بصوت قوي وحزين يتعالى صوت الفنان الكبير وديع الصافي صارخا في العرب: «ماتت قلوب الناس... ماتت بها النخوة... يمكن نسينا بيوم... أن العرب أخوة»، ثم تأتي بعده الفنانة وردة لتقول: «أتمنى أشوف العالم يمد كفوفه سلام والعدل ميزان الدنيا أهو حلم من الأحلام؟!»، أما هاني شاكر فسيغني «أنا عربي وبرفض وضعي بكتم إحساسي جوايه والشعب العربي في صفي لو أغني حيغني ورايه».

كانت هذه مقاطع بسيطة من الأبيات التي ستغنى بأصوات 140 فنانا وشخصية من الوطن العربي، في أوبريت «الضمير العربي»، الذي يهدف لاستنهاض واستصراخ الضمير العربي كي يستيقظ ويهب للوقوف إلى جوار إخوانه العرب المظلومين في فلسطين والعراق، ولبنان.

«الضمير العربي» من تأليف الشاعر الإماراتي كريم معتوق وألحان طارق أبوجودة (والألحان الفرعية لخالد البكري ومصطفى محفوظ). كلمات الأوبريت كتبت باللغة العربية الفصحى، وهي تزيد عن المئة بيت، ولكن تم اختيار 45 بيتا ليتم غناؤها، ونتيجة لعدم رغبة بعض المطربين المصريين في الغناء باللغة الفصحى ورغبتهم بالغناء باللهجة المصرية، استعان المنتج أحمد العريان بالشاعر المصري سيد شوقي لتعديل المقاطع التي سيغنيها الفنانون المصريون، وللفنانين من بلاد الشام استعان بالشاعرة سهام شعاع. وكان للموزع عادل حقي دور كبير، إذ عمل على الأوبريت عاما كاملا وهو كما قال العريان النجم الحقيقي للعمل.

ومن المنتظر أن يعرض الأوبريت لأول مرة مباشرة في حفل فني كبير يرعاه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الذي سيقوم بتكريم فريق عمل الأوبريت، وسيصاحب ذلك جمع التبرعات لصالح الشعب اللبناني.

ويشارك فيه 140 فنانا من الوطن العربي، وسيتم عرضه على 100 قناة عربية خلال الشهر المقبل ومدته 37 دقيقة وبذلك يعتبر «الضمير العربي» أطول أوبريت بتاريخ الأوبريتات العربية. ومن المشاركون في الأوبريت من الفنانين والشخصيات: وديع الصافي، عبدالله الرويشد، فضل شاكر، أيمن الأعتر، إبراهيم الحكمي، ماجد المهندس، عمر عبداللات، حكيم، هشام عباس، خالد سليم، نوال، أحلام، حسين فهمي، نور الشريف، منى واصف، دريد لحام، أيمن زيدان، غازي حسين، الشاب خالد، أصالة، هاني شاكر، صابر الرباعي، رشيد عساف، جمال سليمان، باسل خياط، إيهاب توفيق، آمال ماهر، لطيفة، نور مهنا، يارا، أمل حجازي، نانسي عجرم، وائل جسار، نوال الزغبي، كارول سماحة، حسين الجسمي، عباس إبراهيم، سميرة سعيد، ديانا كرزون، حميد الشاعري، أنغام، محمد منير، سعاد عبدالله، حياة الفهد، جاسم النبهان، عبدالإمام عبدالله، إبراهيم الحربي، عبدالرحمن العقل، هدى الخطيب، محمد هبة الدري، نورة عبدالله (المذيعة)، لطفي بوشناق، وائل كفوري، وغيرهم من الفنانين.

لاحظنا من خلال متابعتنا للتقارير التي نشرتها بعض الصحف العربية عن الأوبريت، بأن هناك عددا من أبطال المسلسل البحريني الجديد «عيون من زجاج» للمخرج المبدع محمد القفاص، والمقرر عرضه خلال شهر رمضان المبارك، بأنهم كانوا من بين المشاركين في هذا «الأوبريت العربي الضخم»، وهم: (غازي حسين، بدرية أحمد، أنور أحمد، مروى خليل، محمود بوشهري، شيماء سبت، يعقوب عبدالله)، هذا بالإضافة إلى كل من عبدالله ملك ومريم زيمان من البحرين.

وحتى نكون وقراؤنا على بينة من الموضوع أجرت «ألوان الوسط» هذا اللقاء مع المخرج محمد القفاص، على اعتبار أنه قدم خدمة لأحمد العريان في أوبريت «الضمير العربي»، إذ قام بالإشراف على تسجيل أصوات نجوم البحرين ونجوم المسلسل المشاركين في «الضمير العربي» في أحد استوديوهات المملكة، فكان اللقاء كالآتي:

ما رأيك بأوبريت «الضمير العربي»؟

- أنا سأتكلم لكي هنا كجمهور... الأوبريت سيكون بمثابة الأغاني الوطنية التي تعد تظاهرة على الوضع في العالم العربي، وبالنسبة لي فأعتبر «الضمير العربي» هي الأغنية الوطنية الثالثة على مستوى العالم العربي، طبعا بعد رائعة «وطني الأكبر» التي غناها نجوم كبار هم: (محمد عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ، شادية، صباح، وردة، فايزة كامل). أما الأغنية الثانية وطنيا فهي «الحلم العربي» وقد حركت مشاعر ووجدان العرب، بل وشكلت ذكريات ومحطات تاريخية بالنسبة إلى الكثير من الناس.

هل يعني أن «الضمير العربي» يعني مكمل لـ «الحلم العربي»؟

- لا ليس بهذا المعنى، فهما ليسا مكملين لبعض، فلو لاحظت فإن «الحلم العربي» كان بمثابة دعوة لتوحد العرب، ليخرجوا مما هم فيه من ذل. أما «الضمير العربي» فهو بمثابة استنطاق للوضع الذي يعيشه وطننا بأن نسأل هل هناك ضمير أم أنه مات؟!

الأوبريت سيكون رائعا جدا، فكلماته قوية نابعة من قلب عربي صادق... بصراحة أنا لامست فكرة الأوبريت منذ بدايته، إذ كنت على اطلاع بمجريات الاتصالات التي كان يجريها صاحب الفكرة المبدع أحمد العريان، منه علمت بأن مطربين كبار منهم إماراتي، سعودي، وعراقي (رفض ذكر أسمائهم، مشيرا إلى أنهم سيعرفون بعد أن يعرض الأوبريت)، وغيرهم كثير من المطربين الكبار من عدد من الدول العربية، وفي اعتقادي هذه خسارة لهم كفنانين، إذ إن الأوبريت هو لسان حال الشعب العربي، وهو ليس مع أي من الأنظمة العربية المتخاذلة منها أو غير المتخاذلة، كما أنه ليس مع حزب الله وضد حكومة السنيورة، باختصار هو صرخة للشعوب العربية.

(وفي السياق نفسه كشفت صحيفة «البيان» الإماراتية أن غالبية الذين اعتذروا عن المشاركة في «الضمير العربي، هم لبنانيون، بينهم: راغب علامة، عاصي الحلاني، أليسا، ديانا حداد، رامي عياش، وغيرهم).

ما هو شعورك بعد اختيار عدد من نجوم «عيون من زجاج» في هذا الأوبريت؟

- أولا الاختيار لم يكن متعمدا، بل كان السبب الحقيقي الصدفة، فهؤلاء الفنانين كانوا موجودين في البحرين، لذلك كان من السهل علينا تسجيل أصواتهم. كما أنني لست مساهما في هذا العمل، بل أنا قدمت خدمة للمنتج أحمد العريان، بالإضافة إلى أن هناك الكثير من الوجوه التي ساعدت على تسجيل الأصوات وانتهاء التسجيل في البحرين... «الضمير العربي» من الألف إلى الياء هو فكرة وإنتاج وإخراج أحمد العريان.

ويشار إلى أن العمل لن يكون غنائيا فقط، بل ستكون به مداخلات درامية سيؤديها عدد من الممثلين والممثلات المشاركات في العمل.