العدد 1786 - الجمعة 27 يوليو 2007م الموافق 12 رجب 1428هـ

الساحر الصغير بوتر يسحر الخيال الأدبي

هل ينحّي سوبرمان عن عرش بطولته؟

بعد حقبة سوبرمان والرجل العنكبوت والرجل الوطواط، هل جاء دور هاري بوتر بوجهه البريء المميز بندبة صغيرة على جبهته، ليكون بطل الأطفال والمراهقين الجديد؟

النتيجة ربما ستكون لصالح بوتر هذا الموسم، وخصوصا إذا ما عرفنا أن بوتر طالب مدرسة هوغورتس للسحر، قد أنتج منه حتى الآن من قبل هوليود خمسة أفلام سينمائية، مقتبسة من سبع روايات لمؤلفة السلسلة جوان كاثلين رولينغ.

هذه الأفلام والكتب جعلت بالتأكيد من هاري بوتر (دانيال ادكليف)، نجما عالميا بكل ما في الكلمة من معنى.

مع صدور الجزء السابع والأخير للرواية الخيالية المؤلفة من قبل الكاتبة البريطانية رولينغ، بالتزامن مع عرض جزء آخر من سلسلة أفلام هاري بوتر. امتلأت جميع وسائل الإعلام بالأحاديث والأخبار عن الرواية والفيلم، وكأنما هذا البوتر هو موضة صيف 2007.

فالصحف نشرت أخبارا عنه، وأعمدة الكتاب أفردت لاسمه مكانا في كتاباتها، والمواقع الإلكترونية ذكرته على اختلاف أنواعها وتوجهاتها، حتى إنها أنشأت مواقعَ متخصصة فقط بهاري بوتر وأفلامه وقصصه. ولم يعزل التلفاز نفسه عن هذه الموضة الصيفية فهو أيضا أعطى بوتر مساحة لمناقشة أخباره وأخبار مؤلفته، من دون أن تختص محطات بعرض سحر بوتر دون الأخرى، فحتى المحطات الجادة الإخبارية عرضت برامج تناقش ظاهرة الرواية والفيلم.

فهل دخل بوتر تاريخ الأدب والسينما من أعرض الأبواب وعلى أفخم سجادات هوليود الحمراء؟

قبل عدة سنوات حقق سوبرمان إنجازا مشابها لإنجاز فريق عمل هاري بوتر، فنشرت عنه الروايات والقصص، في الكتب والمجلات، وصنعت له أفلام للأطفال والراشدين، وأوجد لنفسه حضورا مستمرا أيضا عبر مجموعة من المسلسلات التي تناولت شخصيته، فأضافت إلى حوادثها وغيرت فيها الكثير عن شكلها الأول. وعبر هذه السنين حقق سوبرمان أرباحا خرافية لمروجيه.

إلا أن ذلك الرجل الخارق المحلق في سماء ولايات أميركا، تنحى على ما يبدو لبطل جديد، فبوتر الذي أبصر النور في العام 1997 في رواية تحت عنوان «هاري بوتر وحجر الفلاسفة»، وجد نفسه بعد ذلك بطلا عالميا تترجم قصصه لـ63 لغة من بينها العربية، وليجعل من مؤلفته، شخصية ثرية جدا، فتزيد ثروتها على ثروة ملكة بريطانيا، على رغم أنها كانت عاطلة عن العمل ومثقلة بهموم الحياة عندما لاح بوتر في أفق خيالها.

لعل بوتر - الذي يتوقع أن يحقق كتابه رقما قياسيا في المبيعات - وصل إلى ما وصل إليه؛ لامتيازه بخصائصَ لم تتوافر في أبطال عالميين آخرين، أمثال سوبرمان وسبايدرمان، فالحملات الدعائية التي رافقت صدور سلسلة قصصه، والتي تواكبت مع عرض أفلام بإنتاج ضخم جدا ومؤثرات سينمائية مميزة جدا ومبدعة قد أعطت بوتر الصدارة بسهولة، وخصوصا أن الناس بدأت تمل من تلك الشخصيات التي ما عادت قادرة دائما على إبهار الشاهد الذي بات متطلبا جدا من ناحية الإبهار البصري في عالم السينما، فتجاربه مع مجموعة من الأعمال السينمائية البصرية المميزة من مثل فيلم «ملك الخواتيم» جعلت من شخصا لا يقبل بالقليل، وهذا ما باتت شخصيات أمثال سوبرمان غير قادرة على تلبيته بسهولة.

كما يبدو أن موجة الأفلام والمسلسلات التي تجتاح العالم عبر منتجات هوليود الفنية، تركز في الفترة الأخيرة على القدرات السحرية الخارقة وفكرة الساحر والمشعوذين، والقدرة الخارقة التي تجتمع في أجسام ضعيفة رقيقة الملامح، تكون قوية بالخلطات السحرية والتعويذات.

لعل هذه الأمور وأخرى غيرها ساهمت بشكل أو آخر في تتويج بوتر وأصدقائه ومؤلفته أبطال العام من دون منازع، ويبقى أن نسأل: هل لعصى بوتر السحرية مقدرة على إيجاد نقلة نوعية في عالم الإبداع والفنون؟

العدد 1786 - الجمعة 27 يوليو 2007م الموافق 12 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً