العدد 1777 - الأربعاء 18 يوليو 2007م الموافق 03 رجب 1428هـ

الخليج الميت لا محالة

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كعادتها الحكومة مع كل قضية حساسة يُكتشف من خلالها إهمال وتقصير منها، وبعد أن تتحول هذه القضية إلى قضية رأي عام، تخرج علينا بخطط واستراتيجيات وتصورات وخرائط ورسوم وموازنات بالملايين لإخماد نار تلك القضية. طبعا القضايا كثيرة ولكن آخرها ما نعتبره مهزلة خليج توبلي.

وزارة «البلديات» وكما هو معتاد خرجت علينا في الآونة الأخيرة بدراسة «متطورة» سيصرف عليها الملايين لـ «تطوير» خليج توبلي من تنظيف وتجميل واستثمار، وأهم ما في الدراسة كلها هو تأكيد أمر خطير جدا قد لا تكون الوزارة منتبهة له وهو تضييق الخناق على المنفذ الوحيد حاليا لدخول التيارات البحرية من خلال مضاعفة مساحة جزيرة النبيه صالح وردم الجزء المتساوي للجزيرة الحالية في الجانب الشرقي من جسر سترة غير المردوم حاليا (كما توضحها الخرائط المرفقة مع الدراسة والمنشورة في الصحف المحلية).

عمّا قريبا ونتيجة لتحرك الوزارة المشكور سنشاهد جزيرة أخرى لنبيه صالح يفصلها عن الجزيرة الأم جسر سترة، وطبعا إن عملية الدفان التي ستشهدها الجزيرة الجديدة (امتداد جزيرة النبيه صالح) ستعمل على قتل البيئة البحرية في المنطقة، وخنق التيارات البحرية التي ستصبح ضعيفة أو شبه معدمة بالنسبة إلى الخليج؛ ما سيزيد من معاناته الحالية، على رغم وعود الوزارة بفتح قنوات جديدة.

وزارة «البلديات» اعترفت أخيرا بأن «خليج توبلي طوال السنوات الماضية عاش وسط عمليات الردم والحفر العشوائي بالإضافة إلى رمي المخلفات من المناطق المتجاورة لتجمع الترسبات بكميات هائلة وخصوصا في الممرات المائية من الجهات الثلاث للخليج»، إلا أن الوزارة لم تتحدث عن وقف تلك الأعمال، وخصوصا أن خرائط دراستها التطويرية تشير إلى وجود مساحة شاسعة من الخليج ستردم تساوي في حجمها حجم جزيرة النبيه صالح، فخليج توبلي ليس المنطقة البحرية التي تقع على الجانب الغربي من جسر سترة، بل أيضا على الجانب الشرقي فهو امتداد للخليج المعروف منذ زمن طويل.

السؤال الذي دائما ما يطرح نفسه في مثل هذه المشروعات الضخمة التي توضع لها موازنات هائلة قدرت بنحو 138 مليون دينار: مِنْ أين ستأتي وزارة «البلديات» بهذه الأموال الضخمة وهي في الأساس لم تدرج ضمن موازنتها للعامين المقبلين 2007/2008؟وهل التطوير والتعمير سيتأخر حتى إقرار موازنة العام 2009؟

هناك حقائقُ كبيرة تغيب عن هذه القضية، مازالت الجهات الرسمية صامتة بشأنها، طرحناها من قبل ونعيدها من جديد، قبل أي دراسات وخرائط وموازنات وأرقام لا نعلم من حقيقتها شيئا، أليس الأجدر بالوزارة استصدار خريطة توضح فيها معالم خليج توبلي الخاصة والعامة؛ حتى يعلم الرأي العام أين ستذهب الملايين التي ستصرف على «التطوير» و «التشجير» في الخليج بعد أن أحكم الخناق على الخليج الميت لا محالة.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 1777 - الأربعاء 18 يوليو 2007م الموافق 03 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً