هل يعقل أن نعيش في الألفية الثانية من القرن الحالي ونحن مازلنا نعيش سوء البنية التحتية بل والمعدومة تماما ونسير البرنامج الزمني باجتهادات شخصية وفردية بعيدا عن الدراسة العلمية والعملية.
نحن بحاجة إلى أندية نموذجية فيها كل المرافق التي تحتاجها هذه الأندية بدلا من مباني الأندية الحالية الآيلة للسقوط أن لم تكن ساقطة فعلا.
الأندية ومرافقها الحديثة إذا كانت موجودة فإنها الدافع الكبير في احتضان المواهب الغائبة حاليا وستعمل على تفريغ هذه الكفاءات لتغذي منتخباتنا الوطنية. دمج الأندية وتقليص عددها لكي نستطيع أن نخلق الجو المناسب في اعداد الكوادر المختلفة من الإداريين واللاعبين والمدربين على اساس سليم من الخطط العلمية المدروسة ولكن كل ذلك باء بالفشل إذ لم تكن الاستراتيجية الموضوعة تحمل الضوء الواضح في عملية الدمج... وشاهدنا أكثر الأندية المندمجة طلبت فك الدمج بعد سنين من المعاناة تخللتها الوعود من قبل المؤسسة العامة وها هي اليوم تعود تلك الأندية من جديد بعد فشل التجربة لتباين الأفكاء وعدم وجود الصيغة المناسبة للملمة جميع الأطراف تحت سقف واحد بين أبناء المنطقة ولكن عدم وجود الأندية النموذجية الموعود بها كانت السبب الكبير في فشل تجربة الدمج وهذا الأمر كان له الأثر الكبير في الهبوط الكبير للمستوى الفني للرياضة عموما وللكرة خصوصا.
نحن في عالم الكرة الآن نسعى إلى الوصول مع الكبار الآسيويين الذين كنا يوما من الأيام نهزمهم أمثال اليابان كان ذلك في السبعينات ولا نجد أية صعوبة في اجتيازهم ولكنهم عملوا من أجل الكرة بتخطيط مبرمج وواضح ومدروس علميا حتى وصلوا بمنتخبهم إلى هذا المستوى الكبير إذ هيمن على البطولة الآسيوية باحرازه البطولة لثلاث مرات بعدما عدل الأمور لديه في المسابقات، وقد يقول قائل الامكانات المادية قد تعطي تلك الدولة الأفضلية ولكن نحن أيضا بامكاننا الوصول إلى هذه النقطة لو تم تخصيص موازنة لبناء الأندية النموذجية لكل الأندية من دون استثناء المرفقة بالملاعب والصالات الصالحة للعب عليها.
ومن ثم تخصص موازنة أخرى لجلب المحترفين ذات الكفاءة العالية التي نستفيد منها في رفع القدرات الفنية لكل اللاعبين المحليين بعدما نبدأ مع اول دوري للمحترفين بعقود مع كل اللاعبين حينها نستطيع أن نكون مع الكبار.
الشرط الآخر الذي يدخلنا مع الكبار أن تكون الادارة المناط لها بالمسئولية باتحاد الكرة أن تقدم الاستراتيجية الواضحة والمستقبلية التي توضع لسنوات قادمة من أجل الوصول إلى الهدف المطلوب لا أن نوضع التخطيط المؤقت خلال شهر أو شهرين فقط لمشاركة احدى البطولات ونأمل تحقيق البطولة فيها ونحن لا نمتلك المؤهلات لا الفنية ولا الادارية ولا البنية التحتية الصالحة وبالتالي ترانا نسقط دائما في وحل الاخفاقات من دون الاستطاعة على النهضة من جديد.
نحن نحتاج إلى قرار من الحكومة يكون واضحا بفتح موازنة كبيرة تصلح حال البنية التحتية ويكون لكل نادٍ ملعب لكرة القدم مزروع بالعشب الطبيعي وجلب كبار المدربين المتخصصين والنجوم المتألقة في عالم الاحتراف لا كما شاهدنا في السنوات الماضية من جلب المحترفين الضعاف الذين لا يمتلكون الرؤية الفنية ولا الاداء الفني المتميز وذلك بسبب ضعف الموازنة لدى كل الأندية.
هذا الجانب هو الأهم واذا استطعنا تحقيقه فأعتقد لا خوف على الرياضة المحلية عموما والكرة خصوصا لأن المملكة تعج بالمواهب المتميزة انما تحتاج إلى الرعاية من قبل المسئولين الكبار.
عندما يتم اصلاح البنية التحتية وبناء الأندية النموذجية وأردنا اعادة تجربة الدمج فلابد أن تكون عبر دراسة وافية بالطرق العلمية تؤخذ فيها بالحسبان الكثير من الأمور وإن بناء الأندية النموذجية قبل الدمج يوفر المناخ السليم لنجاج عملية الدمج ولنا في التجارب الأخرى عبرة ودروس وافية.
الأمر الآخر دخول الاحتراف في المسابقات المحلية وخصوصا كرة القدم يحتاج إلى دراسة وتوفير الموازنة الخاصة بذلك حتى نستطيع أن نبرم العقود مع كل اللاعبين المحليين والخارجين وفق لوائح خاصة تحفظ حقوق اللاعبين والنادي معا ولكن النجاح في هذه النقطة يكمن في رصد الموازنة من قبل الدولة (الحكومة).
الاخفاقات المتكررة لمنتخبنا الوطني الأول للكرة تحتاج إلى علاجات جذرية من الاساس قبل أن نرفع دعواتنا إلى تجديد الدماء لأن لو جددنا دماء الفريق والاساس ضعيف فلن نصل إلى نتيجة.
هذه الاخفاقات تحتاج إلى عقول تحمل الإصلاح الكلي بعيدا عن المحسوبية والمجاملات لدفع العجلة الرياضية والكروية إلى الأمام ونحن بانتظار القرارات الكفيلة باصلاح وضع الرياضة عموما والكرة خصوصا وهذا لن يكون إلا بقرار من القيادة يا سمو ولي العهد.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1782 - الإثنين 23 يوليو 2007م الموافق 08 رجب 1428هـ