نعتبر أنّ الشباب في لبنان يمثلون الطليعة الواعية التي يحتاج إليها الوطن كي تخطط وتحمي حاضر لبنان ومستقبله على أساس أن تلتقي كلّ طاقات لبنان الشابة على المحبة والحوار، وخصوصا بعدما رأينا أنّ الكثير من النماذج السياسية اللبنانية تسقط في أوحال العصبية والطائفية أو تضيع في التعقيدات السياسية فلا تلتمس إلى خلاص البلد سبيلا أو لا تجد مشكلة في أن يضيع البلد معها أو أن تُدخل شباب لبنان في متاهاتها العصبية؛ لتكون صورتهم على صورة العصبية التي يُنتجها النادي السياسي اللبناني في أكثر من موقع.
كنت أؤكد أن الجامعات هي المصنع الذي ينتج للوطن أجيال العطاء العملي التي تصنع بدورها استقلال البلد وعزته، ولكننا رأينا أن من يرتكب الخطيئة السياسية في الداخل لا يتوانى عن أن يدخل الجامعة في لعبة التخاصم الحزبي والطائفي على طريقة التخلف الذي يراد له أن يحبس لبنان ضمن أسوارٍ من الطائفية المقيتة والحزبية المغلقة القاتلة... نحن لسنا ضد الانتماء الحزبي شريطة أن ينطلق من دراسة علمية موضوعية تأخذ مصلحة البلد في الاعتبار، ولكننا ضد العصبية التي يراد لها أن تحكم حركة الأحزاب والطوائف على الطريقة العشائرية... نحن لا نريد أن تخرج صورة لبنان للمنطقة وللعالم على صورة حزب أو طائفة بل نريدها صورة جامعة شاملة تظهر التنوع اللبناني بأبهى صوره؛ ليكون تنوعا منفتحا على الوحدة في خط المواطنية الصالحة.
إنّ على الجميع في لبنان أنْ يعرفوا أنّ البلد عندما يضعف فإنّ الطوائف تضعف جميعا وعندما يقوى لبنان كدولة عادلة منفتحة على محيطها العربي والإسلامي وعلى العالم تقوى الطوائف والأحزاب... ولذلك فإننا نريد لبناننا بلدا مستقلا لا تتحكم فيه الوصايات ولا يخضع لحكم الآخرين وتعليماتهم، نحن نريد أن ننفتح من الموقع اللبناني على كل المواقع العربية على سورية وغيرها، ولكن لا نريد لأي موقع عربي أو غير عربي أن يحكمنا أو أن يتحكّم بنا.
قد يقول البعض إنّ سلاح المقاومة يجتذب عدوانا إسرائيليا قادما لكن ينسى نفس هؤلاء أن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان انطلقت منذ قيام كيان العدو، وأنها كانت تحدث بمناسبة ودون مناسبة حتى عندما لم يكن هناك أي شكل من أشكال المقاومة، كما يجب أن يُعطى الجيش اللبناني القوة اللازمة لمواجهة أي عدوان إسرائيلي، لا أن ترسل إليه بعض الأسلحة «بالقطارة» من بعض الدول العربية بعد سماح أميركا بذلك.
إنّ الحديث عن نزع سلاح المقاومة ليس حديثا نظيفا؛ لأنّ هذا السلاح مثّل سلاح العزة والشرف والإباء وهو السلاح الذي لم يكن ولن يكون وسيلة من وسائل الاستقواء الداخلي على الآخرين، بل سيبقى في نطاق الهدف الذي رسم له من الأساس لحماية لبنان من العدوان الإسرائيلي، وخصوصا أننا في حال عداء مع «إسرائيل» التي تقوم بتحضيرات مستمرة لإعادة ترميم جيشها وتتحدث بصراحة عن أن هذه التحضيرات قد تكون لشن حرب شاملة في المنطقة.
أدعو الشباب للعمل والبحث للتوصل إلى حلول للقضايا الإنسانية، وخصوصا منها استراتيجية الدفاع التي تشتمل كلّ الطوائف وتشمل كل الشباب اللبناني الذي نريده قويا موحدا يتحرك في نطاق العنفوان الذي يحمي سيادة البلد واستقلاله.
إقرأ أيضا لـ "السيد محمد حسين فضل الله"العدد 1782 - الإثنين 23 يوليو 2007م الموافق 08 رجب 1428هـ