بعد الأداء الباهت والهزيل والضعيف الذي قدمه منتخبنا الوطني الأول للكرة أمام السعودية في المباراة الودية التي أقيمت في الرياض وتلقيه خسارة ثقيلة، ترك عدة استفهامات لمعرفة أسباب هذا العرض المخيب للآمال بعدما ظهر الفريق لا حول له ولا قوة من الناحية الفنية والتكتيكية والبدنية والفردية والمهارية والتفاهم والتجانس، حتى صار الفريق لا يدري ماذا يفعل خلال الشوطين! وزاد الطين بلة التخبط الذي كان عليه المدرب ماتشالا، إذ كان فكره خاليا من الأمور الفنية المطلوبة في مثل هذه المباريات.
فمرة يلعب بطريقة 4/4/2 وتتحول في غضون 20 دقيقة إلى 3/5/2 ولم نر فيها التحول في الفاعلية، وظل الأمر يسوء من دون ان تكون هناك يد الإنقاذ حاضرة.
قد يقول قائل إن مباراة السعودية هي للتجربة وللوقوف على الأخطاء التي قد تحدث في المباراة وعلاجها قبل لقاء استراليا، ولكن نحن نقول إننا لم نشاهد فريقا يلعب بطريقة لعب تكتيكية من الممكن علاج أخطائها، فكل ما شاهدناه فريقا كله أخطاء من رأسه حتى أخمص قدميه، وكان اللاعبون داخل الملعب حائرين لا يدرون أين يتوجهون في الحالين الدفاعية والهجومية، ولم نر صانع الألعاب الذي بإمكانه صناعة الكرات الخطرة، وما شاهدناه كرات فردية يقوم بها اللاعبون، ولكن اصطدم ذلك الأمر بدفاع صلب من الوسط، إذ لم تعط الحرية في الحركة للاعبي الوسط الذي كان مفتوحا على مصراعيه، وكشف الدفاع (الخط الخلفي) خصوصا في العمق بين سيدمحمد عدنان والمشخص، واستطاع الهجوم السعودي استثمار هذه الحال لصالحه وإحراز 4 أهداف واضاعة ضعفها.
لا ندري أي الأخطاء يجب معالجتها: انكشاف الدفاع أو تباعد الوسط عن بعضهم بعضا أو عدم تجانس الهجوم فيما بينهم أو اللعب على منوال ما أراده الفريق السعودي من السرعة ما أضاع علينا الانضباط في اللعب، إذ كان على الفريق عدم الانجرار لذلك، فلابد من اللعب بامتصاص حماس لاعبي الأخضر وإغلاق المنطقة الدفاعية كاملة والضغط على حامل الكرة وعدم إعطاء الآخر الحرية في الانتقال في المساحات الخالية والفارغة.
في ظل هذه الظروف لن نقول للمدرب أشرك فلانا وأبعد فلانا، ولكن حديثنا اليوم سيكون للاعبين الذين يشركهم ماتشالا في مباراة استراليا يوم الأربعاء المقبل.
يا نجوم الأحمر تذكروا أنكم تمثلون الوطن وترتدون شعار الأحمر، وانتم مطالبون بأن تكون الغيرة على البلد الدافع الأقوى لكي تظهروا بالصورة التي تجعل الجماهير تصفق لكم بكل حرارة، أضف إلى ذلك ادخلوا المباراة متسلحين بالروح القتالية التي نعتبرها نقطة الصمود في وجه الكنغر الاسترالي، بل قد تقودنا إلى التفوق في لحظة من لحظات المباراة كما حدث ذلك أمام اليابان في المرحلة الثالثة من التصفيات.
الأهم من ذلك نقول لنجومنا أبعدوا الخوف عن نفوسكم ولا بد من الشجاعة في اللعب، واتركوا هواجس الدفاع خوفا من أهداف المنافس، ولكن فليكن الحذر الشديد موجودا بقوة. وننصح نجوم الأحمر بأن يدخلوا المباراة بشعار الفوز وإن كان المنافس أقوى، ففي ذلك تحدي الظروف والتفوق عليها عندما تبدون الشجاعة في اللعب، وعدم إعطاء الفريق الاسترالي المساحات للعب والتمرير والانتقال. وتذكروا جيدا أن الاستراليين يمتازون بالكرات العرضية وتنفيذ الكرات الثابتة والتسديد القوي من خارج منطقة الجزاء. وعندما تدخلون اللقاء من دون خوف بأمل تشريف المملكة فانكم ستظهرون بالحال الفنية المطلوبة ولن يكون الفوز ببعيد عنكم.
وظفوا الحماس لصالح الفريق من خلال الانضباط بالتكتيك وعدم ترك المساحات الفارغة لوسط استراليا لكي يسرح ويمرح في التمرير والانتقال، ونحن على ثقة تامة بأن الغيرة الوطنية هذه المرة لن تبارح نجومنا. وتذكروا جيدا انكم على مسافات قريبة من المونديال العالمي، ولكن لن يأتي ذلك الا بحصد النقاط، فهل انتم تريدون كما نريد، وهل انتم تريدون إسعاد جماهيركم ولو بنقطة! اذن فاثبتوا لنا ذلك على أرضية الملعب خلال الـ90 دقيقة من عمر المباراة، ونحن بانتظاركم وما ستقدمونه يوم الأربعاء المقبل. وفقكم الله في تلك المعمعة وأعطاكم مناكم وجعلكم منتصرين بإذن الله وبحق محمد وآل محمد
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2264 - الأحد 16 نوفمبر 2008م الموافق 17 ذي القعدة 1429هـ