لا يزال لدى نعيمة أمل في أن ينالها الإنصاف يوما هي وزميلاتها. حدثتني بحرقة عن وضعها مطالبة بحل جذري. نعيمة ببساطة تعمل في القطاع الخاص، منذ الصباح حتى الساعة السادسة مساء، راتبها محدود، ومسئولة كليا عن مصروفاتها ومصروفات ابنتها الصغيرة التي تتركها لدى والدتها طوال اليوم بعد أن انفصلت عن زوجها. نعيمة تريد حلا، لم تسمع نعيمة بقانون العمل وحقوق النساء العاملات، ولم تسمع بحق الأمومة، ولا تعرف تفاصيل كثيرة بشأن التفريق بين العاملات في القطاعين الحكومي والخاص في البحرين، والصراع الذي دار حول هذا الموضوع في المجلس الوطني، وربما لا تعرف أن هناك الآلاف من النساء في البحرين يعانين وضعها نفسه ، وآلافا مؤلفة أخرى يعانينه خارجها. كل ما تعرفه نعيمة أنها لا تجد الوقت لتعتني بطفلتها وتلتقط أنفاسها ليوم عمل جديد. وكل ما تعرفه أنها لا تمتلك غير يوم واحد إجازة في الأسبوع، لا تعرف كيف ينقضي بسبب الأشغال التي تراكمها لتؤديها في هذا اليوم. ما هو الحل ؟ تقول نعيمة: ليوجدوا لنا حلا، بدأنا نختنق، لا أشعر بأنني أحيا، كل ما حولي يخنقني. كلمات نعيمة كانت متنفسا، أحببت أن أوصله كما هو، بكل ما فيه من حرقة وألم، و...صدق. فحديثها لا يعبر فقط عن مشكلتها الخاصة، وإنما يعبر عن مشكلة تعاني منها شريحة تعتبر أحد أهم الأعمدة التي يقوم عليها القطاع الخاص في البحرين... النساء خصوصا.
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1776 - الثلثاء 17 يوليو 2007م الموافق 02 رجب 1428هـ