سيكون على المنتخب أن يبذل كل طاقاته من أجل الظفر بالبطاقة المؤهلة إلى الدور ربع النهائي لكأس آسيا وذلك عندما يخوض مباراته الحاسمة مع نظيره السعودي، وعلى رغم فوزه فإن المنتخب الكوري لم يقدم ما يطمح إليه المتابعون في البحرين.
لا نريد أن نبارك للمنتخب بوصوله إلى هذه المرحلة وبقائه في المنافسة حتى آخر رمق فقط، من دون أن نؤكّد أنه بحاجة ماسة إلى عودة الروح والجدية والأهم من ذلك الأسلوب التكتيكي الذي يكشف قوة الفريق في مواجهاته ويجعل متابعيه واثقين أكثر من تحقيق نتيجة ما تسعدهم.
الفارق شاسع بين منتخب 2004 والمنتخب الحالي وكأنه يعود رويدا رويدا إلى الأسلوب الدفاعي الذي كان يعرف به المنتخب قبل كأس آسيا في الصين، وحينها كان الجميع يعرف الخطة التي سيلعب بها المنتخب قبل أن يلعب، وهاهو اليوم كذلك.
بالتأكيد سيكون في البال مدرب المنتخب التشيكي ماتشالا الذي على ما يبدو مازال يغامر بتكتيكاته وتشكيلاته الغريبة بعض الشيء التي على أقل التقادير حققت التوازن الغائب في مباراته الثانية أمام كوريا، وخصوصا في خط الدفاع، لكن المنتخب مازال يعاني في خط الوسط الذي لا يحوي لاعبين بشكل كبير قادرين على نقل اللعب بشكل سلس من الدفاع إلى الهجوم وهذا ما بدا واضحا في المباراتين الأخيرتين، وبالتالي فإن العمل الأكثر هو في خط الوسط.
الكثير شبّه منتخبنا في هذه البطولة بالمنتخبات الدنيا على رغم تصنيفه بحسب البطولة السابقة، وأصبحت المنتخبات الآسيوية كفيتنام وتايلند وإندونيسيا تلعب كرة أفضل منّا، ونحن في مباراتين لم نلعب أكثر من 10 كرات منظمة تعكس مدى تطور المنتخب والخامات المحترفة لديه.
يحتاج منتخبنا إلى الكثير لكي يعيد صورته الناصعة التي انعكست في الصين وعلى ماتشالا خصوصا أن يعمل منذ الآن في وضع صورة زاهية لأداء المنتخب وأن يستغل كل المقومات والإمكانات المتوافرة وأن يلعب من دون فلسفة، وبالتشكيلة التي يراها الكثيرون من المدربين والمتابعين ولاسيما مع وجود طلال يوسف الذي يعد قوة قيادية كبيرة لا غنى عنها داخل الملعب، وسيد عدنان وربما حسين علي بيليه صاحب الخبرة الكبيرة في خط الهجوم.
لا نريد أن نهنئ فقط على التأهل وهو إن حصل فسيحصل المنتخب على التهنئة لكنها لن تدوم طويلا، وكما هو حاصل في البرازيل إذ لم تستقبل الجماهير البرازيلية منتخبها الفائز ببطولة كوبا أميركا بعد فوزه على الأرجنتين في المباراة النهائية، والسبب فقط هو أن المنتخب لم يقدم صورة زاهية عن المنتخب المعروف بأدائه الرائع الذي جاء فقط في النهائي، وبالتالي الفكرة هنا بأن النتيجة من دون أداء لن يكون جيّدا إلا إذا تحقق الاثنان معا.
الغضب القطري
غريبة تلك الحملة التي يشنّها الإعلام القطري على منتخبه الخارج لتوه من بطولة كأس آسيا بعد أن أضاع فرصة العمر للتأهل إلى الدور الثاني، وأنا هنا لا أقف ضد هذه الحملة التي بلغت ذروتها في قناة الكأس والدوري أمس، وإنما أبدى إعجابي واستغرابي لطريقة القناة التي لم تنظر للوراء من أجل وضع الأعذار لمنتخبها الفاشل كما هو معمول به في الصحف أو الإعلام الخليجي الذي لا يقوم بمثل هذا الانتقاد الواسع الذي على رغم حدته إلا أنه يشمل نسبة كبيرة من الانتقاد البناء، وكما سنرى في قناتنا الفضائية التي لا اعتقد بأنها ستكون قادرة على انتقاد الفريق الوطني في حال خروجه من البطولة حتى لو من الدور ربع النهائي، إذ نحن مطالبون بالانتقاد البناء وجعل الجميع يفكر وعدم البقاء على نظرية واحدة وفكر واحد يقود منتخب الكل.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1776 - الثلثاء 17 يوليو 2007م الموافق 02 رجب 1428هـ