الفيلم تراجيدي ممل شاهدناه على تلفزيون البحرين، وقرأنا تحليلا له في الصحافة المحلية، وهو عن منتخب البحرين لكرة القدم، اسم الفيلم «سقوط رجل شجاع».
يبدأ الفيلم بلقطات سريعة شبيهة بالمشاهد الخلفية من معسكر النمسا الجميل «إلّي هواه يرد الروح» ثم لقطة من معسكر فيتنام الذي حقق فيه المنتخب فوزا باهرا على فريق (الطباخين)... ثم كانت قمة الإثارة في اندونيسيا حينما سقط البطل صريعا بأربعة أهداف... واختتم الفيلم بكلمة النهاية في المؤتمر الصحافي الذي دافع فيه المنتج والمخرج عن سقوط الفيلم وعدم نجاحه جماهيريا!
- مثل هذه الأفلام التعيسة الرديئة فنيا سبق أن شاهدناها لأنها تحكي حال كرة القدم، فهي دائما ومنذ بدأ إنتاج الأفلام العام 1970 في دورة كأس الخليج لا تحقق نجاحا جماهيريا، والنهاية دائما تراجيدية تنتهي بسقوط البطل. وبعد نهاية كل فيلم، وبعد أن يلعن المشاهد نفسه مليون مرة، يخرج علينا المنتج والمخرج - في مؤتمر صحافي - ليعلنا أن الفيلم القادم ستكون نهايته سعيدة!
- وقصة الفيلم ليس فيها الجديد المشوق عدا بعض المشاهد الجيدة أبرزها مباراة المنتخب مع كوريا، ومحاولة المخرج تقديم لقطة كوميدية للترويح عن المشاهد يظهر فيها احد الكتاب وهو يحاول تبرير تصريح «الفوز في المخبا» بقوله: «إن قناة الدوري اختارت الجزء المثير من التصريح لتثير الرأي العام»، إذ أثار هذا الكلام زوبعة من الضحك لان فيه كذبا ومحاولة للضحك على ذقون الناس؛ لان مشهد «المخبا» كان منقولا على الهواء مباشرة ولا يستطيع اي مخرج باهر «فبركته» أو وضع سيناريو جديد له!
- كما شدني عنوان مؤثر في نفسية البطل بدرجة بليغة، يذكر فيه احد الكتاب بخط عريض «بيليه لا يصلح وانتظروا جون»! وحينما راجعت مشهد المؤتمر الصحافي الذي تحدث فيه المخرج، لم يذكر هذه الجملة بالمعنى المثير المزري الذي يضر بالروح المعنوية لهذا اللاعب وهو أفضل هداف خليجي في دوري النجوم القطري. والحقيقة ان هذا المشهد من مشاهد الإثارة الرخيصة التي تحاول شد القارئ على حساب كرامة البطل!
- ومن بين اللقطات المملة يظهر فيها المنتج وهو يستجدي عطف الجمهور ويقول ان أمامنا خطة «جهنمية»، فالاتحاد الدولي والاتحاد القاري قادمان لانتشال كرة القدم البحرينية من الوحل!
- أما اللقطة التي شدتني فهي وقوف المخرج بحركة تمثيلية بارعة ليشرح خطته على الورق، وهي حركة تمثيلية سبق أن حذرنا منها الإخوان في سلطنة عمان لأنه سبق أن كررها أكثر من مرة.
- وتتوالى عرض قصاصات الصحف فنشاهد إجماعا من البطل على فشل المخرج وهو المشهد الذي لم يسبق أن شاهدناه في تاريخ المنتخب، فقد طفح الكيل بالبطل كما طفح كذب المخرج في مؤتمره الصحافي! يقابله مشهد استعراضي لأحد الكتاب يستجدي فيه اهتمام المخرج من اجل غاية في نفس يعقوب. فيستغرب من تصاريح البطل وإجماعهم على فشل المخرج متناسيا أن البطل هو الذي اسقط المدرب بريغل كما اسقط من قبل المدرب سيدكا.
- وحين خروجي من قاعة العرض استوقفني مدرب من الجيل القديم قائلا: «لماذا تهاجمون المخرج وهو لم يدرب البطل سوى شهر ونصف؟» فنظرت إليه بحسرة وقلت في نفسي «الآن عرفت لماذا لم تتقدم كرتنا كل هذه السنين»!
- إلا ان مشاهد الدراما في حياتنا الرياضية لا تتوقف عند هذا الفيلم التراجيدي، فقد استوقفني في الأسبوع الماضي فيلم آخر اسمه «التزوير في أوراق رسمية» فضلت ألا أتعرض إليه لا خوفا من مقص الرقيب ولكن وجدت فيه قصة مكررة!
- تعريفات لفيلم «سقوط رجل شجاع».
- المنتج = اتحاد كرة القدم.
- المخرج = المدرب ماتشالا.
- البطل = لاعبو المنتخب.
- الكاتب = رجال الصحافة.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1787 - السبت 28 يوليو 2007م الموافق 13 رجب 1428هـ