العدد 1777 - الأربعاء 18 يوليو 2007م الموافق 03 رجب 1428هـ

موجات الدبلوماسية

محمد سلمان mohd.salman [at] alwasatnews.com

تبقى العلاقات الدبلوماسية بين الدول العالم متواترة، إذ تصعد أمواجها حينا وتخبو أحيانا، وفي بعض الأحيان نفاجأ بالتحوّلات الجذرية التي قد لا يكون لها مبرر واضح.

وتمثل علاقات روسيا بدول حلف شمال الأطلسي (الناتو) أبرز مثال، أكثر العلاقات تقلبا على الصعيد الدبلوماسي، إذ لا تلبث تفلت من أزمة حتى تدخل في أزمة أخرى، لتبقى أمواجها عاتية في غالب الأحيان. وتنبثق كل الخلافات من أساس واحد وهو تضارب المصالح، في كل الملفات ابتداء بالملف النووي الإيراني والدرع الصاروخي في شرقي أوروبا، وانتهاء بالوضع في كوسوفو.

ومع تنوّع أوراق الضغط في هذه اللعبة، تصبح العلاقات بين موسكو و»الناتو» الملف الأكثر حماوة خلف الكواليس، التي تُخفى ملامحها عن العامّة. وفي الموجة الأخيرة التي تعصف بالعلاقات البريطانية - الروسية، يخيّل إلى العامّة أن قضية المطالبة بمَنْ يزعم أنه المسئول عن اغتيال الجاسوس الروسي السابق أكسندر ليتفيننكو هي القضية الأساسية، بينما لو استرقنا السمع في الكواليس لاتضح أنها مجرد ورقة ضغط تستخدمها موسكو لتثني حكومة «داوننغ ستريت» عن دعمها لمشروع الدروع الصاروخية الأميركي الذي تعتزم واشنطن نشرها في شرق أوروبا، والتي تشكل تهديدا واضحا لروسيا.

من هذا المنطلق تستغل موسكو انحراف حكومة رئيس الوزراء البريطاني الجديد عن خط واشنطن لتستميلها وتساومها بقضية ليتفيننكو؛ لتنقلب على واشنطن وترفض نشر هذه الدروع.

وهكذا تسير أمواج الدبلوماسية بين ورقة ضغط وورقة مساومة، كالمياه التي تمر من تحت القش لا يعرف مصدرها ولا مجراها.

إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"

العدد 1777 - الأربعاء 18 يوليو 2007م الموافق 03 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً