يمتاز المنتخب السعودي عن غيره من المنتخبات الخليجية بإصراره على تحقيق الفوز وتسجيل الهدف حتى ولو بقيت دقيقة واحدة عن نهاية المباراة، وهذا تكرر كثيرا مع المنتخب السعودي وفي مباريات حساسة ومهمة.
ففي مباراته الأخيرة في البطولة الآسيوية وأمام البلد المضيف اندونيسيا وسط حضور أكثر من 100 ألف متفرج اندونيسي سجل السعوديون هدف الفوز في الوقت بدل الضائع برأسية سعد الحارثي ليقتربوا بذلك كثيرا من التأهل للدور الثاني، كما فعلها من قبل أحمد جميل برأسه الذهبية أمام كوريا وفي آخر ثانية من الوقت بدل الضائع العام 1993 في قطر ليعلن بذلك تأهل بلاده لنهائيات كأس العالم العام 1994 لأول مرة في تاريخها.
المنتخب السعودي وعن طريق خالد مسعد سجل هدفا أيضا في مرمى المنتخب الإيراني العام 1997 على استاد الملك فهد في الرياض قبل دقائق قليلة من النهاية ليقرب منتخبه من التأهل لكأس العالم في فرنسا العام 1998.
وهناك الكثير من الأمثلة الأخرى التي تدلل على الإصرار السعودي الغريب والحماس المستميت من أجل الوصول إلى الهدف ولو بقيت من المباراة ثانية واحدة.
مثل هذا الحماس والإصرار لا نجده لدى المنتخبات الخليجية الأخرى ومنها منتخبنا الوطني الذي دبّ اليأس في نفوس لاعبيه بمجرد تسجيل اندونيسيا الهدف الثاني في مرمى البحرين وكأن المباراة انتهت على رغم بقاء أكثر من نصف ساعة من عمرها.
الروح القتالية العالية سمة المنتخبات والفرق الراغبة في تحقيق البطولات التي لا يمكن تحقيقها بالخطط الفنية وحدها أو بالمهارات الفردية وإنما هي بحاجة إلى مقاتلين في داخل الملعب لتنفيذها وتطبيقها وتحويلها إلى انتصارات وأمجاد.
المنتخب السعودي الحالي وعلى رغم كون معظم لاعبيه من الشباب ومن الجيل الجديد الذي شاهد الجيل السابق ربما في التلفاز فقط إلا أنه لا يختلف عن سابقيه من ناحية الإصرار والعزيمة، كما أنه يمتاز مثلهم بالمهارات العالية والإمكانات الفردية إلى جانب اللعب الجماعي.
السعودية على عكس المنتخبات الخليجية الأخرى تمتلك الاستمرارية أيضا، فمنتخباتها وإن تغيّرت عناصرها هي دائما في قلب المنافسة، كما أن من الصعوبة هزيمتها في أي مباراة لأنك بحاجة إلى أن تحمي مرماك حتى آخر ثانية من المباراة.
السعوديون دخلوا البطولة الحالية بمنتخب شاب جديد من أجل إعداده كما يقول مسئولوه لكأس العالم المقبل والذي يليه إلا أننا سنجدهم بكل تأكيد حاضرين في المنافسة وهذا ما أثبتوه من المباراة الأولى أمام كوريا الجنوبية التي تعتبر عملاق الكرة الآسيوية في الوقت الجاري.
في حين دخل منتخبنا بهدف المنافسة على البطولة الآسيوية وبآمال عالية وسط قيادة المدرب التشيكي ميلان ماتشالا للمنتخب إلا أننا وجدنا منتخبنا من دون روح أو أداء في مباراته الأولى لأننا لا نملك الاستمرارية ولا الدماء الشابة فتحولنا إلى منتخب شبح لمنتخب كأس آسيا 2004 في الصين!
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 1775 - الإثنين 16 يوليو 2007م الموافق 01 رجب 1428هـ