العدد 1779 - الجمعة 20 يوليو 2007م الموافق 05 رجب 1428هـ

هل تطلب الفتيات اليوم «عريسا ديجيتال»؟

مواصفات تتأرجح بين قيم الماضي ومتطلبات الحاضر

ماذا تفضل الفتاة في فارس أحلامها؟ وكيف تحدد صورته في خفايا نفسها؟ وماذا تختار إذا ما خيرت بين جمال المظهر والشكل الخارجي، ورجاحة العقل وسلامة الجوهر؟ وهل أثرت صور الفيديو كليب والمسلسلات والأفلام الرومانسية، على مواصفات رجل الأحلام؟

البعض يقول إن كل فتاة تحلم بيوم عرسها منذ طفولتها، فترسم تفاصيله في مخيلتها، وتتفنن بتفاصيل فستان زفافها، ولا تنسى أن تتخيل نفسها ترقص بفستانها الأبيض الخيالي، وتبدأ تخيل بطل الحلم، أهم تفصيل في حلم هذه الطفلة والمراهقة والشابة. فارس الأحلام الأمير المقدام الوسيم الجميل الطلة والابتسامة، الثري اللطيف الطيب... إلخ.

مواصفات قد لا تجتمع في إنسان واحد حتى في إنسانين بسهولة، وخصوصا في زمننا هذا. فماذا تفضل شابات اليوم من مواصفات في فارسهن القادم على تلك الفرس البيضاء؟

في جيل آبائنا وأجدادنا كان يتصدر قائمة المواصفات ويحتل الجزء الأكبر منها صفات الأخلاق، والشهامة، والأصل الطيب.

فإذا ما خطب رجل فتاة من أهلها، بادر الأهل إلى السؤال عنه بين جيرانه ومعارفه، ومكان عمله، ويسألون عن أهله وعن أهل أهله... والهدف الأول من السؤال هو التأكد من خلقه وحسن سمعته. فإذا حالفهم الحظ وحصلوا على معلومات صحيحة وصادقة لا مبالغة فيها ولا نسج وخيال، كان حظ ابنتهم طيبا ومباركا، أما إن كان سؤالهم طرح في المكان الخاطئ ولأشخاص غير مناسبين، فمصير هذا الزواج يبقى خاضعا إلى الأيام يختبر فيها كل زوج شريكه.

لعل من أهم الشروط الجديدة التي لابد من أن تتوفى في الزوج في هذه الأيام، والتي باتت تتصدر قائمة المواصفات، شكله وجيبه وأمه وشهادته وإجادته أكثر من لغة. هل في هذا مبالغة؟ البعض سيقول: «طبعا»، فمازال الكثيرون يبحثون عن صاحب الأخلاق والقيم، ولكن هذا لن ينفي بحث الفتاة عن العريس الديجيتال.

الذين يفضلوا الجمال الحسي، ومنهم سارة أحمد (عازبة) يقولون إن الشكل مهم جدا، ولا يمكن الارتباط بشخص في علاقة طويلة تستمر مدى العمر من دون أن يكون حائزا الحد الأدنى من الجمال، فرؤية الجمال تبعث على دفء العلاقة وتضمن استمرارها. وتتفق معها فاطمة الحوري (متزوجة) فهي تمتلك رصيدا من تجارب زوجية تدهورت لعدم حيازتها جانب الشكل الوسيم والمطلوب، وتضيف فاطمة أن «الجمال الخارجي قد لا يكون أوليا، ولكنه شرط أساسي في نجاح العلاقة فمثلما الرجل قد يتهرب من العلاقة الزوجية عندما لا يلقى الشكل المطلوب في زوجته، في المقابل المرأة في بعض الأحيان تهب عليها نسمات الشوق إلى الجمال الحسي أو المظهر الجميل».

في مقابل هذا الرأي، توجد قناعة أخرى تهتم بالشكل ولكنها تعده جانبا خاضعا إلى التربية والملاءمة، وهذا ما عكسته تجربة نوال محمد (مخطوبة) إذ تقول إن خطيبها «لم يكن يمتلك الشكل الجذاب ولا يهتم كثيرا بمظهره إلا أن إصراري عليه الاهتمام جعل منه شخصا مختلفا بشهادة أصدقائه». أما حلمية يوسف فلا تعتبر أن الشكل مهم في إنشاء علاقة زوجية فالمهم «جوهره من الداخل»، خلوق يحترم الرأي، لا يضربها ولا يتعامل معها بعنف، بل من خلال التفاهم والنقاش، متفهم لشخصيتها ولعملها، فلا يتدخل كيفما شاء في تفاصيل عملها، بل يترك لها جزءا من الحرية، وألا يبالغ في مسألة الاختلاط في العمل؛ لأن في هذا العصر لا يمكن العمل في أي مجال إلا وفيه درجة من الاختلاط، ولكنها لا تنفي حق الزوج في الاطلاع على مجريات عملها اليومية.

لعله من نافلة القول إن من أهم الأمور التي تحرص عليها الأسر والفتيات اليوم في اختيارهن العريس، أن يكون بحال مادية جيدة، فلا يمكن الاستغناء عن السيارة والبيت والفرش الجيد، على حين نجد بعض الأسر تتساهل في هذه الطلبات فمنزل أجار من غرفتين أو ثلاث، وسيارة قديمة الطراز، ونص فرش البيت مستعمل أو من جودة متوسطة أمر يمكن تقبله.

بالنتيجة قد يبقى فارس الأحلام المثالي حلما من دون اكتمال، أو أنه قد يتغير مع تراكم الأيام.

العدد 1779 - الجمعة 20 يوليو 2007م الموافق 05 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً