العدد 1777 - الأربعاء 18 يوليو 2007م الموافق 03 رجب 1428هـ

«بتلكو» تحب الأرباح

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

تتميز شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو) بتحقيقها أرباحا صافية عالية بسبب قوة الإيرادات مقابل قلة المصروفات. فقد تمكنت الشركة من تحقيق أرباح صافية قدرها 52.3 مليون دينار (138 مليون دولار) في النصف الأول من العام الجاري محققة نسبة نمو فاقت عن 10 في المئة. في المقابل تم تسجيل صافي ربح قدره 47.5 مليون دينار في النصف الأول من 2006.

ولغرض المقارنة ليس ألا, حقق بنك البحرين الوطني ربحا صافيا قدره 22 مليون دينار في النصف الأول من العام الجاري، مقارنة مع أكثر من 52 مليون دينار ربحية (بتلكو) للفترة نفسها. يذكر أن (بتلكو) حققت ربحا صافيا قدره 89.3 مليون دينار (أي 236 مليون دولار) خلال العام 2006.

كلفة الموظفين

في التفاصيل بلغت قيمة إيرادات (بتلكو) لمختلف خدماتها من النقال إلى الانترنت أكثر من 136 مليون دينار في النصف الأول من العام الجاري. في المقابل قدرت الشركة المصروفات التشغيلية والإدارية بنحو 89 مليون دينار. لكن يلاحظ أن كلفة الموظفين ضئيلة نسبيا (20.3 مليون دينار) الأمر الذي ساهم في تحقيق ربح عال نسبيا. ويلاحظ أن الشركة دفعت نحو 17.6 مليون دينار لهيئات الاتصالات داخل وخارج البحرين.

يمثل تحقيق (بتلكو) زيادة أكثر من 10 في المئة صافي أرباحها دليلا ملموسا على قدرة الشركة في التأقلم مع المنافسة، بل الاستفادة منها وفي ذلك إشارة إلى دخول شركة (ام تي سي فودافون) سوق خدمات الهاتف الناقل. يبد أن الشركة ربما ترغب في السيطرة على سوق الهاتف النقال، بدليل ما نسب إليها حديثا بعدم حاجة السوق البحرينية لدخول شركة ثالثة الى حلبة المنافسة.

خدمة المجتمع

نرى من المناسب أن تقوم الشركة بتوظيف المزيد من البحرينيين نظرا لضآلة مصروفات الموظفين (والتي بدورها مثلت أقل من ربع المصروفات التشغيلية). لاشك أن هذا المطلب واقعي نظرا لأن الأوضاع المالية للشركة تسمح لها المساهمة في التخفيف من أزمة البطالة التي تعاني منها البحرين. كما نرى من المناسب أن تعمد الشركة إلى تقديم حوافز مالية (بونس) لموظفيها لقاء مساهمتهم الفعالة في تحقيق ربح كبير في فترة قصيرة نسبيا.

أيضا نرى من المناسب أن تشارك الشركة زبائنها هذه النتائج الطيبة بتقديمها خصومات أو برامج ذات قيمة. قبل عدة سنوات احتفلت (بتلكو) على طريقتها الخاصة عندما حققت نتائج مالية متميزة، إذ قامت بمنح خصم قدره 10 دنانير لزبائنها.

من جهة أخرى, يؤخذ على (بتلكو) ضعف علاقاتها بالجمهور على رغم كونها أحد أهم المؤسسات العاملة في البلاد. فخدمات الاتصالات بأنواعها مهمة بشكل نوعي للناس والمؤسسات والهيئات الحكومية. على سبيل المثال, من المناسب أن تعقد مؤتمرا صحافيا تعلن فيه نتائجها المالية ويستقبل مسئوليها أسئلة من الصحافيين. بل من الأفضل أن تقيم (بتلكو) بعض الفعاليات بين الحين والآخر مثل الندوات الدورية، يتم فيها دعوة الزبائن للالتقاء بمسئولي الشركة.

ختاما من متخذي القرارات في (بتلكو) وهم يرون انتشار أزمة التضخم في البلاد المساهمة الفعلية في التقليل من ضغوطات المعيشة للمواطنين. نقول ذلك على خلفية أن فاتورة الاتصالات تشكل عبئا على كاهل كثيرين. السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل (بتلكو) على استعداد لرد التحية للمجتمع بواسطة تقديم خصومات وأسعار قيمة لخدماتها؟.

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1777 - الأربعاء 18 يوليو 2007م الموافق 03 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً