عطفا على مقال يوم أمس (الاثنين) بشأن موضوع انتقال الموظفين من المنزل إلى العمل ومن العمل إلى المنزل، يتأمل المقال الذي بين يديك في مسألة لاتقل أهمية وهي ظاهرة نقص المواقف في المدن العربية. يستند المقال إلى نتائج دراسة أعدتها مؤسسة (غلف تالنت) ومقرها إمارة دبي. شملت الدراسة 14 مدينة عربية وهي: دبي، القاهرة، الشارقة، الدوحة، بيروت، الدمام، الكويت، عمان، الرياض، مسقط، أبو ظبي، مسقط، الخبر، جدة إضافة إلى المنامة.
أسوأ المدن
تبين من الدارسة بأن مدنية دبي هي الأسوأ بين جميع المدن العربية فيما يخض نقص مواقف السيارات. فقد أقر 44 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع في شهر مايو/أيار وعددهم 5 آلاف مهني، بوجود مشكلة في الحصول على مواقف للسيارات في الإمارة. كما حلت مدينة أبو ظبي في المرتبة الثانية إذ عبّر 40 في المئة من المشمولين في التقرير عن استيائهم من نقص مواقف للسيارات.
وجاء ترتيب عاصمة مملكتنا (المنامة) في المرتبة السادسة بين المدن العربية بعد كل من دبي وأبو ظبي و القاهرة ومسقط والشارقة فيما يخص نقص المواقف. فقد عبر 31 في المئة من المشمولين بالدارسة عن وجود مشكلات في الحصول على مواقف للسيارات.
تداعيات النمو
وعزت دارسة (غلف تالنت) بعض أسباب مشكلة المواقف إلى عدم وجود البديل الناجع لاستخدام السيارات إذ هناك نواقص في المواصلات العامة. ولاحظت الدارسة بأن مشروعات البينة التحتية لتطوير الطرقات والتي تنفذ في مختلف مدن دول مجلس التعاون تساهم بدورها في تعقيد إجراءات السير في الوقت الحاضر. المعروف بأن دول مجلس التعاون تعيش فترة ذهبية في المرحلة الحالية فيما يخص تطوير البنية التحتية وذلك على خلفية توظيف الفوائض النفطية والتي تحققت في السنوات القليلة الماضية.
فحسب دورية تابعة لشركة (ماكيزني) تعزز دخل دول المجلس بشكل جذري في السنوات القليلة الماضية. حسب الدورية، ارتفعت إيرادات المجلس مجتمعة من 100 مليار دولار في العام 2002 إلى 325 مليار دولار في نهاية العام 2006.
كما لاحظت الدارسة بأنه من الممكن التقليل من ظاهرة نقص المواقف عن طريق تأسيس مناطق تجارية لنوع خاص من الأنشطة التجارية (مثل تقنية المعلومات) أو (الصناعات الخفيفة). والاقتراح الآخر هو تشييد مبان شاهقة للمكاتب بدلا من المباني الصغيرة والمبعثرة هنا وهناك. ونعتقد بأن «برج المؤيد» في منطقة السيف يعد مثالا ناجحا في البحرين. وتمثل المجمعات التجارية مثالا ناجحا فيما يخص تجميع العديد من الأنشطة في مكان واحد مع توفير مواقف سيارات عامة.
نشاط وزارة الأشغال و الإسكان
يبقى أن ما يبعث على الاطمئنان عندنا هو تنفيذ وزارة الأشغال والإسكان لسلسلة مشروعات بغرض تطوير الشوارع والطرقات الرئيسة والفرعية على طول وعرض المملكة. كما يلاحظ التركيز على تخصيص مواقع للسيارات في الشوارع الفرعية. ونرى بأنه من الأفضل تنفيذ عملية التطوير والتحديث في فترة واحدة نسبيا لأن ذلك يتطلب من سائقي السيارات تحمل الإزعاج لمدة محددة.
ختاما ندعو الجهات الرسمية إلى توفير المزيد من التسهيلات للمؤسسات التجارية لتشييد مواقف جديدة خاصة للسيارات في المنامة تحقق لها نسبة معقولة من الأرباح، وفي ذلك خدمة للمواطنين والزوار على حد سواء
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1782 - الإثنين 23 يوليو 2007م الموافق 08 رجب 1428هـ