لفتة بسيطة في معناها وكبيرة في مغزاها تلك التي قالها لي أحد اللاعبين الشبان «المحروقين» لخروج منتخبنا الوطني من الدور الأوّل لكأس آسيا وفي المركز الأخير للمجموعة الرابعة وهي «إن المجنسين هم سبب الخسائر التي تلقتها البحرين في هذه البطولة»، هذا الكلام أجبرني على سؤاله عن سبب إطلاقه لهذا النوع من الأسباب التي تبين خروج المنتخب من دون النظر إلى الأسباب الأخرى كاللاعبين أو حتى المدرب ماتشالا، فردّ قائلا بعفويته: « عندما لعبنا أمام اندونيسيا بالمجنسين خسرنا المباراة، وجئنا للقاء كوريا الجنوبية وفزنا بصعوبة وبحظ وبالصدفة هي إن المجنسين لم يلعبوا، وفي مباراة السعودية كانت الأهداف تزداد في مرمى منتخبنا بمجرد دخول لاعب مجنس إلى أرض الملعب، فجاء الهدف الثالث لحظة نزول جيسي جون، وثم الهدف الرابع مع نزول فتاي».
لم أتردد حينها بسؤاله عن الكيفية التي حدث من خلالها ذلك فقال:«على ما يبدو أن لاعبينا المواطنين أمسوا غير قادرين على اللعب مع لاعبين مجنسين يأخذون أماكنهم عنوة ما ينعكس مباشرة على أدائهم داخل الملعب، خصوصا إذا ما عرفنا أن اللاعبين المجنسين بدأوا في التكاثر يوما بعد يوم، فمن فوزي عايش إلى عبدالله عمر إلى جيسي وفتاي، ولا ندري ماذا يخبئ لنا المستقبل؟!».
من هنا نرى بأن الجماهير البحرينية لم تكن لتثق بمنتخبها الذي يعد ربعه مجنس، حتى أن بعض الجماهير كانت تشجع المنتخب السعودي في مباراته معنا والهدف هو أن يخسر المنتخب ما دام المجنسون يلعبون، حتى لا تقول المؤسسة العامّة للشباب والرياضة والجهة المعنية التي سعت وراء تجنيس هؤلاء بأن النتائج تحسنت بمجيء اللاعبين المجنسين، فليتذكر المعنيون كيف حقق أبناء الوطن الإنجاز الوحيد والفريد لكرتنا بحلوله رابعا في كأس آسيا العام 2004 ووصوله إلى المربع الذهبي وخروجه بصعوبة بالغة من بطل الدورة حينها المنتخب الياباني وبالأشواط الإضافية.
إذا كيف لنا أن نفسّر سلسلة الابتعادات والاعتزال الدولي لبعض لاعبينا الذين كانوا نواة أفضل منتخب بحريني، بداية من النجم «المحروم» جدا حسين علي «بيليه» ووصولا إلى قائد المنتخب طلال يوسف، وتفكير كل من علاء حبيل وسيد محمود جلال بفكرة الاعتزال أيضا وآخرين، بالتأكيد سنجد أن التجنيس وآثاره قد وصلت إلى كرة القدم، والسبب في هذه القرارات عدم ثقة المسئولين باللاعبين البحرينيين المواطنين.
ربما كان لنا أن نكتب عن ذلك بعد أن شاهدنا بطولة ولا أروع من المدرب التشيكي ماتشالا حين لم يلعب بأبرز ورقة هجومية كان الجميع وليس البحرينيين فقط يعرفونها بل حتى الآسيويون كذلك، وهو اللعب بالنجم حسين بيليه، والكل يعرف ماهي قدرات هذا النجم في إحداث الفارق للمنتخب، لكن المدرب الذي اعتقد شخصيا بأنه لن يحدث الفارق مع منتخبنا، فضل ترك النجم على دكة الاحتياط وإشراك المجنس بدلا منه، رغم أن الأخير لم يكن على مستوى الطموحات ولم يكن دائم المشاركة مع فريقه ولم يكن يسجل في غالبية المباريات التي يشارك فيها وغرته هدفاه في مرمى الكويت الذي أهلنا إلى التصفيات النهائية لأولمبياد بكين، حتى وانه لم يتعب نفسه إتاحة الفرصة للاعب بيليه ونجوميته بالتحدث وكأن اللاعب لم يكن سابقا أساسيا وهدّافا للمنتخب.
لم يكن منه أن يزج أحد اللاعبين المواطنين المبدعين الذين يحتاجون فقط لثقة المدرب، فقام بوضع اللاعب المجنس فوزي عايش كلاعب وسط وكأنه لاعب لا بدّ من وجوده في الملعب والمنتخب سيخسر من دونه؛ ليضعه في غير مركزه وبحجج واهية كاستغلال سرعته ولياقته، فماذا استفاد المنتخب منه أمام السعودية من كل ذلك، فبدل أن يضع «المحروم «الآخر حسين سلمان قام بإيجاد خطة أخرى لإشراك لاعب لا أعتقد أنه يقدم ما من أجله أعطي الجواز الأحمر.
الغريب في موضوع التجنيس الرياضي أن المؤسسة المعني الأكبر في هذه العملية لا ينظر للمواهب التي تغادر البحرين للعب خارجا، فهناك لاعبونا يحترفون في الدوري الكويتي والقطري ولا نجدهم يستدعون على أقل التقادير للقائمة الأولية بعكس المجنسين الذين بتنا نعرف وجودهم في هذه القائمة قبل إصدارها، أليس هناك لاعب يسمى محمد سلمان يلعب للموسم الثاني مع الفحيحيل الكويتي، أليس لاعب سترة السابق أحمد الخيّاط يلعب للشباب الكويتي الذي يسعى لتجديد العقد معه، هل صادق عيسى الذي احترف في الشباب الكويتي للموسم المقبل خامات لا يمكن الاعتماد عليها أو حتى إعطاؤهم الفرصة لتقديم ما لديهم ومن ثم تحديد القرار، لا نحن هنا في البحرين لا نريد المواطنين وإنما سنسعى لتجنيس أكبر قدر ممكن من اللاعبين ليحلوا محل المواطن، والأخبار تتعالى مع شائعات تجنيس البرازيلي ريكو بعد انتهاء إيقافه.
يجب على المؤسسة العامّة للشباب والرياضة وهي المسئولة بالدرجة الأولى في عمليات التجنيس العشوائي داخل الجسم الرياضي أن توقف هذه العمليات التي لن تكون نتائجها إلاّ فشلا ذريعا، ولا سيما إننا نرى الفاشلين من المجنسين يحصلون على الجواز البحريني والحق في الدفاع عن ألوان المنتخب وهم لا يستحقون ذلك.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1783 - الثلثاء 24 يوليو 2007م الموافق 09 رجب 1428هـ