يتذوقن الجمال، ويرسمن ملامحَ خليجية بفرشاة سمراء، فأمام مرآة تعكس طموحا لا حدود له تجدن من العراقيل الكثير، عراقيل اتخذنها البعض عتبة لبلوغ الأخرى، فبين تفاوت تذوق الجمال ونسبيته واشتداد المنافسة بين صالونات «تكدست» متخذة نصيب الأسد على معظم الشوارع التجارية في المملكة لتصل في أحدها إلى 99 صالونا، برزت أنامل ترسم ملامحَ خليجية لتمزج كلاسيكية الألوان وآخر صيحات الموضة باصمة بصمة في قطاع بعيد عن أبواب الجامعات والمعاهد واهتمام الوزارات وفعاليات الجمعيات الأهلية.
سيدات خضن غمار العمل متحديات قيودا مجتمعية وأخرى مهنية، أحسسن بالموهبة فصقلنها بالتدريب والممارسة ليأتي وقت أمسين فيه نموذجا للمرأة البحرينية القادرة على الخطو قدما نحو الهدف مهما كانت التحديات على الصعيدين المحلي والعربي، صاحبة صالون ناريس للتجميل، ناريس عبدالله راشد إحدى من تذوقن الجمال فأبدعت في رسمه وفي ذلك كانت لنا وقفة قصيرة أمام مرآتها علنا نرى واقع هذا القطاع بفرشاة متخصصة:
جرت العادة أن يستهل أي لقاء بالسؤال عن بدايات الضيف فكيف هي بداياتك؟
- لن أبالغ وأقول إني حفرت الصخر لأصل إلى ما وصلت إليه إلا أني أجزم أن مشواري لم يكن سهلا، بدأته بحب الألوان ووضع لمساتي على أخواتي وبنات العائلة وأهلي وقبل كل ما سبق نفسي. ألفت أذناي كلمات الإطراء إلا أنه لم يخطر ببالي قبل عشر سنوات أني سأحترف هذه المهنة.
جزمتي أن مشواركِ لم يكن سهلا فما وجه الصعوبة فيه؟
- أولى العراقيل التي عثّرت طريقي هي غياب التدريب والتأهيل في هذا القطاع فضلا عن عدم تقبل المجتمع آنذاك فكرة عمل الفتاة البحرينية في مراكز التجميل والتي لا تقل قسوة عن نظرة المجتمع إليها، ولا أنسى عثرة إقناع الزبائن بقدرة العاملة البحرينية ومنافستها لمثيلاتها من الأجنبيات.
ماذا بالنسبة إلى الإجراءات القانونية لافتتاح صالون وتوابعها؟
- قد يتبادر إلى ذهن البعض أن افتتاح صالون لا يتطلب سوى تصريح من وزارة العمل وطاقم عمل، بيد أن الوضع مختلف جدا فبعد الانتهاء من «دوامة» إجراءات وزارة العمل وما تفرضه من شروط عند استقدام عاملة أجنبية في الوقت الذي «يشح» وجود البحرينيات المؤهلات القادرات على العمل في هذا القطاع، تبدأ مشكلة البحث عن طاقم عمل قادر على تحمل ضغط العمل، أمزجة الزبائن وصعوبة وقت العمل فضلا عن خيالية أسعار مواد وأجهزة التجميل.
كيف تقوّمين مستوى قطاع التجميل في المملكة؟
- مستوى مراكز التجميل في المملكة إن جاز التعبير «ليس بالسيئ» بيد أن الغالبية العظمى منها تفتقر إلى الإبداع والحس الجمالي، فضلا عن غياب الرقابة عليها والدليل التكدس المركز في الشوارع التجارية بطريقة «لافتة» إلى درجة أنه تم رصد زهاء 99 مركزا في أحد الشوارع التجارية؛ ما يفرض مبدأ «البقاء للأقوى»، وما يؤسف له أن يكون «البقاء للأغلى» في ظل توجه الزبائن إلى السعر الأغلى بصرف النظر عن المستوى والجودة معولين ذلك على شماعة «التفاخر والتباهي».
كيف تنظرين إلى عمليات التجميل؟
- لا أرى من المعيب أن تتجه النساء إلى عمليات التجميل بيد أن العملية لابد أن تكون مقننة وبعيدة كل البعد عن الربح التجاري وتحت «مايكروسكوب» وزارة الصحة لتضرب بيد من حديد على المخالفين ومتجاوزي القانون؛ لذلك أرى أن من الضروري أن تهتم المرأة بجمالها وإصلاح العيوب إن وجدت كما أني أتوقع أن نصل قريبا إلى مرحلة أن تدشن عمليات التجميل في المراكز التجميلية في المملكة.
كيف تتذوق البحرينية الجمال؟
- تميل البحرينية إلى كلاسيكية الألوان والمكياج اللبناني ذي اللمسة الساحرة الهادئة، وقبل كوني صاحبة مركز تجميلي أنا فتاة لها من الأذواق ما لسواها من البحرينيات لذلك أعمد إلى تجربة مكياجي على نفسي في بادئ الأمر، ومن وجهة نظري أرى أن الأنسب للبشرة البحرينية الألوان الهادئة؛ لحدة ملامحها وطبيعية بشرتها.
ما الذي يميز الذوق البحريني من نظيره الخليجي؟
- قياس الجمال نسبي في المجتمع الواحد ويزداد الأمر اتساعا من مجتمع إلى آخر واختلاف الأذواق وارد، ففي الوقت الذي تميل البحرينية إلى البساطة والهدوء تنشد الخليجيات الزهو وحدة الألوان وصرعاتها، وأنصح بالتأني في اختيار الألوان والاعتماد على المواد الطبيعية لضمان جمال أطول.
أين أنتِ من العمل على المستوى الخليجي؟
- بعيدا عن مرآتي، دشنت الكثير من عروض المكياج في «البندر» وآخرها كانت تحت رعاية وزير الإعلام فضلا عن عروض في فنادق بدول خليجية كالكويت وقطر والسعودية والإمارات بيد أن الأمر متعلق بارتباطي بعملي في المملكة والذي يتعارض في معظم الأحيان مع مثل تلك الفعاليات الخليجية.
ما نصيب التدريب والدراسة من عملكِ؟
- أولى دوراتي كانت في جمعية نهضة فتاة البحرين فضلا عن دورات قصيرة في إمارة دبي مدة أسبوع إلى جانب ورش عمل في مراكز اجتماعية بحرينية وتدريسي المكياج في بعض المراكز الاجتماعية، بيد لا يمكن الإنكار أن نصيب دراسة المكياج والأزياء محدود إن لم يكن معدوما في الجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة على حد السواء.
كيف هي آلية تعاملكِ مع زبوناتكِ؟
- تردُ عليّ في كل يوم زبونات من كل بيئة وثقافة، والزبونات يتباينّ في أذواقهن بقدر تباينهن في متطلباتهن؛ لذلك يتوجب عليّ مراعاة كل ذلك لأرضي الجميع، والبعض الآخر يعتمد عليّ اعتمادا كليا في اختيار الألوان والفستان والمكياج والاكسسوار وما إلى ذلك.
يقال: إن نصف النجاح مبني على الدعاية والإعلام، فماذا تقولين؟
- أؤمن تماما بأهمية الأعلام ودور الإعلان والدعاية في الترويج لأي استثمار بيد أني لم أتجه إلى هذا المجال سوى من خلال تدشين عروض الأزياء والمكياج التي آخرها استقدامي عارضات لعرض آخر عروضي.
ما معنى اسم مركز تجميلكِ ولماذا هذا الاسم؟
- عرفني الجميع باسمي لذلك ارتبط عملي به فكان اختياري لاسم ناريس اسما لمركز تجميلي ومعناه مجموعة زهور بالفارسية والوردة بالإسبانية.
إلى من تُرجعين سر نجاحكِ؟
- إن صُنِّفت من ضمن الناجحات، فلن يكون الفضل سوى لله عز وجل ثم لزوجي الذي كان الداعم لي دائما وأبدا لمواصلة عمل «أعشقه» إلى جانب أختي الصغرى والمقربين إلي.
أين ترين نفسكِ بعد خمسة أعوام؟
- طموحي لا حدود له و أرنو إلى تدشين مركز تجميلي يضم قسما صحيا وآخر للاهتمام بالبشرة والمكياج والشعر والرياضة ولوازم التجميل.
العدد 1779 - الجمعة 20 يوليو 2007م الموافق 05 رجب 1428هـ