العدد 1787 - السبت 28 يوليو 2007م الموافق 13 رجب 1428هـ

مبادرة «مصدر» الظبيانية للبيئة النظيفة

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بينما كان الكثير منا يتابع «معركة مشروعات الردم في خليج توبلي» والآثار البيئية السيئة التي أفرزتها حركة الردم المتواصلة التي تعرض لها، حملت لنا وكالات الأنباء خبر نيل «مبادرة مصدر» الظبيانية جائزة عالمية تقديرا لجهودها الرائدة في مجال استنباط تقنيات مبتكرة لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، واستغلال مصادر الطاقة المتجددة. فقد فازت مبادرة «مصدر» التي أطلقتها حكومة أبوظبي بالجائزة العالمية للطاقة النظيفة، والتي تم تقديمها في الخامس عشر من شهر يوليو/تموز الجاري في مدينة بازل السويسرية.

وتم منح الجائزة لمبادرة «مصدر» في فئة «التمويل والاستثمار» إثر تفوقها على 70 منافسا حول العالم. ويتمثل الهدف الرئيسي لبرنامج الجوائز في تشجيع استخدام مصادر طاقة نظيفة ومستدامة في أوجه النشاط البشري كافة. وتحظى المشروعات التي تساعد في تحقيق هذا الهدف بدعم البرنامج وذلك بتوفير منبر عالمي متميز للاحتفاء بتقنيات الطاقة النظيفة وتشجيع استخدامها. ويمثل كل مشروع فائز نموذجا يحتذى به، ويمكن وضعه موضع التطبيق العملي خلال فترة زمنية وجيزة.

ومبادرة «مصدر» هي عبارة عن مشروع لبناء وإدارة أول مدينة في العالم مستدامة تماما من الناحية البيئية ولاتقوم بطرح أية نفايات ولاإنتاج غازات الدفيئة وخصوصا ثاني أكسيد الكربون. المشروع الطموح لهذه المدينة الفريدة سيتم الانتهاء منه في العام 2009 وسيضم أحدث وأفضل أنواع التكنولوجيا الحديثة في مجالات الطاقة المتجددة وحماية البيئة. أطلقت شركة ابو ظبي لطاقة المستقبل (مبادرة مصدر للطاقة المتجددة) في أبو ظبي قبل يومين مشروعها الخاص.

معلوم أن مبادرة «مصدر» للطاقة النظيفة والتي تم إطلاقها في العام 2006 تقوم على مساحة ستة كيلومترات مربعة وجمعت شركات نفط وتكنولوجيا كبرى وجامعات في مختلف أنحاء العالم، ووزارات في دولة الإمارات المتحدة للمساعدة في تطوير واستثمار تكنولوجيا الطاقة المتجددة المدعومة بمئات ملايين الدولارات، ومنها 250 مليون دولار على الأقل للتطوير والبحث في مجالات الطاقة الشمسية.

المدينة ستمنع قيادة السيارات فيها، وتكون مصادر الطاقة كلها من الطاقة الشمسية وأنواع الطاقة النظيفة الأخرى، ويتم تشجيع السير على الأقدام ولكن مع وجود نظام مركبات نقل تعمل على الطاقة المتجددة بين الأقسام والمكاتب والمساكن المختلفة. طبعا لن يكون السير على الأقدام مريحا في جو أبو ظبي الحار، ولكن كل مواقع السير ستكون مغطاة بالأشجار وتتمتع بالظل الوفير، أما النفايات فستكون كلها خاضعة لنظام الفرز من المصدر، وإعادة التدوير بحيث لن تكون هناك مخلفات غير قابلة لإعادة الاستخدام.

وليست «مصدر» هي المبادرة الظبيانية الوحيدة في ميدان البيئة النظيفة، ففي مايو/أيار الماضي أطلقت مدينة أبوظبي مشروعا بيئيا آخر يهدف إلى تحسين نوعية الهواء، وخفض التأثيرات السلبية الضارة على البيئة الطبيعية، وتقليل نسبة الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي وبالتالي خفض الموازنة التي تنفقها الدولة على القطاع الصحي وتجهيز المستشفيات، بالإضافة إلى تطبيق بنود ومتطلبات سياسة النقل المستدام وإستراتيجية التنمية المستدامة في القطاعات كافة، ومنها إدارة وتحسين نوعية الهواء، وطرحت إمارة أبوظبي ولأول مرة الديزل قليل الكبريت في أسواق الدولة عملا بقرار مجلس الوزراء رقم 34 لسنة 2006.

وكان قد تم تشكيل لجنة عليا لمتابعة إحلال الديزل قليل الكبريت على مستوى الإمارة بقرار من المجلس التنفيذي رقم (5) جلسة 2 - 2006 برئاسة هيئة البيئة – أبوظبي وعضوية الجهات الحكومية المعنية والتي تضم شركة أدنوك للتوزيع، الهيئة الاتحادية للبيئة، القيادة العامة لشرطة أبوظبي، شركة تكرير، هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، ودائرة النقل.

وقامت اللجنة العليا لإحلال الديزل قليل الكبريت بوضع سياسة عامة بهذا الشأن تتلخص أهدافها في المحاور التالية: تقليل الآثار السلبية البيئية والاقتصادية والاجتماعية والصحية المباشرة وغير المباشرة لعنصر الكبريت وأكاسيده ومركباته الناتجة عن عمليات احتراق وقود الديزل في الإمارة، وإنتاج وقود الديزل قليل الكبريت لحماية الصحة العامة وجودة البيئة الجوية في الإمارة دعما للاقتصاد الوطني من خلال التوجه لإنتاج وقود نظيف قابل للتسويق العالمي، وترسيخ ريادة الدولة في النواحي البيئية على مستوى المنطقة.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1787 - السبت 28 يوليو 2007م الموافق 13 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً