منذ الخروج المبكر لمنتخبنا الكروي من كأس آسيا والشارع يغلي على نار الخسارة المرة أمام السعودية وصحافتنا تشبع الإخفاق حديثا، وهو الحديث نفسه الذي ظل يتردد في أروقتنا عند كل إخفاق لمنتخبنا.
هناك من يحمل المدرب ماتشالا المسئولية وهناك من ألقى باللائمة على اللاعبين، وبعض آخر على اتحاد الكرة وغيرها من الاتهامات حتى «ضاعت الطاسة» طالما ظل الكثير منا يقدم أطروحاته بالعاطفة والانفعال.
ووسط زخم ما يطرح نشير هنا إلى نقطة الكفاءة والقدرة الإدارية التي تتعامل مع المنتخب، فعند الفوز نرى الإداريين يتحولون إلى أبطال الشاشات في القنوات الفضائية، لكن عند الخسارة يتوارون وكان لا علاقة لهم بما حدث بل يذهبون إلى الهروب والاستقالة.
وهنا نتوقف عند الثقافة الرياضية في الفوز والخسارة والقدرة على التعامل معها لأن جميع النتائج واردة في عالم كرة القدم، فمثلا نجم الكرة السعودية السابق فهد المصيبيح عين مديرا للمنتخب السعودي منذ كأس خليجي 17 في الدوحة ومازال مستمرا في مهمته على رغم إخفاق المنتخب السعودي في خليجي 17 وخليجي 18 والخروج المبكر من مونديال 2006 من دون أن نسمع انهيار المصيبيح أو استقالته بعد كل دورة لأنه كان لاعبا بارزا ومر بتجارب كثيرة مع ناديه الهلال أو المنتخب في الكثير من البطولات ومن ثم العمل الإداري في ناديه.
هذه الملاحظة تدفعنا إلى التركيز على أهمية اختيار الكفاءات الإدارية المناسبة سواء في اتحاد الكرة أو المشرفة على المنتخبات مع احترامنا لجهود وإخلاص الجميع لأننا لاحظنا متغيرات إدارية كثيرة على المنتخب من نوفمبر/ تشرين الثاني 2006 حتى اليوم في الوقت الذي يفترض فيه اختيار جهاز اداري متخصص ومتفرغ لادارة المنتخب.
وبعيدا عن ذلك فإن الكثيرين مازالوا يبحثون عن الحلول التصحيحية لواقع ومستقبل الكرة البحرينية بعدما تعبنا من «اللمسات الترقيعية» عند كل إخفاق أو مشاركة للمنتخب حتى أصبحنا كمن يبحث عن «خريطة طريق» لحل المشكلة المزمنة في تحرير فلسطين المحتلة من الكيان الصهيوني!
منذ ولادتنا ومعرفتنا بكرة القدم البحرينية وواقعها لم يتغير من حيث قلة الملاعب والمنشآت وضعف المسابقات المحلية وضعف إمكانات الأندية، وهي مشكلات شبعت حتى الموت طرحا من دون أن تجد لها حلا على رغم أنها من أساسيات بناء العملية الرياضية وقاعدة لتحقيق الانجازات.
نسمع أصواتا عن ضرورة استقالة إدارة اتحاد الكرة ذلك لا نراه حلا لتصيحيح واقعنا الصعب لأن أكثر من 50 مجلس إدارة توافدوا على الاتحاد منذ تأسيسه من دون تغيير ومازلنا نبحث عن أول لقب كروي في تاريخنا.
إن تصحيح مسارنا الكروي يحتاج إلى توجيه ودعم من القمة «القيادة العليا» التي مثلما اعتدنا عليها في التكريم عند الانتصارات فإن من المهم أن يكون دورها بارزا في زمن الإخفاقات. لأن كرة القدم باتت اليوم إحدى الواجهات المشرقة للدول حتى الفقيرة والصغيرة.
يجب ألا يتحول المنتخب إلى مجرد «كرة ثلج» تتدحرج من دون أن نعرف المسئول عنه هل هو اتحاد الكرة أو المؤسسة العامة للشباب والرياضة التي أصبحت كمن يمسك «مفتاح اللولب» يفتحه أو يغلقه في الوقت الذي يراه ليظل المنتخب واتحاد الكرة «رهينة» وآخرها طريقة التعاقد مع ماتشالا الذي اجزم بأن إدارة الاتحاد ليست مقتنعة تماما وان لو توافرت للاتحاد قيمة عقد ماتشالا لاختارت مدربا آخر حتى قبل الإخفاق الآسيوي.
إننا جميعا أصبحنا في فوهة مدفع الإخفاق وحديثه الذي مازال يلاحقنا في منازلنا وأعمالنا، وكل ما ننتظره هو أن يحدث هذا الإخفاق «ثورة تصحيحية» بدلا من البقاء في دائرة الحديث عند كل إخفاق على طريقة «سمك.. لبن تمر هندي»!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1780 - السبت 21 يوليو 2007م الموافق 06 رجب 1428هـ