عبدالرحمن النعيمي تفوق على الآخرين بسمو أخلاقه، بصدقه مع نفسه والناس، بصراحته مع رفاق دربه والسلطة. أما منافسوه فإنهم تفوقوا عليه في كل شيء إلا الأخلاق، والتعامل الإنساني الراقي... وكان البغي منهم ظاهرا شاهرا من خلال ما وفرته لهم الدولة من منابر، بدلا من أن يذكر فيها اسم الله، يسب ويشتم فيها خلق الله! ويتم تدوير الشاتم والسباب من مسجد إلى آخر، وكأن الأمر مباراة في كثرة السباب والشتائم! أطلقوا عليه النعوت الكثيرة زورا وبهتانا، هم يعلمون أنهم كاذبون دجالون منافقون يلثمون النعل وكعب الأحذية... يأتمرون عن بعد لكل ما هو سيئ ورديء، ويأمرون الناس بالمعروف!
بعضهم يعلم أنه كاذب، وبعضهم يعلم بأنه باغ معتد على عرض امرئ مسلم، وبعضهم غافل ويحسب أنه يحسن صنعا، وما هم إلا كمن أظلوا كثيرا. ربي فلا تزد الظالمين إلا تبارا.
تآمروا عليه من كل حدب وصوب، جمعتهم الذيلية الارتزاقية والنفعية التملقية لمن بيده النفوذ والمال... لم يكن أحد منهم يداني كعب النعيمي العالي في النضال من أجل هذا الشعب... أقاموا تحالفا شاذا تعامدت فيه أسنة رماح اليمين السني واليمين الشيعي من أجل إسقاطه. وطعنوا عبدالرحمن؟! ولكن عبدالرحمن، كما هو المؤمن بمبادئه، يرتقي بأخلاقه، ويسموعلى العبارات الجارحة التي أطلقها منافسوه، لم يكن أحد يستطيع وصفه بأكثر من عبارة: الرجل صاحب السمو الأخلاقي.
كل السباب والشتائم التي قيلت، وتغليف الحقائق أمام الجمهور، من خلال تصوير عبدالرحمن وكأنه سيقتلع دين الناس وعاداتهم وتقاليدهم، وتخويف وترهيب الجمهور العام من مغبة اختيار عبدالرحمن، كل ذلك لم يزد عبدالرحمن إلا سموا أخلاقيا مع مخالفيه ومن لف لفهم! وهكذا هم الكبار، وتلك نفوس العظام أمام صغائر اللئام.
صحيح أن اعتقاداتي وأفكاري ليست في انطباق تام مع تفاصيل ما يؤمن به عبدالرحمن، ولكن الصحيح أيضا، والأمضى قولا أن اعتقاداتي وما أؤمن به تمقت، بل وتزدري كل ما قام به منافسوه، حتى وإن قالوا إنها لعبة سياسية قذرة! فالقاذورات ليست ضمن تكتيكاتي أو مواقفي، وهي لا تصلح إلا لمن أصابه التلوث المصلحي الأناني الانتهازي! ولله الحمد والمنة حيث جعلني في المكان الذي أنا فيه، أتبوأ من أخلاقيات عبدالرحمن، ومن هم بمثل سموه الأخلاقي من التيارات والتوجهات كافة، حيث أشاء. والحمدلله الذي أبعد عني حسرة التحالفات السياسية القذرة، وجعلني من الناجين من إثمها، وإثم كل شر تم باسم الإسلام والمسلمين... والحمدلله، من قبل ومن بعد، أن جعلني من المسلمين غير المتحالفين مع شرار القوم! تلك نعمة من الله لا يشعر بها الضالعون في الكذب والتزوير والغش وخداع الناس، والدجل المبين الذي جرى في الانتخابات!
هكذا كانت أخلاق عبدالرحمن أقرب إلى روح الإسلام ممن يدعي وصلا وتمثيلا للإسلام، ولا ينالهم من الإسلام إلا اسمه، وأشكال ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان. اللهم شافه وعافه وأعده إلينا سالما معافى... اللهم شافه أنت الشافي، اللهم شافه شفاء لا يغادر سقما... اللهم آمين.
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1783 - الثلثاء 24 يوليو 2007م الموافق 09 رجب 1428هـ