مع استمرار حرب الاستنزاف التي تشنها قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على حركة «طالبان» في أفغانستان، بدأت تتقطع السبل على «طالبان» التي بدأت تفقد مصادر التمويل التي تعول عليها للاستمرار في استهداف المدنيين، إذ السدود في وجه تجارة المخدرات - التي تعد المصدر الأساسي لتمويل الحركة - تتعالى من جانب إيران. وتعالت أسداد أخرى مع اشتعال الجبهة بين الحكومة الباكستانية والقبائل الداعمة لـ «طالبان».

من هذا المنطلق طورت «طالبان» أسلوبها البذيء، كعادتها، بأن لجأت إلى مصدر آخر للأموال، فاعتمدت الابتزاز وسيلة لجنيها، كأية عصابة إجرامية أخرى أي مكان في العالم. ولم يكفها ذلك حتى لجأت إلى اختطاف المندوبين الدوليين الذين يشكلون الفئة العظمى من الدعم الذي يتلقاه المدنيون الأفغان. وبذلك تبدي «طالبان» الوجه الأبشع لها، إذ لم تعد تكتفي بخطف المدنيين وقتلهم بل لجأت إلى تعذيب الشعب من خلال استنزاف الدعم الذي يتلقاه ليثور في النهاية وينقلب على القوات الدولية التي مازالت تقترف الكثير من الأخطاء، في تسرعها واستهدافها أية مجموعة يشك في أنها من «طالبان» من دون إعطاء أهمية للمدنيين الذين يحيطون بهذه المجموعة. وهذا ما يزيد الحقد المتراكم على «الناتو».

ولكن ما هَمّ «طالبان»؟ أوليس قادتها متحصنين في كهوف وفوق الجبال؟ لا يرهم أحد ولا يرون أحدا ينتظرون لحظة نصر مزعوم، ليفتخروا في النهاية بأنهم دمروا «الصليبيين». وكل هذا على حساب من؟ أوليس على حساب الأطفال، الذين ذبحت براءتهم بإجبارهم على قتل من سمتهم الحركة «العملاء»؟