قال المحامي عبدالله هاشم خلال استجوابه ضابطا بالأمن الوطني خلال شهادته في قضية المتهم بـ «الإرهاب» أمس: «إن شهادة الشاهد قد أتت متضاربة في الكثير من الأحيان، ومتناقضة في أحيان أخرى حتى أنه وصل إلى درجة الامتناع عن الإجابة وهو ما رفضه رئيس المحكمة، إذ ليس هناك ما يسمى بامتناع من شاهد عن الإجابة، وخصوصا فيما يتعلق بوجود إثبات رسمي، أي أنها صادرة عن جهات رسمية تفيد بانتقال المتهمين من البحرين إلى إيران ومن إيران إلى جهة أخرى».
وأضاف أن شهادات الشاهد أتت متضاربة بخصوص من مد يد العون إلى الآخر، أهو المتهم الأول أم الثاني أم عكس ذلك؟، كما أنها جاءت متضاربة بما هو مكتوب في أوراق الدعوى والتحقيق الذي أجرته النيابة العامة، كما أنه (الشاهد) أدلى بمعلومات من الصعب تحققها أو التيقن منها كالفئة الورقية المالية التي يكون منها المبلغ الذي يقال إنه سُلم إلى منظمة تتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أهدافها.
وبدأت جلسة أمس بمثول المتهم في القضية في ظل استمرار هروب اثنين من المتهمين على ذمة القضية، وقد استمعت المحكمة الجنائية الكبرى برئاسة القاضي الشيخ محمد بن علي آل خليفة وعضوية القضاة: طلعت إبراهيم، محمد راشد عبدالله الرميحي، وعلي أحمد جمعة الكعبي، وأمانة سر ناجي عبدالله إلى شاهد الإثبات وهو ضابط في جهاز الأمن الوطني. وقررت المحكمة تأجيل القضية للمرافعة في 5 يناير/ كانون الثاني.
ومثل شاهد الإثبات الذي أجاب على أسئلة المحامي عبدالله هشام عدا سؤال واحد رفض الإجابة عليه، إلا أن قاضي المحكمة طلب منه الإجابة عن السؤال الموجة من المحامي، وذلك لمثوله كشاهد في القضية، وهذا نص الاستجواب:
*المحامي: هل شاركت في عملية القبض على المتهم؟
- الشاهد: نعم.
*المحامي: أين تم القبض على المتهم ومتى وفي أي تاريخ؟
- الشاهد: في شهر يونيو/ حزيران من العام 2008 وذلك في مطار البحرين.
*المحامي: هل قمت بتفتيش المتهم؟
- الشاهد: تم تفتيشه بحسب ما ورد في التقرير ولم يتم العثور على شيء.
*المحامي: هل أشرفت على التفتيش؟
- الشاهد: لا لم أشرف على التفتيش.
*هل شاركت في عملية التحقيق؟
-الشاهد: نعم.
*المحامي: كم ساعة تم التحقيق مع المتهم؟
- الشاهد: ساعات طويلة.
*المحامي: كم ساعة تقريبا؟
- الشاهد: لا أذكر بالضبط.
*المحامي: هل بقيت طوال فترة التحقيق؟
- الشاهد: نعم وكانت معي مجموعة من الأشخاص.
*المحامي: ماذا كان يرتدي المتهم عند القبض عليه؟
- الشاهد: بنطال وتي شيرت.
*المحامي: هل وصلت ساعات التحقيق إلى 18 ساعة أم لا؟
- الشاهد: لا يمكنني تحديد الوقت لحصول أمور كثيرة.
*المحامي: خلال وجودك أثناء التحقيق، هل أقر المتهم بأنه سافر إلى دبي ومن ثم إلى إيران؟
- الشاهد: كان يسافر مباشرة وفي إحدى السفرات اتجه إلى مومبي ومن ثم إلى إيران.
*المحامي: كم مرة سافر المتهم، مرة أم مرتين أم ثلاث مرات أم أربع مرات؟
- الشاهد: 3 مرات.
*المحامي: هل أقر المتهم بأنه شارك مع منظمة في لبنان؟
- نعم.
*ما اسمها؟
- الشاهد: عصبة الأنصار.
