تحتل البحرين المرتبة الرابعة بين دول مجلس التعاون الخليجي في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة أو (إف دي آي). وتعتبر الاستثمارات الأجنبية المباشرة دليلا ناجحا على مدى قناعة المستثمرين الدوليين بأهمية الاستثمار في أي بلد ما.
بحسب تقرير الاستثمار العالمي للعام 2006 والمنبثق من مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) بلغ حجم تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة (الواردة) في العام 2005 في العالم تحديدا 916 مليار دولار مسجلا نسبة نمو قدرها 29 في المئة. وأرجع التقرير أسباب الزيادة إلى ثلاثة عوامل رئيسية وهي النمو الاقتصادي ونمو الطلب العالمي على النفط وسعي مختلف الدول إلى تحسين بيئتها الاستثمارية.
التوزيع العالمي للاستثمارات
تم توزيع الرقم الكلي للاستثمارات الواردة على النحو التالي: أولا (542 مليار دولار) للاقتصادات المتقدمة مثل أميركا والاتحاد الأوروبي واليابان, ثانيا (334 مليار دولار) للاقتصادات النامية مثل الصين وكوريا الجنوبية والإمارات ثالثا (40 مليار دولار) من نصيب اقتصادات جنوب شرقي أوروبا ودول الكومنولث المستقلة من الاتحاد السوفيتي سابقا.
في التفاصيل حلت كل من بريطانيا والولايات المتحدة والصين في المراتب الأولى بين الدول المستقبلة للاستثمارات الأجنبية المباشرة الداخلة، فقد نجحت هذه الدول في استقطاب 165 مليار دولار ونحو 100 مليار دولار و 70 مليار دولار على التوالي. وتؤكد هذه الأرقام أن حلول بريطانيا في المرتبة الأولى يعكس حنكة الإنجليز في جعل بلادهم محط أنظار المستثمرين الدوليين. حقيقة تشتهر بريطانيا بقدرتها على استقطاب الاستثمارات نظرا لوجود التشريعات إضافة إلى الخبرات وعلاقاتها الاستراتيجية، وخصوصا مع الولايات المتحدة فضلا عن دول الاتحاد الأوروبي، كما أن حلول الصين في المرتبة الثالثة يشير إلى نجاح القيادة الصينية في جعل المارد الآسيوي أحد الأقطاب الاقتصادية في العالم.
الإمارات في المقدمة
استقطبت منطقة غرب آسيا والتي تنتمي إليها دول مجلس التعاون الخليجي 35 مليار دولار. حسب التقرير نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في استقطاب 12 مليار دولار، ويمثل هذا الرقم أكثر من 34 في المئة من مجموع الاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة إلى منطقة غرب آسيا، وعليه جاء ترتيب الإمارات في المرتبة الأولى بين الدول العربية. بدورها استقطبت المملكة العربية السعودية 4628 مليون دولار، أي المرتبة الثانية بين دول الخليج، وحلت دولة قطر في المرتبة الثالثة خليجيا باستقطابها 1469 مليون دولار، وعليه جاءت البحرين في المرتبة الرابعة بين شقيقاتها في دول مجلس التعاون, إذ كما أشرنا سابقا استقطبت 1049 مليون دولار، ويساوي هذا الرقم نحو 9 في المئة من حجم التدفقات الواردة إلى الإمارات.
ختاما ارتأينا نشر هذه الإحصاءات الحيوية في ضوء ما تردد من أن البحرين هي أفضل دولة في استقطاب الاستثمارات. وكما بينا سابقا فإن الأرقام الدولية تؤكد بشكل واضح وجلي بأن ثلاث دول أعضاء في مجلس التعاون تتقدم على البحرين في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بل إن قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة إلى البحرين تقل عن 1 في المئة من قيمة الاستثمارات الدولية.
لاشك في أن البحرين بحاجة إلى استثمارات أجنبية لغرض المساهمة في القضاء على بعض التحديات مثل الحاجة إلى توفير فرص العمل للداخلين الجدد إلى سوق العمل، وتحقيق أفضل نسبة نمو اقتصادي.
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1784 - الأربعاء 25 يوليو 2007م الموافق 10 رجب 1428هـ