط إلى النهب في نيجيريا). كما لا يمكن إنكار العامل النفسي مثل المضاربات وظهور الشائعات. بمعنى آخر, ليس بمقدور دول أية جهة السيطرة على المتغيرات التي تؤثر في أسعار النفط والغاز، وفوق كل هذا وذاك هناك موضوع النمو الاقتصادي العالمي (وخصوصا في دول مثل الصين والهند) وبالتالي تعزيز الطلب على الطاقة.

إذا عطست نيويورك

يعتقد أن الأسباب النفسية لعبت دورها في حوادث يوم (الجمعة الأسود) منها أن يوم الجمعة هو آخر يوم في التداول في الأسبوع إذ الرغبة في التخلص من بعض الاستثمارات. كما أن الجمعة الماضي صادف 27 يوليو/ تموز كان آخر جمعة في الشهر وبالتالي قدوم شهر أغسطس/ آب موسم الإجازات. المعروف أن العامل النفسي يلعب دورا حيويا في اتجاهات أسواق المال.

عموما، كشفت التجربة عن وجود ترابط عضوي بين أسواق المال. بمعنى آخر, إذا عطست أسواق نيويورك فإن أسواق أخرى في أوروبا تصاب بالزكام. فقد عطست نيويورك يوم الخميس الأمر الذي تسبب في إصابة أسواق آسيا بالزكام في اليوم التالي نظرا إلى اختلاف التوقيت. ويكمن سر هذا الترابط في الأهمية النسبية للاقتصاد الأميركي في العالم إذ لدى الولايات المتحدة أكبر ناتج محلي وتعد أكبر سوق للواردات في العالم.

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1788 - الأحد 29 يوليو 2007م الموافق 14 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً