بين 20 فتاة ينتمين إلى 15 دولة عربية، فازت البحرينية وفاء يعقوب بلقب الفتاة العربية المثالية للعام 2007. المسابقة بحسب القائمين تعتمد الذكاء ورجاحة العقل مقياسا للفوز وليس الجمال. وفتاتنا ذات الـ 25 عاما، وهي طالبة دراسات عليا في كلية الحقوق بجامعة البحرين نالت اللقب واحتفي بها على مستوى العالم العربي... ولكن أين البحرين من وفاء وأمثال وفاء؟

المملكة لا تخلو من عقول نيرة ذكورا وإناثا، ولكن بحسب ما تطالعنا به معدلات الخريجين في كل عام سواء على مستوى الثانوية العامة أو الجامعة، فإن الإناث يكتسحن الذكور في المعدلات الأعلى، ومع ذلك فإن المعدل العالي والشهادة العليا لا يشفعان لهن بتقلد المناصب التي يستحققنها حين الانخراط في سوق العمل، إذ الأولوية/ الأفضلية للذكور!

نعلم أن أصحاب العقول الراجحة من كلا الجنسين يعانون الأمرّين في البحرين، إذ ما من جهة تتبناهم وتقدرهم حق قدرهم، حتى أن الكثيرين منهم يحط من عزمهم الإحباط بعد حين، وخصوصا وهم يشاهدون طوابير العاطلين عن العمل بمختلف مستوياتهم التعليمية مصطفة منذ سنين وبلا حلول جذرية، ولكن إلى الفتاة البحرينية يضاف أمر آخر يتلخص في جنسها، حتى لو انفردت بتخصصها وشهد الجميع بكفاءتها، وأملنا ألا يهدر حق وفاء مستقبلا كما هدر إعلاميا بتجاهل مشاركتها وفوزها بلقب يرفع من شأن البحرين عموما قبل شأنها هي شخصيا.