ينادي أقطاب العالم المتحضر بالمساواة وحقوق الإنسان والعدالة لكنهم وعلى رأس قائمة الدول الغربية ومن ورائها «إسرائيل» من أكثر منتهكي هذه المبادئ وكأن هناك فرقا في الجنس البشري. فحينما يأسر الفلسطينيون أو حزب الله اللبناني جنديا محتلا فإن الدولة العبرية مستعدة للإفراج عنه أو استعادة رفاته مقابل إطلاق سراح ألف من الأسرى الفلسطينيين إذا توحدت جبهة المقاومة. أما إذا احتجز أو أدين أحد الغربيين فإن الدول الغربية تقيم الدنيا ولا تقعدها حتى يتم اطلاق سراحه من دون مقابل. آخر هذه القضايا كانت أزمة الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني في ليبيا واللائي تمت إدانتهن بحقن نحو 460 طفلا بفيروس الايدز توفي منهم 56 طفلا ومازال الأحياء يعانون المرض.
هنا مارست الدول الأوروبية والولايات المتحدة ضغوطا غير عادية على طرابلس الغرب حتى تطلق سراح السجينات، متناسية كل المعاناة الإنسانية للأطفال وذويهم وكأن المسألة برمتها سياسية بحتة. وعلى رغم أن وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم أراد حفظ ماء ليبيا عقب الإفراج عن البلغار بشكل دراماتيكي بتأكيده على اتفاق شراكة بين بلاده وليبيا إلا أن هناك كثيرا من الشكوك تجاه هذا الاتفاق أو الالتزام به. كما أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لم يسعف شلقم في تبريراته ونفى وجود أي شيء.
وفي ظل وجود تجاهل أوروبي لقضايا كثير من المحتجزين الأبرياء من العرب والمسلمين في المعتقلات الغربية فْإن انعدام الثقة بين عالمين يعيشان في كوكب واحد ويؤمنان بتطبيق المبادئ الأممية يعزز يوما بعد يوم.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1784 - الأربعاء 25 يوليو 2007م الموافق 10 رجب 1428هـ