بعد سنوات من التغني بالأحمر «ما تغلبونه» وبعد سنوات كان فيها الأحمر يصول ويجول نظمنا خلالها قصائد المديح والفرح للجميع وكأننا حققنا ما عجز عنه الآخرون وسطرنا انجازات لم تتحقق من قبل، فالبعض وصف ذلك أننا وصلنا إلى أعتاب العالمية بل إننا دخلناها من الباب الضيق، وهناك من كان يلعق كعكة الفوز والانتصارات التي حققها الأحمر بجهود ذاتية وفردية سواء من اللاعبين أو من بعض الأفراد، نعم ذلك الذي يلعق من هذه الكعكة تراه يولي الدبر مهزوما ويتوارى عن الانظار عند الفشل والخسارة والهزيمة ويبتعد وكأنه ليس مسئولا عن ذلك، لا أود أن أغوص وأتعمق في ذلك أكثر بل أردت الإشارة فقط واللبيب بالإشارة يفهم.
نعم الأحمر بعد القفزة الكبيرة التي قفزها في السنوات الأخيرة وجعلت القاصي والداني يتغنى به بقصائد الفخر والمديح بدأ البعض يغير لونها إلى قصائد الهجاء والذم من دون البحث بصدق عن أسباب تلك القفزة النوعية التي صاحبت أداء ونتائج الأحمر أو أسباب النكسات والسقطات التي سقطها، وهناك من بدأ بالتغني بمنتخبنا لا لشيء بل للتكسب من وراء ذلك وكأن المنتخب أصبح وسيلة يتسلق عليه من أراد التسلق على أكتاف الآخرين، واللبيب بالإشارة يفهم.
هل تعتقدون أن هذا الأسلوب سيرتفع وسينهض بالأحمر مرة أخرى وهو الذي تلقى لطمات وسقط سقطات لا حصر لها أولها خليجي 16 في الكويت وبعدها خليجي 17 في قطر ومن بعدها آسيا 2004 ومن ثم خليجي 18 في الإمارات وبينهم تصفيات مونديالي اليابان وكوريا 2002 والمانيا 2006 وأخيرا آسيا 2007، وهل يمكننا بهذا الأسلوب أن نحقق أو نسطر أي انجاز للكرة البحرينية في ظل الظروف التي تمر بها كرتنا من أزمات ومشكلات لا حصر لها تبدأ من البنية التحتية مرورا بأزمة اللوائح التي تقوم عليها المسابقات والبطولات المحلية، والطامة الكبرى ما تشهده ملاعبنا من محاباة ومجاملات في إدارة كرتنا المحلية وغياب التخطيط السليم القائم على أسس علمية دقيقة تستطيع النهوض بمستوى ونتائج منتخباتنا الوطنية وأيضا غياب نظام الاحتراف والذي لن يتحقق فعليا على أرض الواقع إلا بالدعم الحكومي، وأخيرا والأهم غياب المسئولية وضياعها بين جهتين واللبيب بالإشارة يفهم.
هذه المشاركة الآسيوية، جعلتنا نعود إلى حجمنا الطبيعي على مستوى القارة، وأدركنا جيدا ما هو واقع منتخبنا وكرتنا بين منتخبات القارة الآسيوية، وإذا كان الخروج أحزننا وآلمنا كثيرا وخصوصا أننا كنا نمني النفس بتحقيق نتائج بارزة وأفضل مما تحققت في الصين 2004... فمن الشجاعة أن نظهر رباطة جأشنا والحكمة في التعامل مع مختلف أنواع الصدمات مهما كان حجمها ووقتها، وما حدث في جاكرتا أصبح واقعا يجب مواجهته والتصدي له بحكمة بالغة، فما حدث وقع، والمهم الآن معرفة الأسباب الحقيقية التي كانت وراء ذلك الانهيار المحزن لمنتخبنا الذي سجل سقوطا جديدا لكرتنا.
نحن نتطلع الى ما هو آت بعد أن فات ما فات، ووصل حال منتخبنا الأحمر إلى حد الانهيار جراء دخول وتغلغل الكثير من الآفات، فهناك آفة التفرقة جراء التعامل غير السوي مع اللاعبين وهناك آفة التجنيس التي نخرت عظام الأحمر وجعلت اللاعبين لا يلعبون بقلوب صافية تملؤها الرغبة الحقيقية في خدمة وطنهم من خلال خدمة كل منهم الآخر داخل الملعب وهي الآفة التي شاهدناها بوضوح ومن دون ريب على عطاء وأداء منتخبنا في المباريات الثلاث والتي خاضها في آسيا 2007 ونتمنى أن تنقشع وتزول بزوال أسبابها وهي معروفة واللبيب بالإشارة يفهم.
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 1779 - الجمعة 20 يوليو 2007م الموافق 05 رجب 1428هـ