في غفلة من الزمان والأمم وزعت عصبة الأمم المتحدة السلطات التي لها وزن في رسم خريطة تسيير الشئون العالمية على خمس دول هي: الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين. ورغم أن غالبية هذه الدول كانت رزينة في استخدام حقها في نقض القرارات أو فرملتها إلا أن روسيا خرجت عن طورها هذه المرة واحتاجت إلى إثبات ذاتها مما اضطر الولايات المتحدة وبريطانيا إلى التخلي عن مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن وضع كوسوفو في المستقبل.
لم تستخدم موسكو نفوذها في عرقلة القرارات الصادرة بحق أي من الدول العربية والإسلامية رغم العلاقة الوطيدة والاستراتيجية التي تربطها ببعض هذه الدول.
وعلى الرغم من أن الدول الإسلامية لديها مقومات تجعلها تستحق مقعدا دائما في المجلس إلا أن دول الهيمنة الحديثة والتي يحركها اللوبي اليهودي لم تشأ بعد إصلاح الهيئة الدولية بل حتى عندما سعى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إلى إجراء تغيرات في مجلس الأمن لم تشمل المقترحات دخول دولنا فيه.
لكن الغريب أن أيا من الدول التي تتمتع بحق النقض لم تساعد الدولية الإسلامية في قضاياها أو تتصدى إلى العقوبات التي تفرض على بعضها. فحتى الصين وروسيا وفرنسا التي يقال إنها محايدة إلى حد ما لم تدعم أقدم قضية عرفها التاريخ طوال 50 عاما ولم تستخدم الفيتو ضد «إسرائيل» . فما الذي دعا موسكو إلى التهديد باستخدامه في قضية كوسوفو إذا؟ إنها ازدواجية المعايير التي تسوس عالمنا اليوم.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1781 - الأحد 22 يوليو 2007م الموافق 07 رجب 1428هـ