الأخت صريحة جدا ردت على مقال الأسبوع الماضي المعنون بـ«سكانه مرته» بما نصه: «بصراحة جدا في رجال (خيخو) سكانه مرته لدرجة ما يستطيع حتى الذهاب لشحن السيارة بنزين إلا واستأذن من زوجته التي تريده معها طوال الوقت دون الاهتمام بأمور أخرى ويا ويله يا سواد ليله إن تأخر ستسجنه مدى الحياة. في هذه الحال بنسميه رجال؟ وإلا خخخخخخيخو؟»... نحن لا ننكر وجود «خيخو» في المجتمع، فهو صنف من الرجال - إذا جاز لنا كوننا في مجتمع شرقي أن نصنفه منهم - لا يستطيع أن ينبس ببنت شفة من دون أن يتلفت إلى موضع زوجته لأخذ الإذن منها بإبداء الرأي، وهذا ينم عن ضعف في شخصية الرجل نفسه (ربما لذلك جوانب نفسية تعود إلى الطفولة والتنشئة والبيئة المحيطة، ولسنا بمحللين نفسانيين لنخوض غمارها) وإلا لما قبل على نفسه (وخصوصا في مجتمعنا) أن يكون «سكانه مرته» وإن علل ذلك بعشقه وهيامه بها... وإن كان ربك قد ابتلى «الرجل الخيخو» بجهة مضادة لشخصيته «متسلطة»، فإن ذلك لا يجعلها بمنأى هي الأخرى عن تعللها بداء أفقدها توازنها الطبيعي كونها أنثى... أي أن الشخصيتين «مريضتان».
من ناحية أخرى، يجب علينا نحن معشر النساء أن نعترف بأن مجتمعنا الحديث وثورات التطور والتحرر، والمناداة بمساواة المرأة بالرجل، بل وخروج المرأة إلى العمل ووصولها إلى مراكز ما كانت تحلم بتبوئها في يوم من الأيام... كل ذلك أكسبنا صفة «التمرد» حتى على ذواتنا، إذ بتنا نرفض الضعف بكل أشكاله، حتى ذلك الذي يميزنا كوننا إناثا والمتمثل في العاطفة والحنان، فالبعض منا (النساء) تبخل بعاطفتها على زوجها أو أبيها أو أخيها لأنها ترى في ذلك سبيلا للرضوخ للرجل وفرصة له للتسلط عليها، والبعض تعتبر استجابتها لأي طلب من زوجها أيا كان نوعه، كرفعها لراية الاستسلام لإمرته.
نساء متمردات في تكاثر، مقابل رجال «خيخو» يتبعونهن في التكاثر أيضا، واللوم في جانب من الجوانب ينصب على الدولة حينما خلفت طوابير من العاطلين (الرجال تحديدا) الذين يجدون أنفسهم أمام خيارين إما الزواج بامرأة تعمل فتصرف عليه وتكون هي «سي السيد» وهو «سكانه مرته» لأنه لا يستطيع التفوه بكلمة أمام من رضت به على علاته، والخيار الآخر أن يبعد فكرة الزواج نهائيا من رأسه إلى حين حصوله على عمل وتأمين عش الزوجية ويا عالم سيستطيع ذلك في أي سن!
في النهاية، فإنه لا الرجل «الخيخو» ولا «غراندايزر» ولا المرأة «الخيخو» أيضا ولا «السوبر وومن» يستطيعون أن يسيروا دفة حياتهم في الطريق الصحيح، وليس أدل على ذلك من قول الأخت القارئة أم علي: «السيارة لا تستقيم ولا تسلك الطريق الصحيح إلا بالسكان (مقود السيارة)... ولولاه لما حققنا هدفا... وبغض النظر من الذي يقود الرجل أو المرأة، إذا كان الأمر يحفظ سلامة العائلة وهدوءها واستقرارها فليقودها أيا كان». أم علي شبهت العائلة بالسيارة، والهدف بالمقود، و»الحريص على استقرار الأسرة وتحقيق أهدافها» - بحسب قولها - شبهته بقائد السيارة، في حين تشبِّه «شرائح المجتمع التي تروج لهذه العبارة (سكانه مرته) بالمطبات والشوارع غير المرصوفة ويوجد منها الكثير، التي تزعزع توازن السيارة وتصل في بعض الأحيان إلى تعطيلها» اللهم خلصنا منهم. إلى أن تصل في قولها إلى «الرجل الذي يتحسس من هذه العبارة تنقلب حياته الزوجية من هناء إلى عناء، ولذلك فإنه يخسر أكثر مما يظفر»... وندعو: اللهم ثبتنا (الزوج والزوجة) على العقل والدين.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 1782 - الإثنين 23 يوليو 2007م الموافق 08 رجب 1428هـ