العدد 1783 - الثلثاء 24 يوليو 2007م الموافق 09 رجب 1428هـ

نحن من الكوكب نفسه

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

حضرْتُ أخيرا حفل لقاء شمل «صعاليك أرامكو» في أشفيل بولاية نورث كارولاينا.

بالنسبة للذين لا يعلمون، صعاليك أرامكو هم أبناء وبنات العاملين السابقين في شركة النفط العالمية «أرامكو السعودية». هناك آلاف منهم موزعون في جميع أنحاء الولايات المتحدة وبقية العالم، وتضم منظمتهم نحو 4500 عضو. يحضر نحو ألف عضو اجتماعات الشمل التي تعقدها المجموعة.

أصغيت أثناء مقابلة أُجريت مع أحد صعاليك أرامكو. «من أين أنت يا بوب؟».

يجيب بوب «أنا من السعودية».

«ولكن أين ولدت؟».

«في المملكة العربية السعودية» يجيب بوب.

«حسنا. من أين والداك؟».

«المملكة العربية السعودية».

يجيب بوب مرة أخرى.

«ولكن أين ولدا؟»

«في المملكة العربية السعودية» يجيب بوب بفخر.

الكثير من صعاليك أرامكو هؤلاء يعتبرون السعودية بصدق وطنهم. وهذا بالضبط هو عنوان فيلم وثائقي طويل عنوانه «الوطن».

«الوطن» فيلم أنتجه وأخرجه ثلاثة من «صعاليك أرامكو»، الأخوان تود وزاك نيمز وماثيو كوين ميللر الذي ولد في المملكة العربية السعودية. الفيلم أنتج بموازنة ضئيلة. شاهدت مع مئات من صعاليك أرامكو أول عرض للفيلم في حفل أشفيل لإعادة الشمل. ضحكوا وبكوا معا، وفي نهاية الفيلم وقف الحضور احتراما للمخرجين المنتجين. تجاوبٌ مماثل كان قد حدث قبل بضعة أسابيع عندما عُرض جزء مختصر من الفيلم في أورلاندو بفلوريدا.

معظم الجمهور في أورلاندو لم يكن يعرف شيئا عن السعودية.

مخرجو الفيلم يركزون على النواحي المشتركة بين السعوديين والأميركيين.

قام الأخوان نيمز وميللر بتشكيل مؤسسة صعاليك أرامكو للإعلام. يقولون في موقعهم على شبكة الإنترنت، «نحن في مؤسسة صعاليك أرامكو للإعلام، كوننا غربيين عاشوا في المملكة العربية السعودية، نشعر أن من مسئوليتنا حماية العلاقات الأميركية السعودية من خلال التوثيق والكشف عن العلاقات الحقيقية عبر الثقافات القائمة بين السعوديين والأميركيين والتي لا تغطيها وسائل الإعلام».

ويستمر المنتجون قائلين إن الفيلم هو الأول في سلسلة ستستمر في استكشاف العلاقات بين السعوديين والأميركيين، كما وأنهم يخططون لفيلم عن فريال المصري، وهي امرأة سعودية أميركية شاركت وتشارك في التنافس على مناصب سياسية في الولايات المتحدة.

العرض الأول لفيلمهم في هوليود مبرمج ليوم السبت في مسرح لينوود دان في مسرح أكاديمية الصور المتحركة للفنون والعلوم.

قارن هذا الفيلم مع فيلم ضخم أنتجته هوليود عنوانه «المملكة» سيُطلق في 28 سبتمبر/ أيلول عبر الولايات المتحدة. لقد كتبتُ مسبقا عن هذا الفيلم في «الأراب نيوز». يركز هذا الفيلم على حوادث إرهابية في السعودية قتل فيها أميركيون كانوا يعيشون في مجمعات سكنية غربية.

يتقاسم بطولة الفيلم ممثلان حائزان على جائزة الأوسكار هما جيمي فوكس وكريس كوبر، إضافة إلى النجمة الكبيرة جينيفر غارنر بل وحتى نجم الغناء الريفي تيم مكغرو. بلغت موازنة الفيلم 80 مليون دولار، كما ستصرف عشرات الملايين الإضافية على الترويج له. ويبدو أن هذا الفيلم المثير من نوع أفلام الحركة سيحقق نجاحا كبيرا على شباك التذاكر.

بدأت حملة العلاقات العامة لفيلم «المملكة» بمقالة في «النيويورك تايمز» و»الإنترناشيونال هيرالد تريبيون». في هذا المقال يجرى الاستشهاد بكثرة بأقوال للمخرج بيتر برغ والمنتج ماثيو مايكل كارناهان. وبكلمات كارناهان: «يحاول فيلم (المملكة) أن يفسر كيف يكون التحقيق بجريمة قتل على كوكب المريخ». المريخ؟ كارناهان، نحن جميعا، سعوديون وأميركيون، من كوكب واحد. ويتوجب عليك أن تذهب وتشاهد «الوطن» فقد تفهم بصورة أفضل هذه الحقيقة.

بالمناسبة، عند عرض الفيلم في أورلاندو، كما ذكرت سابقا في هذا المقال، لعبت النساء السعوديات والأميركيات لعبة الغولف معا كجزء من المناسبة. اتصَلَت بعض وسائل الإعلام وسألَت: «هل تلعب النساء السعوديات لعبة الغولف حقا؟» الإجابة كانت «نعم. وهن كذلك يأكلن ويمشين وينمن أيضا».

تبدأ مقالة «نيويورك تايمز»: «المملكة»، الفيلم القادم عن سعي (الإف بي آي) وراء الأشرار في السعودية، يبدو على الواجهة وكأنه يمشي بحذر على أرضية سياسية مخادعة مستقطبة».

«الوطن» يبدأ بعناقات دافئة بين سعوديين وأميركيين. «الوطن» يبرز التماثل والنواحي المشتركة بينما يبدو فيلم «المملكة» وكأنه يؤكد الاختلافات والتنافر.

بعد أن كتبت عن فيلم «المملكة» في «الأراب نيوز» في بداية السنة اتصل بي نائب رئيس يونيفرسال ستوديوز، منتجة الفيلم، والمستشار الفني للفيلم. الحق يقال لمصلحة المنتجين، إذ جرى بعد المكالمة الهاتفية تغيير الشريط الدعائي للفيلم، وكذلك الملصقة الأصلية له. كما جرى تغيير النص الذي كُتب عن الفيلم، وذلك كله لأجل تمثيل أكثر عدلا للسعوديين والمملكة العربية السعودية.

كما يبدو أن هناك بعض الميزات الإصلاحية في الفيلم. أحد أبطال الفيلم ضابط سعودي يعمل عن كثب مع الأميركيين لإلقاء القبض على وقتل الإرهابيين في الفيلم. ويقول كاتب قام بمراجعة الفيلم في عرض خاص مسبق، «يقدّم فيلم «المملكة» رسالته بالحاجة للثقافات المختلفة لأن تعمل معا لحل مشكلاتها ووجهات نظرها عن بعضها بعضا من دون اللجوء إلى الوعظ أو السياسة بشكل زائد».

أود أن أقدم اقتراحا. بما أن «الوطن» و»المملكة» فيلمان معاصران، لماذا لا تضيف «يونيفرسال ستوديوز» شريطا دعائيا في نهاية «المملكة» مفاده أن من يرغب بالحصول على منظور للمملكة العربية السعودية قد يرغب بالحصول على نسخة من «الوطن»، مع ذكر كيف يمكن الحصول على الشريط. وأود أن أضيف هنا أنه يمكن شراء «الوطن» على كوكب الأرض. لست بحاجة إلى الذهاب إلى المريخ لفعل ذلك.

*مستشار في العلاقات الدولية، والمقال

ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1783 - الثلثاء 24 يوليو 2007م الموافق 09 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً