نشرت صحيفة «القبس» الكويتية الأسبوع الماضي تقريرا جميلا ومبتكرا تتحدث فيه عن « عجائب الدنيا السبع» في الكويت. ولعلها كانت محاولة لوضع الكويت على خريطة عجائب الدنيا السبع التي تم اختيارها في احتفالية عالمية ضخمة أخيرا، وأخرجت معالم عالمية كبرى « من المولد بلا حمص».
العجائب الكويتية المذكورة في التقرير جاءت على لسان شخصيات متعددة، سياسية وحقوقية وقانونية وثقافية وفنية وأكاديمية، كان السؤال بسيطا... ما هي برأيك عجائب الدنيا السبع في الكويت، فجاءت الإجابات بعجائب كانت قادرة على تغيير رأي لجنة التحكيم التي اختارت العجائب السبع، لتضع للكويت نصيبا ليس باليسير من هذه العجائب. وبحكم التقارب الوجداني والمكاني وحتى الأسري بين الكويت والبحرين، نجد أن كثيرا من عجائب الكويت تنسحب إلى درجة كبيرة على البحرين، وهو ما يجعلنا قادرين على أن نحصل على نصيب لا بأس به من سلة العجائب.
لا أعرف لماذا أجمعت الشخصيات التي جرى استفتاؤها في ذلك التقرير الكويتي تقريبا على اختيار « مجلس الأمة» العجيبة الأولى والكبرى في الكويت. ولعلنا لو اقتربنا من الوضع البحريني لوجدنا عجيبة أكبر تقبع في مجلسنا الوطني بغرفتيه : النواب والشورى. عجيب ما يجري في هذا المجلس، عجيب تعاطيه مع المشكلات الوطنية كافة، عجيب تصريحات أعضائه الكثيرة وعملهم القليل، عجيب في لعبه بمشاعر المواطنين عبر طرح موضوعات سياسية ساخنة لا تتجاوز في النهاية هذا الطرح إلى أي تطبيق عملي. عجيب إيقاع المجلس البطيء في إنجازاته وإيقاعه السريع في الدفاع عن حقوق أعضائه و «كشختهم».
لا نختلف كثيرا مع الكويت الشقيقة لو اعتبرنا مجلسنا الوطني أيضا عجيبة من العجائب، مثلما لا نختلف كثيرا معها في العجائب الأخرى، فقد اعتبر الكويتيون الحملة الوطنية الكبرى التي تجرى في الصيف لحث المواطنين على الترشيد في استهلاك الكهرباء عجيبة من العجائب، في بلد يعتبر أحد أغنى الدول في الخليج العربي. ونحن في البحرين، حتى لو صرنا واقعيين ومتواضعين وعرفنا أن قدراتنا المادية محدودة ، فلا يمكننا أن نصف تصريحات وزارة الكهرباء والماء التي تتحفنا بها كل عام لتقول إن مشكلة انقطاعات الكهرباء في الصيف ستنتهي بحلول عام كذا أو كذا إلا بعجيبة من العجائب، فالتصريحات مستمرة، والانقطاعات مستمرة.
انتشار الواسطة والاتكالية، انتشار الحسد والتبذير، النفاق والتسلق، كلها عجائب وغرائب عششت في مجتمعنا بصورة غريبة، والأدهى أنها ترفع أصحابها إلى الأعلى ... أليست هذه عجيبة؟
أما أجمل ما قرأت في ذلك التقرير الذي نشرته «القبس»، فهو ما ذكره أحد الفلكيين الكويتيين عن العجائب الكويتية والتي استقاها من الأمور والسلوكيات التي كانت عادية في زمن ما، وأصبحت عجيبة في الزمن الحالي... أن يرتدي أحد الكويتيين مظلة « شمسية» لاتقاء أشعة الشمس الضارة ... عجيبة، أن يمشي أحد الكويتيين على قدميه من دون استخدام سيارة ... عجيبة، أن يجيبك الطفل الكويتي عن سؤال: من أين يأتي البيض بقوله، من الجمعية ... أيضا عجيبة ( لأن الطفل الكويتي لم يشاهد الدجاج في حياته).
ولعلنا نضيف عجائب أخرى « من صنع محلي» لهذه العجائب، أن تمر الشهور والسنوات عليك وأنت تمر في شارع فيه حفريات وأعمال طرق ... عجيبة، أن يضيع طفل في الثالثة من عمره في بلد تعدادها السكاني 750 ألف نسمة فقط ... عجيبة. أن يدمر أحد أجمل الخلجان البيئية في توبلي بعمليات دفان ... عجيبة. ويبدو أننا لو حاولنا أن نجمع كل العجائب « البحرينية» فلن يسعنا العمود لذلك، ولعلنا ضربنا الرقم القياسي في تلك العجائب مثلما ضرب أشقاؤنا في الكويت هذا الرقم ... ولهم نقول ... عندنا وعندكم خير.
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1786 - الجمعة 27 يوليو 2007م الموافق 12 رجب 1428هـ