استطاع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن يكسب رهانه بعد فوز حزبه (العدالة والتنمية) في الانتخابات التشريعية المبكّرة التي جرت أمس الأوّل (الأحد)، ولن يحتاج أردوغان أن يترك السياسة إذ أنها سقطت في حجره كالابن الوديع.

واستطاع حزب العدالة والتنمية أن يحصد غالبية الأصوات بنسبة 46.5 بالمئة في صناديق الاقتراع التي زحف لها أكثر من أربعين مليون تركي. ولم تكن نسب استطلاعات الرأي التي جرت حديثا قادرة على تجاوز هذه النتيجة التي تنبأ بها أردوغان إذ أظهر أحدث استطلاع أن الحزب في طريقه للفوز بنحو 47 في المئة.

والآن سيكون بإمكان الحزب، الذي لاقى الكثير من العراقيل من قبل «حماة العلمانية» من ساسة وعسكر حتى أدى لأزمة سياسية خانقة بتركيا، أن يحظى بالفوز بما بين 330 و345 مقعدا في البرلمان من أصل 550، ما سيتيح له تشكيل الحكومة بمفرده.

وهذه الانتخابات أثبت من جديد على إصرار الأتراك على العودة إلى أحضان الإسلام بما هو دين «دنيا وآخرة» ، ويزداد هذا الشعور يوما بعد يوم، إذ إنّ حزب العدالة والتنمية حصد في انتخابات 2002 ما نسبته 34 بالمئة من الأصوات واليوم زادت بفارق 12 بالمئة. وهذا - بحد ذاته - يدل على تهاوي تجربة «أتاتورك» التي امتدّت نحو 80 عاما وحاربت خلالها كل مظاهر التدين.

لكن المخافة أن يقف «حماة العلمانية» من جديد في وجه طموح و تطلعات هذا الحزب، ويقوم بضرب «الديمقراطية» في عرض الحائط ويتبنى خيار الحديد والنار.