*المحامي: هل يعلم الشاهد شيئا عن منظمة عصبة الأنصار؟ وهل هي منظمة سرية أم لا؟
- الشاهد: إن منظمة عصبة الأنصار غير شرعية وتقوم بتدريب الشباب في الداخل وفي خارج البلاد وإن المنظمة قد درج اسمها في الأمم المتحدة والخارجية الأميركية.
*المحامي: هل يعلم الشاهد أن منظمة عصبة الأنصار هي شرعية في لبنان وأن وزراء من الحكومة تجتمع بها؟
- الشاهد: المنظمة أدرجت في وزارة الخارجية ومجلس الأمن.
*الشاهد: ذكر أن المتهم الثاني مد يد العون إلى المتهم الأول، فكيف استعان المتهم الثاني بالأول للهرب؟
- الشاهد: المتهم الثاني كان كثير التردد على المتهم الأول في الصخير وكان كثير التحدث عن الجهاد فعرض المتهم الثاني على الأول فكرة توصيل مبالغ إلى إيران وخصوصا أن المتهم الأول يتحدث اللغة الفارسية.
*المحامي: الشاهد عسكري، ما هي أنواع الأسلحة التي تدرب عليها المتهم في لبنان؟
- الشاهد: المتهم تدرب على فك وتركيب السلاح، ومسدسات وسلاح البيكة (RBG ).
*المحامي: كيف علمت أجهزة القبض أن المتهم الثاني سافر إلى إيران؟
- الشاهد: من خلال المصدر السري ومن الجهات الرسمية.
*المحامي: هل لديك معلومات بشكل رسمي عن أن المتهم غادر إيران.
- الشاهد: أمتنع عن الإجابة.
القاضي: إنك حاضر كشاهد ولابد من الإجابة على الأسئلة الموجهة إليك
الشاهد: لا أتذكر.
وكان المتهم الذي يعمل موظفا في الإدارة العامّة للمرور بـ «تمويل جهات إرهابية» أنكر أمام المحكمة الكبرى الجنائية التهم المسندة إليه أمام قاضي المحكمة، في الوقت الذي كان المتهم قد اعترف أمام النيابة العامّة بالتهم ، فيما لايزال متهمان أحدهما عربي (سوري) فارينِِ من يد العدالة.
وكانت النيابة العامّة وجّهت إلى المتهم الأوّل أنه تعاون مع جماعة مقرها خارج البلاد، والغرض منه ارتكاب أعمال عدائية ضد دولة أجنبية، وكان الإرهاب والتدريب من الوسائل؛ لتحقيق أغراضهما، والتقى مسئولي تلك الجماعة في الخارج وسلّمهم تمويلا ماليا، وساعد المتهم الثاني (بحريني) في الانضمام إليها مع علمه بأغراضها، كما أنه تدرّب بدنيا وعسكريا لدى جماعة في الخارج، كما تلقى تدريبات على استعمال الأسلحة والقنابل اليدوية وذلك بقصد ارتكاب جرائم إرهابية، بالإضافة إلى أنه قدّم وآخر دعما وتمويلا إلى جماعة تمارس نشاطا إرهابيا مع علمه بذلك. وبشأن المتهم الثاني، فقد وجّهت النيابة العامّة إليه تهمة أنه التحق بجماعة مقرها خارج البلاد، الغرض منها ارتكاب أعمال عدائية ضد دول أجنبية، وكان الإرهاب والتدريب من وسائلها؛ لتحقيق أغراضها، كما أنه شارك في عملياتها الإرهابية.
كما وجّهت النيابة العامّة إلى المتهم الأوّل أنه اشترك عن طريق المساعدة مع المتهم الثاني في ارتكاب الجريمة المبيّنة بالوصف السابق بأن رتب له لقاء مع مسئول الجماعة في الخارج بغرض الالتحاق بها والاشتراك في أعمالها الإرهابية فتمت الجريمة بناء على هذه المساعدة.
ووجهت النيابة العامّة إلى المتهم الثالث أنه اشترك بطريقة المساعدة مع المتهم الأوّل في ارتكاب الجريمة ورتب له الاتصال بمسئول الجماعة بغرض تلقي التدريب لديه بناء على هذه المساعدة
العدد 2264 - الأحد 16 نوفمبر 2008م الموافق 17 ذي القعدة 1429هـ