العدد 1777 - الأربعاء 18 يوليو 2007م الموافق 03 رجب 1428هـ

خرجنا من «المخبا المخروق»

كاظم عبدالله comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

آه يالأحمر، لم نكن ننتظر آهات الحزن تخرج من حناجرنا بعد أن حضرنا أنفسنا للاحتفال بالصعود إلى دور الثمانية، وخصوصا بعد تعدي المنتخب منطقة الخطر وبعد أن بات الأمل كبيرا في الصعود وبأكثر من فرصة.

ولم تكن صدمة الجماهير البحرينية بخروج الأحمر المبكر من البطولة بقدر صدمتها بالهرج والمرج والعرض الهزيل الذي قدمه منتخبنا في لقائه الحاسم مع الأخضر السعودي، والذي مسح به الصورة الزاهية التي رسمها في الملحمة الكبيرة أمام المنتخب الكوري العنيد وفوزه في تلك المباراة التي تعد الأصعب في مشوار الفريق في هذه البطولة.

ما قدمه الأحمر في مباراة الأمس، لا يزيد عن ركل الكرة والركض وراءها من دون خطة واضحة المعالم، ومن دون هدف واضح للفريق، إذ إن الخطة التي لعب بها منتخبنا لا ندري ماذا يريد ماتشالا الخبير من ورائها، فهذه الطريقة لاتنفع للتعادل ولا تنفع للفوز أيضا، ويبدو أن ماتشالا كان صادقا إلى أبعد الحدود عندما قال في المؤتمر الصحافي قبل المباراة إن كلمة التعادل مفقودة في قاموسه، وإنه لا يحب التعادل، وسيسعى للفوز، ولكن للأسف إننا لم نحقق الفوز، ولم نحقق التعادل أيضا الذي كان مفقودا في قاموس ماتشالا.

منتخبنا فرط في فرصة التأهل بسبب «شخابيط» ماتشالا وإصراره على التغيير غير المبرر في كل مباراة يخوضها، وخصوصا أننا وصلنا إلى مرحلة لا تحتمل الفلسفة، ونحتاج فيها لإمكانات اللاعبين كاملة، فمن شاهد مباراة الأمس يدرك تماما أن ماتشالا لعب بأفكار من قال إن نقاط مباراة السعودية ستكون في «الجيب»، ويدرك أن ماتشالا لم يقم أي وزن للمنتخب السعودي الشقيق كما فعل أمام كوريا، لذلك كانت النتيجة هزيمة مذلة وضياع فرصة العبور إلى الدور الثاني.

التساؤل الآخر الذي نوجهه للمدرب التشيكي ميلان ماتشالا هو عدم الاستعانة بخبرة حسين علي بيليه الذي قدم موسما رائعا مع فريق أم صلال، وكان من أبرز اللاعبين الخليجيين المحترفين في الدوري القطري، وخصوصا أن هذا اللاعب له مواقف كثيرة كان فيها المنقذ للمنتخب البحريني لما يملكه من حس تهديفي ونجاعة هجومية يستفيد منها المنتخب في مثل هذه المباريات الحاسمة.

المسئولية لا يتحملها المدرب وحده الذي قد يكون له بعض العذر كونها المهمة الرسمية الأولى له مع الفريق ولم يتعرف بعد على الامكانات الحقيقية للاعبين، إذ إن الجانب الإداري له دور أيضا وخصوصا أن منتخبنا لم يكن مهيئا بالطريقة السليمة لهذه المباراة، وبدا واضحا أن المسئولين لم يتمكنوا من إخراج اللاعبين من نشوة الفوز على المنتخب الكوري، وشاهدنا اللاعبين يؤدون مباراة مغايرة تماما عن مباراة كوريا، ويجب أن نعترف بأن فوزنا على كوريا لم يكن بسبب خطة فنية، وإنما كان بسبب الروح القتالية والإحساس بالمسئولية والذي تولد عنه طاقة كبيرة قادتنا إلى الفوز، وهو ما افتقدناه في مباراة الأمس، إذ كان معظم اللاعبين يؤدون المباراة على الواقف ومن دون تركيز، يضاف إلى الخلطة السرية التي وضعها ماتشالا للمباراة.

الخروج من بطولة أمم آسيا يجب أن يكون درسا لنا ويجب أن نستفيد منه في العمل الجاد والتخطيط السليم للمستقبل، وأول ما يجب أن تفعله لجنة المنتخبات بعد العودة من أندونيسيا حل المنتخب وإعادة بنائه من جديد بحيث يعطى المدرب الصلاحية الكاملة لتجديد دماء الفريق وخصوصا أننا مقبلون على استحقاق مهم جدا وهو تصفيات كأس العالم، ونحتاج إلى فريق قوي يستطيع رسم الفرحة مجددا على وجوه الجماهير البحرينية، ولا نريد العودة أكثر إلى الوراء.

الأمر الآخر يجب ابعاد جميع المجنسين من المنتخب الوطني وخصوصا أنهم أثبتوا عدم كفاءتهم وأحقيتهم بالقميص الأحمر، كما أن وجودهم مع المنتخب أحدث شرخا كبيرا في صفوفه بالإضافة إلى الشرخ الكبير الذي حدث في صفوف الجماهير التي أصبحت تهجر المنتخب وعدم الاكتراث به بسبب التجنيس.

والأهم من ذلك كله يجب على الحكومة أن تعيد حساباتها وتزيد من دعمها للقطاع الرياضي، وسرعة العمل على تصحيح البنية التحتية للرياضة البحرينية، وخصوصا أننا أصبحنا البلد الوحيد في العالم الذي لا يملك ملعبين صالحين للمباريات الدولية، أي أن بنيتنا الرياضية أفقر من تلك التي توجد في أفقر الدول النامية.

عموما خرجنا من الدور الأول ولا عزاء لنا، والنقاط التي كانت في «المخبا» طارت منا لأن الجيب كان «مخروقا».

إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"

العدد 1777 - الأربعاء 18 يوليو 2007م الموافق 03 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً