يدخر مدرب منتخب كوريا الجنوبية لكرة القدم الهولندي بيم فيربيك جهودا كثيرة لما تبقى امامه من مشوار في نهائيات كأس آسيا الرابعة عشرة لكرة القدم محافظا على زقة زائدة تعتبر من أهم عوامل نجاحه في البطولة. وكان فيربيك أعلن صراحة قبيل انطلاق البطولة «اننا هنا من اجل إعادة اللقب إلى كوريا الجنوبية بعد غياب 47 عاما»، وأكد أيضا «لدينا تشكيلة قوية جدا وجاهزون تماما للبطولة».
وأحرزت كوريا الجنوبية اللقب الآسيوي في النسختين الأوليين عامي 1956 و1960، وخسرت النهائي ثلاث مرات أعوام 1972 في تايلند (امام إيران 2-1)، والعام 1980 في الكويت (امام أصحاب الأرض صفر-3)، والعام 1988 في قطر (امام السعودية 3-4 بركلات الترجيح بعد تعادلهما صفر-صفر).
حدد المدرب الهولندي بشكل واضح ماذا يريد من البطولة، حتى انه قال في رد على احد الأسئلة عن السبب في تبديل ستة لاعبين في المباراة الثانية لمنتخبه ضد البحرين «لكي نخوض النهائي يجب أن نلعب ست مباريات، إي اننا بحاجة إلى ادخار جهود لاعبينا قدر الإمكان».
واحتفظ فيربيك بثقته بنفسه في ظل الضغط الذي تعرض له المنتخب الكوري في الدور الأول، اذ كان على وشك المغادرة مبكرا قبل ان يتغلب على نظيره الاندونيسي صاحب الأرض والجمهور 1-صفر ويرافق السعودية إلى ربع النهائي كثاني المجموعة الرابعة.
وعبر المنتخب الكوري محطة أخرى أمس بتغلبه على نظيره الإيراني 4-2 بركلات الترجيح بعد تعادلهما في الوقتين الأصلي والإضافي صفر-صفر. وصد الحارس الخبير لي وون جاي ركلتين لمهدي مهداوي ورسول خطيبي ولعب دورا مهما في قيادة منتخبه بلاده إلى دور الأربعة.
وحقق فيربيك مع المنتخب الكوري مع عجز عنه مواطنه جو بونفرير العام 2004 في الصين حين اكتفى بربع النهائي.
وبقي المدرب الهولندي متعطشا للمزيد بقوله «قام اللاعبون بعمل كبير حتى الآن لكننا لم نفر بشيء بعد»، مضيفا «اجل، لقد تأهلنا للدور نصف النهائي لكن هذا لا يعني شيئا، يجب أن نكمل طريقنا إلى النهائي أولا ثم إحراز اللقب».
ويبدو أن فيربيك يعرف جيدا ماذا يقول منذ انطلاق البطولة، فهو يعمل في كوريا الجنوبية منذ أعوام وكان مساعدا لمواطنيه غوس هيدينك وديك ادفوكات في مونديالي 2002 في كوريا الجنوبية واليابان و2006 في ألمانيا، قبل أن يتولى المهمة بنفسه.
وصحيح أن عنصر الشباب يغلب على أفراد المنتخب الكوري، لكن يبدو جليا أيضا أن الثقة الزائدة لمدربهم انسحبت عليهم أيضا، فنجحوا في تخطي صعوبات كبيرة في الدور الأول، ثم واجهوا منتخبا إيرانيا يملك لاعبوه خبرة كبيرة فصمدوا 120 دقيقة وسيطروا على المجريات في فترات كثيرة ثم حسموا الموقف بركلات الترجيح.
ويعلق فيربيك على ذلك قائلا «انا فخور جدا بما حققه اللاعبون حتى الآن، لقد بذلوا جهدا كبيرا امام منتخب قوي طوال 120 دقيقة للتأهل، لكن الأهم من ذلك هو الروح العالية التي يتمتع بها اللاعبون، فلقد كنت مع المنتخب الكوري في كأس العالم عامي 2002 و2006، ولكنني لم أشاهده ابدا بهذه الروح والحيوية».
وأضاف «الأمر اللافت أيضا أن اللاعبين الحاليين لا يزالون صغارا في السن، وبرهنوا عن تنظيم عالي المستوى في مباراتهم أمس وخصوصا من الناحية الدفاعية، فسيطروا على معظم فتراتها ولم يتركوا المجال للإيرانيين لخلق الفرص والتسجيل ما يؤكد أن مستقبلا باهرا ينتظرهم». وكشف أيضا «يلعب الكوريون بقلوبهم أكثر من عقولهم، وكان يمكن ان يقدموا أداء أفضل امام إيران وان يحسموا النتيجة قبل ركلات الترجيح، لكنني سعيد بأدائهم على اي حال واتطلع الى المباراة المقبلة مع العراق».
وسيقابل المنتخب الكوري في نصف نهائي البطولة نظيره العراقي (الأربعاء) المقبل على استاد بخيت جليل في كوالالمبور إذ فاز على إيران.
واعتبر فيربيك انه اعد لاعبيه جيدا لجميع مباريات البطولة «لأنه كان يعرف قبل انطلاقها أن الأيام الفاصلة بين مباراة وأخرى لن تكون كافية له لتجهيز لاعبيه لكل مباراة».
وفازت كوريا الجنوبية على العراق 3-صفر في مباراة ودية قبل انطلاق البطولة.
ولا يعترف المدرب الهولندي كثيرا باللقاءات السابقة ويفضل التركيز على منتخبه في البطولة الحالية بقوله «لا تأثير للتاريخ على عملنا في هذه البطولة، فكل مباراة لها ظروفها».
يعمل فيربيك (51 عاما) في كوريا الجنوبية منذ العام 2000، وكان شاهدا على اهم انجاز لمنتخبها في مونديال 2002 بقيادة هيدينك حين بلغ الدور نصف النهائي قبل أن يخسر امام ألمانيا ويحل رابعا بخسارته لاحقا امام تركيا.
وفيربيك هو ثالث هولندي على التوالي يشرف على تدريب منتخب كوريا الجنوبية بعد هيدينك وادفوكات، والرابع بعد جو بونفرير.
وسبق له أن اشرف على فرق عدة في بلاده منها فيينوورد روتردام وغرونيغن وفورتونا سيتارد، قبل أن يدرب اوميا ارديا الياباني لفترة سبقت مجيئة الى كوريا الجنوبية العام 2000 مساعدا لهيدينك.
وغادر فيربيك كوريا الجنوبية عقب مونديال 2002 قبل أن يعود مجددا إليها مساعدا لادفوكات هذه المرة العام 2005، ثم تسلم المهمة خلفا له عقب مونديال ألمانيا 2006 عقب خروج المنتخب من الدور الأول.
العدد 1782 - الإثنين 23 يوليو 2007م الموافق 08 رجب 1428هـ